اعلن وزير التخطيط والتعاون الانمائي في العراق مهدي الحافظ السبت
ان سياسة دعم المواد الاساسية تكلف اكثر من 50% من الانفاق الحكومي
مؤكدا انه لا بد من الغاء الدعم لكن بشكل تدريجي.
وقال الحافظ خلال مؤتمر صحافي ان استراتيجية التنمية (2005-2007)
التي وضعتها الوزارة "بالتعاون مع البنك الدولي وهيئات اخرى مختصة تلحظ
برنامجا تدريجيا لالغاء الدعم نظرا لما يشكله من اعباء على الخزينة
تتجاوز نسبتها 50% من الانفاق الحكومي".
لكنه سرعان ما استدرك مؤكدا ان "الغاء الدعم لن يكون مباشرا اي بين
ليلة وضحاها بسبب عواقبه ومضاعفاته على المواطنين".
وحدد الوزير اوجه الدعم في مجالات الوقود خصوصا والبطاقة التموينية
والكهرباء وغيرها مشيرا الى ان السنوات المقبلة ستشهد تراجعا في نسب
الدعم.
وعلى سبيل المثال "يباع النفط الخام المجهز للمصافي حاليا ب300
دينار (0,2 دولار) للبرميل في حين يباع ليتر البنزين ب0,01 دولار
والنوع الافضل ب0,025 دولار في حين تقدر كمية النفط الخام المخصص
للمصافي بمبلغ 5,2 مليار دولار في الاسواق العالمية". ويبلغ حجم
الكميات المخصصة للمصافي المحلية حوالي 550 الف برميل يوميا.
وتابع يقول "اذا اضفنا الى ذلك الكميات المستوردة من مشتقات الوقود
وكلفتها السنوية بحوالي 2,4 مليار دولار فيصبح مجموع ما تتحمله الدولة
عن دعم المنتجات النفطية بحدود 8 مليارات دولار سنويا اي ما يعادل اكثر
من 40% من اجمالي الايرادات الحكومية".
يشار الى ان العائدات النفطية تشكل 92,3% اي اكثر 18,1 مليار دولار
من ايرادات موازنة سنة 2005 البالغ حجمها 19,4 مليار دولار (عدا المنح
الخارجية).
وحجم الموازنة مع المنح الخارجية هو 23,745 مليار دولار وتصل نسبة
العجز فيها الى 6,7 مليارات دولار مع المساعدات و11 مليارا من دونها.
وكان الحافظ اعلن قبل فترة ان "تقديرات الموازنة محافظة جدا حيث
اعتمدنا سعر 26 دولارا لبرميل" النفط مشيرا الى "احتمال تغطية العجز
اذا استمر الارتفاع في اسعار النفط".
واوضح ان الدعم نوعان مباشر مثل "دعم سلة الغذاء والمشتقات النفطية
المستوردة اما غير المباشر فيشمل اسعار النفط الخام المخصص للمصافي
والكهرباء وخفض كلفة الماء والقطاع الزراعي".
واضاف ان بند "الضرائب على سبيل المثال خصص له مبلغ 300 مليون دولار
فقط في الموازنة" مشددا على وجوب "السعي الى تنويع الاقتصاد العراقي
لانه لا يمكن ان يبقى معتمدا على النفط".
وتساءل الوزير العراقي "ماذا سنفعل اذا توقف النفط يوما بسبب
التخريب او غيره"؟ |