* شبكة النبأ:
ما ذا يعني تأجيل الإنتخابات برأيكم ... وهل أنتم مع التأجيل أو لا
ولماذا ؟
** د. عدنان
جواد الطعمة: إن تأجيل الإنتخابات خسارة للعراقيين
والديموقراطية . وأنا شخصيا ضد هذا التأجيل، لأن التأجيل سيكون في صالح
الإرهابيين وفلول النظام البائد وبعض الأنظمة المتعاونة مع النظام
المخلوع والتي تخشى على مقاعدها من غضبة شعوبها، وتلك الأنظمة لا تضمر
للشعب العراقي سوى الشر والفوضى والخراب والتدمير كما لاحظنا ذلك ولاحظ
الجميع من خلال فضائياتهم المشبوهة والمساهمة مباشرة وغير مباشرة
لإثارة الحزازيات والتفرقة العنصرية والطائفية بين الشعب العراقي .
* شبكة النبأ:
طريقة الإنتخابات بالقائمة المغلقة .. هل هي الأمثل أم هناك طريقة أخرى
تلائم الواقع العراقي .. وما هي تلك الطريقة ؟
** د. عدنان:
قبل الحديث عن طريقة الإنتخابات بالقائمة المغلقة، لابد أن تتم عملية
إحصاء نفوس العراقيين والعراقيات وطبع هويات شخصية أو دفاتر النفوس
بالإضافة إلى السجل العام لعدد سكان كل محافظة ( المدن والقرى والقصبات
التابعة لها ) مع عناوين المواطنين .
وقد نشرنا في يوم 8 / 8 / 2003 في موقع كتابات مقالة بعنوان : صياغة
الدستور وقواعد إنتخاب الحكومة الديمقراطية، حيث اقترحنا على السادة
أعضاء مجلس الحكم العراقي المؤقت في حينه الطريقة الألمانية المثلى
التي لا يمكن التلاعب فيها وتزوير القوائم المغلقة أو الكارتات، حيث
ساهمنا في الإنتخابات الألمانية منذ 14 سنة عدة مرات .
و كم تمنينا أن تتطبق الطريقة الألمانية الرائعة في بلدنا الحبيب،
نوجزها كالآتي :
بعد سن القانون الأساسي الألماني وثم الدستور الألماني والقوانين
التي صدر عنهما كقانون الأحزاب والإنتخابات وقانون إحصاء النفوس العام
وطبع البطاقات والهويات الشخصية والجوازات للمواطنين الألمان ومعرفة
إقامة سكناهم، تمت طباعة سـجـلات مجلدة تحمل أسماء وعناوين المواطنين
الألمان .
لـكـل محلة أو مـنـطـقـة من المدينة سـجـل خاص بها .
وتمت أيضا طباعة إسـتـمـارات تحمل أسماء مرشحي الأحزاب مع صورهم
وأمام كل مرشـح دائرتان منفصلتان كتب على إحداهما كلمة ( نـعـم )
والدائرة الأخري كلـمـة ( لا ) .
تقوم المديرية المـسـؤولـة عـن تـنـظـيـم الإنـتـخـابات بـإرسـال
دعوات على هيئة بطاقة أو كارتة إلى المواطنين للمشاركة والحضور في
قـاعـة الإقـتـراع الخاصة في محلتهم أو مـنـطـقـتـهـم .
ثم تشكل لجان مكونة من ثـلاثـة أو خـمـسـة مـوظفين أو معلمين لكل
محلة أو منطقة . وأمام كل موظف من أعضاء اللجنة صـنـدوق للإقـتراع
واسـتـمـارات ا لـمـرشـحـيـن للإنـتـخـاب وسـجـل الـمـنـطـقـة المطبوع
فيه إسـم كل مواطن ومواطنة من هذه المحلة أو تلك .
يـحـدد إفـتـتـاح مـوعـد الإنـتـخـاب مثلا من الساعة الثامنة صباحا
إلى الساعة السادسة أو السابعة مساءا .
وعندما يستلم المواطن دعوة الإنتخابات، يذهب في اليوم المحدد إلى
قـاعـة الإقتراع الموجودة في مدرسة أو دائرة، حاملا معه بطاقة الدعوة
الموجهة إليه والمرقمة ومعه هويته الشخصية أو جوازه أو إجازة السياقة .
وعند دخوله إلى قاعة الإقتراع يسلم بطاقة
دعوته إلى عضو لجنة الإقتراع الذي سـيـفـتـح سـجـل الـمـنـطقـة ويقارن
اسمه مع الهوية الشخصية أو الجواز . فإذا كانت بطاقة الدعوة مطابقة مع
هويته، فإن الموظف المشرف على الإنتخابات سيسلـمـه إسـتـمـارة
الـمـرشـحـيـن لـكافة الأحزاب . ثم يذهب المواطن إلى داخل مقصورة أو
كابينة يؤشـر بحرف ( X ) فـوق كـلـمـة نـعـم داخل الدائرة . ثـم يـخـرج
ويضع الإستمارة مطوية في صندوق الأقـتـراع . يقوم الموظف المشرف على
عملية الإنتخاب بشطب إسـم المواطن في السجل الرئيسي، ثم يسـلـمـه هويته
أو جوازه .
