بتشكيكهم في الانتخابات العامة التي يتوقع ان تجري اواخر كانون
الثاني/يناير 2005 يجازف سنة العراق بتهميش انفسهم اكثر واضعاف شرعية
الاقتراع بينما يؤكد الشيعة على رغبتهم بالمشاركة باكبر قدر ممكن في
الانتخابات.
وحتى قبل البدء بعملية تسجيل اسماء الناخبين التي ستبدا مطلع تشرين
الثاني/نوفمبر المقبل دعا المرجع الشيعي الاعلى اية الله علي السيستاني
الثلاثاء الناخبين الى المشاركة في العملية.
ويبدو ان التيار الصدري يسير في الاتجاه ذاته بعد التفاهم على تسليم
الاسلحة في بغداد للمشاركة في الانتخابات التي ستؤكد همينة الغالبية
الشيعية على الحياة السياسية في العراق.
ويقول حارث مثنى الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين ان "الظروف غير
متوفرة لاجراء انتخابات حرة ونزيهة وعادلة سيخرج منها مجلس وطني شبه
معين يشكل حكومة تفعل ما يطلبه منها الاحتلال".
ويلخص موقف رئيس ابرز التجمعات الدينية السنية الذي اعرب عنه في
الثامن من الشهر الحالي الشعور العام لدى اهل السنة في العراق.
وكانت هيئة علماء المسلمين التي تطمح الى لعب دور مواز لاهمية
المرجعية لدى الشيعة الجهة الوحيدة التي نددت بالهجوم العسكري الذي
استعاد السيطرة على مدينة سامراء.
واعترضت الهيئة على المبررات التي قدمتها حكومة اياد علاوي التي
دافعت عن ضرورة استعادة السيطرة على المناطق السنية للسماح باجراء
الانتخابات بشكل هادئ.
واعلنت في بياناتها ان "اتخاذ الحديد والنار سبيلا لاجراء
الانتخابات يبقى محض مغالطة". كما نددت ب "الصمت العربي والاسلامي"
حيال العمليات العسكرية التي اوقعت 150 قتيلا في سامراء غالبيتهم
العظمى من المسلحين.
واعتبر ممثل الهيئة في سامراء الشيخ احمد مهدي انه "كان بالامكان
اجراء الانتخابات حتى مع وجود المسلحين" في اشارة الى الجماعات التي
سيطرت على المدينة البالغ عدد سكانها حوالى 250 الف نسمة.
وقال لوكالة فرانس برس ان "فرضية القوة والاحتلال التي فرضت على
المدينة اساءت الى الانتخابات لذا نرى ان الاوضاع ماسوية جدا والتخوفات
مستمرة حول نتائجها". واضاف "اذا حصلت الانتخابات سيكون السنة اول
الخاسرين دون شك".
اما بالنسبة لمسالة التهميش فقال المتحدث باسم الهيئة محمد بشار
الفيضي لوكالة فرانس برس ان "التهميش بدأ مع الاحتلال وكان مقصودا
ومتعمدا من جانبه".
يشار الى ان السنة العرب هيمنوا على مقاليد الحياة السياسية في
تاريخ العراق الحديث وتشعر غالبيتهم ان اسقاط صدام حسين وجه ضربة قاضية
لدورهم وحضورهم السياسي.
لكن مسؤولا سياسيا اميركيا رفيع المستوى في العراق قال ان "الانقسام
سائد بين صفوف السنة حاليا بشكل لا يصدق فليس عندهم مرجع كبير مثل
السيستاني او حتى قائد مثل مقتدى الصدر الذي يؤيده كثيرون".
واضاف المسؤول الملم باوضاع المنطقة "يجب اقناعهم بان لهم دور
(سياسي) يلعبونه" مشيرا الى انه "لا يمكننا الوصول بواسطة القمع الذي
يؤدي موقتا الى مرحلة من الهدوء لكنه لن يشجع على المشاركة السياسية".
وراى انه يتعين على سنة العراق التخلي عن فكرة المطالبة بالدور
المهمين الذي كانوا يتمتعون به قبل الحرب والبحث عن مكان في الساحة
السياسية الجديدة.
وتبدو الاجتماعات التي يعقدها الرئيس الشيخ غازي عجيل الياور مع
زعماء العشائر والشخصيات السنية كانها محاولة للتشجيع على بروز قادة
جدد في الطائفة التي يتراجع دورها.(اف ب) |