في أعرق محل لبيع التحف الشرقية في قلب مدينة عمان القديمة تظهر بين
الاواني النحاسية والسجاد البدوي الاردني والمطرزات الفلسطينية صور
للرئيس العراقي السابق صدام حسين.
صور صدام سواء كانت مطبوعة على ميداليات او ساعات او دبابيس لا تزال
مطلوبة عند محل الافغاني من قبل السياح والاردنيين على حد سواء رغم
سقوط صدام بعد الغزو الامريكي.
وقال محمد فؤاد الافغاني صاحب محل الافغاني وهو احد ابرز واقدم
محلات التحف القديمة في المملكة "كثيرون يحبونه ويطلبون صوره. يشعرون
أنه قائد رجل."
واضاف الافغاني والذي افتتح محله عام 1956 ان معظم من يبتاعون هذه
الاشياء من الشبان الاردنيين كما يشتريها أجانب معظمهم من الشرق الاوسط.
ويعلي كثير من الاردنيين وخصوصا ذوي الاصول الفلسطينية من قدر صدام
لمساندته الشعب الفلسطيني سواء ماديا او معنويا. والاردن هي احدى الدول
الاقرب الى العراق ويتعاطف أهلها بشدة مع الشعبين الفلسطيني والعراقي
بحكم القرب الجغرافي والسكاني حيث كان الاردن ملاذا لملايين اللاجئين
من كلا البلدين.
وقال غسان وهو شاب في الحادية والثلاثين من العمر درس في احدى
جامعات العراق ان "الامة العربية قلما تنجب رجلا كصدام لا بكبريائه ولا
بأهدافه الواضحة."
واضاف غسان الذي يعلق صورة لصدام في منزله "شعاره وحدة-حرية وهي
دعوة لقومية ووحدة عربية لذلك يجب على كل انسان عربي ان يحبه" مشيدا
بالدور الذي لعبه في دعم الفلسطينيين.
وتمتع صدام بشعبية كبيرة لدى الاردنيين في مطلع العقد الماضي حين
تحدى الولايات المتحدة واخاف الاسرائيليين بصواريخه ابان اجتياح جنوده
للكويت. وتعاطف الاردنيون مع العراق اثناء الحصار والحرب الامريكية
الاخيرة.
وصدم الاردنيون عند اعتقال صدام من قبل القوات الامريكية في ديسمبر
كانون الاول الماضي ثم عندما ظهر في المحكمة امام القاضي العراقي في
يونيو حزيران الماضي.
ودافع عنه الافغاني قائلا "حتى لو كان ضعيفا أشعر برجولته."
وقال ان العراقيين ليسوا من زبائنه. فكثير منهم برأيه "لا يحبون
صدام."
وتحضر السلطات العراقية والامريكية لمحاكمة صدام وكبار معاونيه بتهم
ارتكاب "جرائم ضد الانسانية" ومن الادلة التي تسوقها السلطات القبور
الجماعية لعراقيين وأكراد لادانة الرئيس السابق ومعاونيه. وتقدر منظمات
دولية ان اكثر من 300 ألف شخص قتلوا اثناء حكم صدام الذي دام 24 سنة،
بينما يقدرهم العراقيون بملايين القتلى.
وتشتمل هيئة الدفاع عن صدام على عدة محامين اردنيين بالاضافة الى
قانونيون من دول اخرى يطالبون بلقاء الرئيس السابق منذ حصولهم على
التفويض من زوجته ساجدة.
وتتهم هيئة الدفاع السلطات العراقية بأنها تسعى لجعل محاكمة صدام
محاكمة صورية قائلة ان اللجنة سمعت من مصادرها الخاصة ببدء التحقيقات
مع صدام والموقوفين الاخرين من فلول النظام السابق دون استشارتهم
كمحامين للمجموعة.
وعلى الطرف الاخر من السوق الشعبي حيث يقع الافغاني صور كبيرة لصدام
موضوعة في اطارات مذهبة امام احد المحلات.
يسأل المشترون عن سعر الصورة فيرد عليهم البائع محمود السمهوري بأن
الصورة الموضوعة في اطار تكلف سبعة دنانير (10 دولارات) وان الصورة
بغير اطار تكلف دينارين.
وقال السمهوري لرويترز "لا زال الطلب قائما على الصور" مشيرا الى ان
البيع يتذبذب فهو يبيع من خمس الى عشر صور في بعض الايام بينما لا يبيع
شيئا في ايام اخرى.
واضاف ان زبائنه هم من الاردنيين الشبان وانه يبيع الى جوار صور
صدام صورا للعاهل الاردني الملك عبد الله والملك الراحل حسين. وقال انه
كان يبيع كذلك صورا للرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر الا انه توقف
لان من الصعب ايجاد صور له هذه الايام. ولكنه لا يبيع صورا لاي قائد
اخر.
وعن صدام قال "طبعا أحبه. هو الرجل الحقيقي."
واضاف ان صدام طرد من الحكم لانه تجرأ على الوقوف "ضد الامريكان
والاسرائيليين."
المصدر: رويترز |