اعلن رئيس اللجنة الانتخابية العراقية عبد الحسين الهنداوي الاحد أن
اول انتخابات عراقية متعددة الاطراف منذ 46 عاما ستجرى في 30 كانون
الثاني/يناير 2005.
وقال الهنداوي في مؤتمر صحافي "لقد قررت اللجنة الانتخابية بالاجماع
اختيار تاريخ 30 كانون الثاني/يناير لاجراء الانتخابات".
وبعد عقود من حكم الحزب الواحد البعث سمحت اللجنة الانتخابية لـ56
حزبا وتنظيما حتى الان من اصل 91 بالمشاركة في الانتخابات وسوف تستكمل
دراستها للملفات المتبقية في الايام المقبلة.
ومن المفترض ان تبدأ الحملات الانتخابية في 15 كانون الاول/ديسمبر
وتنتهي قبل 48 ساعة من اجراء الانتخابات.
واضاف الهنداوي "نحن ندعو جميع المنظمات الدولية والهيئات المختصة
ارسال مراقبين. نحن نأمل ان تلعب الامم المتحدة دورا مهما بارسال
مراقبين".
وسيختار العراقيون في هذه الانتخابات عدا المجلس الوطني الانتقالي
ممثليهم في المجالس المحلية ال18. اما الاكراد فسينتخبون برلمانهم
المحلي الخاص.
وسيشارك ثلاثة ملايين عراقي خارج العراق في هذه الانتخابات. وقد
هاجر معظم هؤلاء منذ بداية التسعينات وخاصة مع حرب الخليج ولم يعد منهم
الى العراق الا اقلية صغيرة بعد انهيار نظام صدام حسين في نيسان/ابريل
2003.
وستجري الانتخابات لاختيار 275 نائبا بالاقتراع النسبي. وعلى كل
مجموعة سياسية ان تقدم لائحة من 12 مرشحا وتحظى ب500 توقيع من الناخبين
لكي تتمكن من المشاركة في الانتخابات. وسوف تشغل النساء ربع المقاعد في
هذا البرلمان.
وسيكون للبرلمان مهمة صياغة دستور البلاد اضافة الى دوره في مراقبة
عمل السلطة التنفيذية والتصويت على القوانين.
ورحبت لندن بتنظيم الانتخابات في العراق في الموعد المتوقع . وقالت
متحدثة باسم الخارجية البريطانية "يعود ذلك للحكومة العراقية الموقتة
بالتاكيد لكن القانون الانتقالي ينص على اجراء انتخابات في هذا الموعد
على ابعد تقدير".
وحسب الجدول الزمني العراقي للديمقراطية ينبغي ان تجرى الانتخابات
بحلول نهاية يناير لاختيار برلمان انتقالي يختار بالتالي حكومة جديدة
ويشرف على وضع دستور.
وقال فريد ايار المتحدث باسم المفوضية العليا للانتخابات لرويترز "المفوضية
العليا حددت يوم الثلاثين من شهر يناير كانون الثاني من العام المقبل
موعدا لاجراء الانتخابات في العراق."
وتصر الاغلبية الشيعية على اجراء الانتخابات في موعدها على أمل ان
تعزز نفوذها بعدما قمعت طويلا تحت حكم صدام حسين.
لكن كثيرا من العرب السنة يريدون تأخير الانتخابات ويقولون انهم
سيقاطعونها اذا اجريت في يناير. وتمثل مناطق العرب السنة ميدان المعركة
الرئيسي في الصراع بين القوات التي تقودها الولايات المتحدة والمقاتلين
الذين يحاولون طردها.
وتعهد رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي بسحق المتمردين للسماح
باجراء الانتخابات في كل أرجاء العراق. وقال مصدر بمكتب علاوي ان
متشددين كانوا قد اختطفوا ابن عمه في التاسع من نوفمبر تشرين الثاني
الجاري أطلقوا سراحه.
وهدد المتمردون بتعطيل الانتخابات ويقول الجيش الامريكي انه سيزيد
عدد قواته في العراق بتأخير رحيل بعض الوحدات. وينذر الخلاف حول
الانتخابات باشعال توترات طائفية وعرقية.
واجتمع علاوي وهو شيعي علماني يوم الأحد مع كبار رجال الدين السنة
ونقول عنه مكتبه قوله انهم وافقوا على طرد ائمة المساجد الذين يدعون
الى العنف أو يسمحون للمسلحين باستخدام المساجد لتخزين السلاح أو
كمواقع لاطلاق النار.
وقال المكتب ان علاوي أكد على التزامه الشديد بضمان مشاركة كل
العراقيين في العملية السياسية.
وتفاقم العنف في مناطق السنة بالعراق هذا الشهر وهاجم المقاتلون
القوات الامريكية وقوات الامن العراقية في مدن عديدة بينما كان الجيش
الامريكي مشغولا بطردهم من الفلوجة. |