قال مصدر بنادي باريس يوم السبت ان الدائنين الرئيسيين للعراق في
النادي توصلوا لاتفاق لإلغاء 80 في المئة من الدين المستحق لهم لدى
بغداد.
وقال المصدر "يوجد اتفاق بين الدائنين الرئيسيين بشأن 80 في المئة
من الدين." واضاف ان من المرجح انهاء اتفاق كامل بين مجموعة الدول
الدائنة في نادي باريس يوم الاحد.
وسيضع الاتفاق النهائي حدا للنزاع بين الولايات المتحدة وفرنسا بشأن
حجم الديون العراقية التي يجب التنازل عنها ويمكن ان يمثل معيارا
للمقارنة بالنسبة لاتفاقات الاعفاء من الدين مع دائنين اخرين مثل
السعودية والكويت ودول اوروبا الشرقية.
وسيسوي هذا الاللغاء ملفا اثار توترا في العلاقات بين الولايات
المتحدة وبريطانيا من جهة وبين فرنسا والمانيا وروسيا من جهة اخرى.
وقال وزير المالية الالماني هانس ايشل السبت "لدينا الاسس التي
تمكننا من تسوية مسألة تخفيض الدين العراقي في اطار نادي باريس" موضحا
انه بحث المسالة مع نظيره الاميركي جون سنو على هامش اجتماع لمجموعة
العشرين التي تضم ابرز عشرين قوة اقتصادية في العالم.
وقال ايشل "لقد اتفقنا على تخفيض الدين على عدة مراحل: 30% على
الفور ثم مرحلة ثانية من 30% مرتبطة ببرنامج لصندوق النقد الدولي
ومرحلة ثالثة من 20% مرتبطة بنجاح هذا البرنامج".
لكن المستشار الالماني غيرهارد شرودر افاد بعد قليل انه "لم يتم
التوصل الى نتيجة نهائية بعد" مشيرا الى "محادثات تجري مع الفرنسيين".
وكانت فرنسا من اشد المعارضين لخفض الدين العراقي بنسبة كبيرة وكانت
تطالب اساسا مع برلين بالغاء الديون بمستوى 50%. وفي مطلق الاحوال
امتنعت وزارة المالية الفرنسية عن التعليق على تصريحات ايشل.
وقال مصدر مقرب من نادي باريس من جهته ان المفاوضات الجارية منذ
بضعة ايام في العاصمة الفرنسية بين مختلف اعضاء النادي لا تزال مستمرة
وقد تتواصل حتى الاحد.
وقال مسؤول اميركي كبير في برلين "لم تبد اي من الدول الجالسة الى
الطاولة اي اعتراض على الاقتراح الالماني" معتبرا ان "ذلك سيكون اتفاقا
جيدا بالنسبة للجهات الدائنة التي تريد مساندة العراق".
ويصل الدين العراقي بحسب تقديرات صندوق النقد الدولي الى حوالى 120
مليار دولار ينحصر ثلثها تقريبا بايدي الدول الصناعية الدائنة الرئيسية
ال19 المجتمعة في نادي باريس.
وهناك ايضا ديون على العراق تبلغ نحو ستين مليار دولار مستحقة لدول
خليجية مجاورة او دول شيوعية سابقة. اما المبالغ المتبقية فمتوجبة
لهيئات خاصة مثل مصارف وشركات.
وتعهدت مجموعة الثماني (الولايات المتحدة وفرنسا والمانيا وبريطانيا
وايطاليا واليابان وكندا وروسيا) هذاالصيف في سي آيلند بالولايات
المتحدة تسوية مسالة الدين العراقي قبل نهاية السنة.
ولقي نادي باريس حتى الان صعوبات في التغلب على الخلافات في وجهات
النظر بين دوله الاعضاء.
وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا تدعوان للقيام بمبادرة كبيرة في
اتجاه العراق من خلال شطب 95% من ديونه غير ان روسيا وفرنسا والمانيا
التي تعتبر بعد اليابان اكبر دول دائنة للعراق في نادي باريس ايدت
الغاء 50% فقط من الدين العراقي.
واكدت فرنسا مجددا هذا الاسبوع استعدادها للقيام "بمبادرة مهمة"
بشان الدين العراقي ولكن "في نسب تتماشى" مع الجهود المبذولة لمصلحة
الدول الاكثر فقرا.
