يقول مسؤولون ومحللون ان المقاتلين الأجانب في العراق يشكلون تهديدا
لبلادهم في أوروبا والعالم الاسلامي التي تخشى من أن تجلب عودتهم العنف
مرة أخرى.
قال مسؤول أوروبي كبير عن محاربة الارهاب رفض الكشف عن هويته "نحن
قلقون للغاية من أن يعود هؤلاء الفتية اذا انتهت الحرب في العراق
ويواصلون تجنيد اخرين عند عودتهم ويشكلون خلايا ارهابية في بلادهم."
ومضى يقول "نخشى من تكرار مثير للاضطراب مثلما حدث في أفغانستان" في
اشارة للحرب ضد السوفيت في الثمانينات التي جذبت الاف المتطوعين
الأجانب ومن بينهم اسامة بن لادن زعيم القاعدة وأعطت المتطرفين
الاسلاميين أرضا للتدريب.
يقول مسؤولو مكافحة الارهاب ان المقاتلين الأجانب في العراق جاءوا
من أوروبا ودول غربية أخرى ودول اسلامية لكن عددهم غير معروف. وقدر
المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن هذا الشهر أن هناك حوالي
ألف مقاتل أجنبي في العراق. ويقدر محللون اخرون عددهم ببضع مئات.
وحذر محلل واحد على الاقل من القفز الى استنتاجات بشأن تهديد لم
يتضح بعد. لكن العديد من المحللين الاخرين قالوا ان هناك من المقاتلين
الأجانب في العراق ما يكفي لاثارة الفوضى عند عودتهم لبلادهم من خلال
التجنيد أو جمع الاموال أو شن هجمات فعلية ويرجع ذلك في جانب منه لان
التكنولوجيا والنقل والقدرة على الوصول للاسلحة التي تحسنت قد تجعل
الاعداد الصغيرة أكثر قدرة عن ذي قبل.
قال بروس هوفمان خبير الارهاب في مركز راند للابحاث "انه عصر مختلف
عن زمن أفغانستان لانه مع وجود قنوات تلفزيونية فضائية تبث على مدار
الساعة طوال أيام الاسبوع والانترنت فان العداء في العالم الاسلامي
الذي جلبه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق يتزايد."
ولتسليط الضوء على خطر المجندين الأجانب أذاع تلفزيون أمريكي شريط
فيديو يوم الخميس ظهر فيه رجل يتحدث بالانجليزية قال انه يدعى "اسام
الامريكي" مهددا بموجة دامية جديدة من هجمات القاعدة في الولايات
المتحدة.
قال مات لوفيت وهو محلل سابق في شؤون الارهاب في مكتب التحقيقات
الاتحادي الامريكي ويعمل الان مع معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى "هناك
سبب يفسر لماذا يحاول من أعد الشريط يخبرنا بأن ذلك الفتى الذي يتحدث
الانجليزية أمريكي. هذا يجعله أكثر ترويعا."
وأضاف "في لحظة محددة سيعود هؤلاء الصبية لبلادهم... تلك مشكلة
كبيرة جدا عانينا منها من قبل."
ويوافق العديد من المسؤولين والمحللين على أن أوروبا تواجه خطرا
أكبر من الولايات المتحدة جزئيا لانه يعتقد أن المتشددين المقيمين في
أوروبا الموجودون في العراق أكثر وأن من الاسهل عليهم أن يسافروا
لاوروبا وعبرها.
وبينما قال المحللون انه لا توجد دولة محصنة قالوا ان من بين تلك
الدول المهددة ألمانيا وأسبانيا وفرنسا وايطاليا والتي يوجد بها جميعا
جاليات كبيرة من المهاجرين من الدول الاسلامية.
قال كينيث كاتزمان محلل الارهاب في مكتب أبحاث الكونجرس الامريكي "قد
تواجه أوروبا تحديدا بعد أن يغادر هؤلاء المقاتلون الاجانب العراق مرة
لاخرى."
وأضاف أن السعودية ومصر ودول أخرى "تشعر بتوتر كبير" من احتمال عودة
المقاتلين.
وقال دبلوماسي عربي كبير في واشنطن "أصبح العراق مصدر جذب لهؤلاء
الناس وبطبيعة الامور سيعود بعضهم لبلادهم ويأخذون الجبهة معهم."
قال هوفمان ان هناك أيضا خطر أن يصبح المقاتلون "وليمة للجهاديين
يمكن تحريكها" ينقلونها من حرب لاخرى "ويكتسبون خبرة باستمرار ويجذبون
اتباعا جددا."
وحذر انتوني كوردسمان المحلل لدى مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية
والدولية من المبالغة في المخاطر.
وقال "نحن مستمرون في اصدار كل هذه التعميمات قبل الوقائع والحقيقة
هي أنها (الوقائع) أكثر تعقيدا وديناميكية من ذلك." ومضى يقول "انها لا
تعتمد في معظم الوقت على الاعداد وانما على ما اذا كانت هناك شخصية أو
زعيم ملهم يظهر ويتمتع بمهارات تنظيمية وذلك أمر غير شائع الى هذا الحد."
المصدر: رويترز |