إن هذا المواطن الذي إنتخب توا لا يستطيع الذهاب إلى محلة أو منطقة
أخرى، لأن إسـمـه لم يكن موجودا في سجل المحلة الأخرى . وبـهـذه
الطريقة لا يمكن التلاعب في الإنتخابات وتزوير الأصوات .
فنحن بإمكاننا إتباع هذه الأسلوب الناجح لتلافي تزوير الإنتخابات
وتلفيقها، بحيث تقسم كل مدينة إلى مناطق أو محلات ولكل محلة يطبع سجل
باسمـاء المواطنين الكاملة واسم الشارع أو الزقاق الذي يسكن فيه ورقم
داره . فعلى سبيل المثال تقسم بغداد إلى عدة مناطق : منطقة الوزيرية،
ومنطقة ألأعظمية ومنطقة باب المعظم ومنطقة حافظ القاضي ومنطقة باب
الشرقي ومنطقة المسبح ومنطقة الكرادة الشرقية والكرخ وغيرها من المناطق
. ثم تطبع كما ذكرنا أعلاه إستمارات المرشحين وبطاقات دعوة المواطنين
للمشاركة في الإنتخابات .
و في كل محافظة أو مدينة من المدن العراقية يتم إتباع نفس الأسلوب .
وبلا شك يمكن دعوة مراقبين دوليين وعرب لمراقبة عمليات الإقتراع
والإنتخابات .
و برأينا ستكون هذه الطريقة المثلى لنجاح الإنتخابات ونزاهتها .
* شبكة النبأ:
ماذا تستهدف العملية الإنتخابية برأيكم ؟ وهل المسلحون قادرون على
إفشال المشروع الديمقراطي في العراق ؟
** د. عدنان:
العملية الإنتخابية تستهدف إقامة حكم ديمقراطي تعددي فيدرالي يخدم
الشعب العراقي بكل طوائفه وقومياته وأحزابه الوطنية والقيادات الدينية
ويحترم مبادئ الإسلام، كما صرح المرحوم الشهيد السيد محمد باقر الحكيم
وكما ورد في الدستور العراقي للمرحلة الإنتقالية . لا نعتقد أن
المسلحين قادرون على إفشال المشروع الديمقراطي في العراق، إلا أنهم قد
يعرقلون بعض الشيئ . إن قافلة الديمقراطية والخير سائرة بإذن الله إلى
الأمام . لقد مل شعبنا الأنظمة الديكتاتورية والحروب .
* شبكة النبأ:
كيف تقرأون التفاعل الجماهيري ونسبة المشاركين في الإنتخابات ؟
** د. عدنان:
لا يمكن تحديد التفاعل الجماهيري ونسبة مشاركته في الإنتخابات نتيجة
لعمليات الإختطاف والتفجيرات الإرهابية وتدمير البنى التحتية والطاقة
الكهربائية وزيادة البطالة والنزاعات الداخلية وعدم بث برامج كافية
لتوعية المواطنين وحثهم على الذهاب إلى صناديق الإقتراع بالإضافة إلى
عوامل أخرى قد تقلل من نسبة المشاركة الجماهيرية .
فمثلا بطاقات التموين غير كافية، وهي تمثل عددا محدودا من العراقيين
والعراقيات . لدينا نسبة تزيد عن أربعة ملايين عراقية وعراقي يعيشون في
المهجر، فإذا عزلوا عن المشاركة في الإنتخابات، فإن هذه الإنتخابات
ستكون ناقصة غير كاملة . فمن حق كل مواطن عراقي ومواطنة عراقية الإدلاء
بأصواتهم وأصواتهن .
* شبكة النبأ:
إذا لم تجري الإنتخابات في موعدها المقرر ... كيف سينعكس ذلك على
العملية السياسية في العراق ؟
** د. عدنان:
إذا لم تجري الإنتخابات في موعدها المقرر، لا سمح الله، فإن ذلك سيكون
كارثة كبيرة على العراقيين بانتصار قوى الشر والضلال من الجماعات
الإرهابية وفلول النظام المخلوع .
* شبكة النبأ:
ما هي شروط نجاح العملية الإنتخابية في العراق ومدى شفافيتها ؟
د. عدنان جواد الطعمة : أول شرط أساسي لنجاح العملية الإنتخابية في
العراق، هو مكافحة الإرهاب وحفظ أمن المواطنين والمرشحين واحترام
القانون وسيادة الدولة العراقية، بالإضافة إلى الشروط التي ذكرناها
أعلاه والطريقة الألمانية المثلى .
لا بد أن ينتخب الشعب العراقي حكومته المتعددة الأحزاب داخل برلمان
ديمقراطي يمثل كافة الأطراف السياسية والقومية والدينية، لكي يتفادى
سيطرة سيطرة الحزب الواحد الذي سيستبد ويسير إلى الديكتاتورية كما حصل
مع حزب البعث والنظام الشوفيني المخلوع . |