قال تقرير أمريكي جديد ان الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين كان
يتفادى استعمال الهاتف وكان لديه معمل خاص لاختبار طعامه كما أسرف في
بناء القصور في مسعى لضمان أمنه الشخصي.
ورسم التقرير الشامل الذي وضعه كبير مفتشي الأسلحة الأمريكيين في
العراق صورة لصدام كدكتاتور نمطي حكم بالخوف وتملكه جنون العظمة بشكل
متزايد ومعزولا في السنوات التي سبقت الإطاحة به وأسره في عام 2003.
وقال التقرير الذي أعده تشارلز دولفر المستشار الخاص لوكالة
المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه) الذي قاد الفريق الامريكي
للبحث عن أسلحة الدمار الشامل المزعومة في العراق والذي لم يعثر على
شيء منها "حسب رواية صدام نفسه فانه لم يستخدم الهاتف غير مرتين اثنتين
منذ عام 1990 خوفا من رصد موقعه لهجوم أمريكي."
وكشف التقرير ان صدام أسرف في بناء القصور والمساجد أواخر التسعينات
رغم ان "جانبا كبيرا من الاقتصاد كان على شفا الانهيار."
وأوضح صدام ذات مرة انه ببناء قصور عديدة فان الولايات المتحدة لن
يكون بوسعها تحديد مكانه بدقة وبالتالي استهدافه.
وعادة ما كان الوصول لصدام صعبا حتى بالنسبة لكبار مساعديه الذين
قال أحدهم لمحاوريه "الامر كان يستغرق أحيانا ثلاثة ايام لمقابلة صدام."
ومع ذلك أشار أحد مساعديه الى ان الحكومة العراقية حصلت على معلومات
للتخطيط لعمليات استراتيجية من شبكة الانترنت إضافة الى ملاحقها
العسكريين في سفارات عديدة.
ونقل عن المدير السابق للادارة العامة للمخابرات العسكرية قوله "الانترنت
كان مصدرا آخر .. به كل شيء. على سبيل المثال أفاد الملحق العسكري في
قطر ان التحالف (في إطار استعداده للحرب) وصلت له قوات تتراوح بين 15
الفا الى 18 ألفا. كان بمقدورنا رؤيتها على الانترنت...كلها كانت هناك."
وعلى الرغم من انه أحاط نفسه بأفراد من عائلته وكبار المسؤولين فقد
زعم صدام انه كان يلتقي بشكل منتظم بالشعب العراقي لاسيما النساء حين
اكتشف انهن أفضل مصدر للمعلومات.
وقال عالم عسكري متقاعد ان صدام كان "مثل جهاز كمبيوتر" فيما يتعلق
بمعالجة المعلومات.
وتابع التقرير انه كان لدى صدام شغف خاص بنماذج بعينها من الثقافة
الغربية مثل رواية ارنست هيمنجواي "الرجل المسن والبحر" الذي كان أحد
الكتب المفضلة لدى الدكتاتور العراقي. |