ورد تقرير اميركي حول برامج الاسلحة في العراق وصفا لصدام حسين
اعتبر فيه ان الرئيس العراقي السابق كان يتملكه هاجس التعرض للقتل لذلك
يعمد باستمرار الى حيل ووسائل مختلفة للنجاة من مؤامرات "اغتيال"
مزعومة.
وقال مستشارو صدام حسين السابقون ردا على اسئلة المفتشين الاميركيين
ان الرئيس السابق اقام مختبرا تتولاه اجهزته السرية مخصصا كليا لفحص
طعامه.
وكان صدام حسين يعمد بنفسه الى اغتيال معارضيه زارعا بذلك الرعب.
فقد "امر باعدام وزير الصحة رياض العاني وتقطيع جثته وتسليمها فيما بعد
الى زوجة الضحية" حسبما اكد التقرير الذي اعده رئيس المفتشين
الاميركيين تشارلز دولفر بطلب من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية
(سي اي ايه) ونشر نصه الاربعاء.
وازداد صدام حسين ارتيابا في الآونة الاخيرة فبات محتجبا عن الانظار
عمليا ولا يبلغ وزراءه بعقد اجتماع الا قبل الموعد بقليل وبدون ان يحدد
لهم المكان اذ يرسل اليهم سيارات ذات زجاج داكن لنقلهم الى موقع
الاجتماع ويرغمهم في منتصف الطريق على الصعود في سيارات اخرى.
وجاء في التقرير ان "صدام كان يعتقد انه مهدد باستمرار وكانت سلامته
الشخصية تتصدر اي اعتبارات ادارية اخرى".
وعاش صدام حسين ابتداء من العام 1998 منعزلا تماما. واوضحت الوثيقة
ان "احتجاب صدام عن الانظار كان نابعا عن خوفه البالغ من التعرض
للاغتيال (..) وبحسب شهادته هو نفسه فانه لم يستخدم الهاتف سوى مرتين
بعد العام 1990 خشية ان يتم رصد موقعه ويتعرض لهجوم اميركي".
وروى نائب الرئيس السابق طه رمضان للمحققين انه لم يتكلم مرة مع
صدام مباشرة على الهاتف بعد العام 1991 ولم يجتمع به ابدا خارج
اجتماعات العمل وغالبا ما كان من المستحيل العثور عليه احيانا لبضعة
ايام وحتى في فترات من الازمة.
وفي تلك الحقبة امر الرئيس السابق ببناء عدد كبير من القصور
الرئاسية حتى لا يعرف "قتلته ومهاجموه" ابدا اين يمكن ان يجدوه.
ويصفه مستشاروه بانه كان "قويا عقلانيا وصاحب عزيمة. كان يأخذ وقته
للقرارات المهمة مثل اجتياح الكويت وقلما يتناقش مع مستشاريه. وكان
يحتفظ ببرودة اعصابه تحت الضغط".
وبالرغم من ان صدام حسين لم يكن يثق باي كان الا انه يؤكد بثقة
مطلقة قناعته بان "اقامة علاقات شخصية جيدة تحمل الناس على اظهار افضل
ما لديهم".
وروى الرئيس السابق الذي تم استجوابه مرارا في خلوات لضرورات
التحقيق انه كان يختلط بانتظام "بالشعب العراقي الذي يشكل افضل مصدر
للمعلومات الصحيحة" معتبرا النساء بصورة خاصة "مصادر ممتازة للمعلومات
ولا سيما في الوزارات".
وكان الرئيس السابق يطالع حين يتسنى له الامر كتابه المفضل "العجوز
والبحر" للكاتب الاميركي ارنست همنغواي. ومن ابرز العبارات في الرواية
التي تسرد قصة صياد كوبي يدعى سنتياغو يواجه تحديات الطبيعة "يمكن لرجل
ان يدمر لكنه لا يهزم".
ويؤكد التقرير الذي يخصص لمغزى هذا الكتاب صفحة كاملة من ضمن صفحاته
الالف ان نقاط التشابه بين صدام وسنتياغو كثيرة ومنها "العزيمة على
تحمل المعاناة والصعاب بدون الانهيار".
ويورد المحققون تحليلا نفسيا لشخصية صدام حسين المضطربة فيبررون بعض
نواحيها بطفولة "محرومة وعنيفة في مجتمع قبلي ذي عادات قاسية" ذاكرين
بصورة خاصة تأثير عم "عنيف ومعاد للاجانب". |