بين المهم والأهم في القضية العراقية وبالذات ما يتعلق بضرورة إعطاء
دفعة قوية لإنجاح عملية الانتخابات التي ستجري بعد زهاء انقضاء شهرين
من الآن أي في حد حلول كانون الثاني 2005م القادم ينبغي إقران التفكير
الرسمي في الاتجاه نحو حسم بعض العوائق التي ستساعد الرأي العام
العراقي على إبداء الارتياح لتلك الانتخابات لا النقم عليها.
صحيح أن المهم أن تجري الانتخابات في وقتها المحدد الآن إذ إن
بإجراءها سيكون هناك رد عملي على كل التقولات الرخيصة الناصة على عدم
أهلية المجتمع العراقي لممارسة الديمقراطية ولأن العراق ليس في حالة
طوارئ وأنه ينبغي عدم تهويل طنات عمليات الإرهابيين في العراق سواء
كانوا من الوافدين من بلدان الجوار أو ممن هم من أزلام النظام السابق
وفلوله الإجرامية الذين لا يروق لهم أي نظام فيه نسبة من العدالة
المنتهجة لذا فهم يدافعون عن أنفسهم من أجل بقاء أكثر في الحياة وهم
ومن يساندهم ويمدهم بالمال والسلاح أعلم أن هؤلاء في ظل ظروف قانونية
موآتية سيقدمون إلى المحاكم التي ستنزل بهم عقوبات شديدة نتيجة لما
اقترفوه ضد الشعب العراقي الذي خانوه وعادوه.
ولضرورة سد أول ثغرة ممكن أن تسحب الثقة من إجراء الانتخابات أن يتم
الإسراع بالرد العملي على كل من يشكك بصحة أو نوايا الانتخابات ومن ذاك
البت في إطلاق سراح كل النساء المعتقلات والمعتقلين الأبرياء فإنهاء
معاناة هؤلاء السجينات والسجناء سيمد الحكومة العراقية المؤقتة بشيء من
الشعبية وتصديق جدية توجهاتها في إزالة ما علق بالدولة العراقية من تهم
يتداولها الناس والقائلة أن الحكومة العراقية المؤقتة لا حول ولا قوة
لها حتى في أصغر الأمور الجارية الآن بالعراق خصوصاً إذا ما تم التأكد
أن هؤلاء السجينات والسجناء من شريحة الأبرياء منهم الذين لم يبت بسرعة
قانونية حول التهم المنسوبة لهم إذ تفيد معلومة أولية لدى شبكة النبأ
المعلوماتية أن هناك من تم إلقاء القبض عليه ثم أطلق سراحه بعد مرور
أكثر من 7 أشهر ولم يتم استجوابه أصلاً وحين أطلق سراحه قال له
القائمون على السجن: (آسفين!).
ناهيكم أن بعض الساقطين أخلاقياً في أجهزة الإنكليز والأمريكان
القائمين بالإشراف على السجون داخل العراق كما لاحظ الرأي العام
العالمي يسيئون في معاملة السجينات والسجناء ويحتسبون كل من دخل السجن
من النوع (المذنب) وما عرضته بعض الفضائيات من تعذيب شرس وأفعال شائنة
بحق العراقيات والعراقيين الأبرياء بمعتقل أبو غريب ليس بعيداً عن
الأنظار.
وحتى لا يصيح المخلصون العراقيون يالهول ما يحدث في بلادنا حتى بعد
زوال نظام صدام وتزرع في نفوسهم أن ذاك النظام المعروف بعمالته
للمستعمر قد تم تغييره لأجل تحقيق غايات جديدة لنفس المستعمر ودون أي
اكتراث بما يحدث ضد المجتمع العراقي فيفضل أن تكون كل الشخصيات والقوى
التي كانت معارضة لذاك النظام المهزوم ضمن (مسرحية التغيير في العراق)
أن يكونوا مراقبين على سير الانتخابات وإعلان نتائجها بعد أن يتحملوا
مسؤولية التصدي من الآن لإزالة أي بؤرة للإرهابيين من كل حي ومن كل بيت
ومن كل مدينة. |