وقال هانس ايشل السبت ان الاتفاق الذي يتجه اليه نادي باريس ياخذ
بعين الاعتبار "وضع العراق الخاص" محذرا من ان الامر "ليس سابقة".
وفي مطلق الاحوال فقد المح شرودر الى ان المرحلة الاخيرة من عملية
تخفيض الدين قد تطرح مجددا للبحث على ضوء التطورات الاقتصادية في
العراق "الدولة الغنية بالطاقات" نظرا لاحتياطها النفطي.
من جهته اعلن مصدر في مجموعة العشرين الاحد ان روسيا لم توافق بعد
عل الاتفاق الذي بدأ يتبلور في نادي باريس لشطب كل الديون العراقية
المتوجبة للنادي تقريبا.
وقال المصدر طالبا عدم الكشف عن هويته على هامش لقاء غير رسمي
لمجموعة العشرين في برلين ان "معظم الدول الدائنة وافقت على هذا
الاتفاق عدا روسيا".
وتضم هذه المجموعة الاقتصادات الكبرى في العالم.
واضاف "لم توافق روسيا بعد (..) هنالك على الارجح محادثات على مستوى
عال بين الروس والاميركيين لانه يجب التوصل الى موقف موحد يوافق عليه
الجميع".
وكان وزير المالية الالماني هانس آيشل اعلن السبت التوصل اتفاق
مبدئي لشطب ثمانين بالمئة من الديون العراقية على ثلاث مراحل.
من جهته اعلن نادي باريس بأنه "يسير نحو التوصل الى اتفاق مبدئي".
ويقدر الدين الخارجي العراقي الذي تم الاتفاق بشأنه السبت بين الدول
الدائنة الرئيسية في نادي باريس بحوالى 120 مليار دولار ومسألة خفضه هي
موضع مفاوضات مكثفة منذ اكثر من سنة ونصف بين اوروبا والولايات المتحدة.
ويتركز اكثر من ثلث هذا الدين لدى دول نادي باريس الهيئة غير
الرسمية التي تجمع منذ 1956 الدول الصناعية الدائنة الرئيسية بهدف
ايجاد حلول لديون بعض الدول.
وبحسب تقديرات صندوق النقد الدولي فان الدين الاجمالي (بمعزل عن
التعويضات المتوجبة بعد اجتياح الكويت والتي يوجد بشانها نظام خاص) يصل
الى حوالى 120 مليار دولار.
ويبلغ الدين المتوجب لاعضاء نادي باريس (المانيا واستراليا والنمسا
وبلجيكا وكندا والدنمارك واسبانيا والولايات المتحدة وفنلندا وفرنسا
وايرلندا وايطاليا واليابان والنروج وهولندا وبريطانيا وروسيا والسويد
وسويسرا) 40 مليار دولار بينها 21 مليار دولار من الاصول والباقي فوائد
على المتأخرات منذ 1990 تاريخ عزل العراق دبلوماسيا على اثر اجتياح
الكويت.
وبحسب نادي باريس فان ديون العراق بمعزل عن الفوائد على المتأخرات
تتوزع بشكل رئيسي على النحو التالي:
- 2,994 مليار دولار لفرنسا.
- 2,404 مليار دولار لالمانيا.
- 4,109 مليار دولار لليابان.
- 3,450 مليار دولار لروسيا.
- 2,192 مليار دولار للولايات المتحدة.
- 1,726 مليار دولار لايطاليا.
- 931 مليون دولار لبريطانيا.
- 564 مليون دولار لكندا.
- 813 مليون دولار للنمسا.
- 499 مليون دولار لاستراليا.
- 321 مليون دولار لاسبانيا.
- 184 مليون دولار لبلجيكا.
- 186 مليون دولار للسويد.
- 117 مليون دولار لسويسرا.
ويعتبر نادي باريس ان فوائد المتأخرات التي تحتسب مبدئيا على اساس
فوائد العقود الاصلية تمثل مبلغا مماثلا لحجم مبلغ الاصول.
كذلك فان العراق مدين بحوالي ستين مليار دولار لدول اخرى ولا سيما
دول الخليج المجاورة له ودول من الكتلة السوفياتية السابقة مثل بلغاريا
ورومانيا.
اما المبلغ المتبقي والذي يتراوح بين عشرين وثلاثين مليار دولار
فمتوجب لدائنين خاصين ولا سيما مصارف وشركات مزودة للبنى التحتية.
المصدر: وكالات |