أحيا عشرات الآلاف من العراقيين في كربلاء ذكرى ولادة الإمام
المنتظر(عج)، فقد توافد الألوف من مختلف المدن العراقية ليتجمعوا في
هذه المدينة التي تضم مرقدي الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس(ع)..
شوارع كربلاء تزينت باليافطات والصور الكبيرة وأعلام الزينة، فضلا
عن انتشار التكيات الملونة وهي تبث عبر مكبرات الصوت أهازيج وهتافات
تعبر عن فرح الأهالي بهذه المناسبة..
السيد( عبد الحسن نعمان) قال شارحا مشاعره: هذا اليوم مبارك لكل
المسلمين، لأنه لايعني فقط الاحتفاء بصاحب الذكرى إنما يعني أيضا أن
هناك أمل، وأن الأرض التي ملأت ظلما وجورا ستملأ في يوم ما عدلا
وقسطا..
بينما أضاف السيد جبار خليل وهو من الزوار الذين قدموا من مدينة
الحلة قائلا: أشعر بالفرح وأنا أشارك بإحياء هذه المناسبة الدينية
العزيزة على قلوب المؤمنين..
في مثل هذه المناسبات يعبر المؤمنون عن مشاعرهم بطرق مختفلة،
فبعضهم يقصد مدينة كربلاء مشيا على الأقدام، والبعض الآخر يقيم
الولائم ويوزع الحلوى في الطرقات..
السيد حسين الطعمه وقف عند قارعة إحدى الطرقات يوزع المأكولات
مجانا على الزوار، وهو يفخر بهذه الــ ( عادة) التي قال عنها: ما
نقدمه بالمناسبات شيء قليل نرجو به ثواب الآخرة.. عمل نرصده لله
تعالى ونرجو فيه فضله... من تقاليد مدينتنا أن نكرم ضيوف
الأئمة الأطهار..
زوار مدينة كربلاء افترشوا الساحات العامة والطرقات، ورغم أن
الإجراءات الأمنية المشددة التي فرضتها شرطة المدينة والحرس الوطني
فيها قد تسببت ببعض الصعوبات للزوار الذين اضطروا لقطع مسافات بعيدة
سيرا على الاقدام بعد أن أغلقت الطرقات المؤدية إلى مركز المدينة،
غير أن تلك الإجراءات قوبلت بتفهم الزوار م، حسب ما جاء على لسان
السيدة( أم رحاب) التي قالت: في محرم الماضي تعرض الزوار في كربلاء
إلى مذبحة بشعة، وكان لا بد على أجهزة الدولة أن تأخذ بزمام الأمور
بقوة كي تحفظ أرواح المواطنين… ولكن مع ذلك سجلت السيدة أم رحاب، ما
اعتبرته( انتهاكات) من قبل أجهزة الأمن في كربلاء:( على رجال
الأمن أن يتحلوا بسعة الصدر والحرص والمسؤولية وفوق هذا وذاك بالخلق
الرفيع، ولكنن للأسف لاحظنا بعضهم يرتكب مخالفات كبيرة بحق المواطنين،
فهم لا يعاملوننا باحترام ويصرخون بوجوهنا.. وتضيف السيدة أم رحاب:
في تقاطع الاسكان رأيت موقفا أعادني إلى أيام النظام البائد،
فقد هجم مجموعة من رجال التدخل السريع التابعين للحرس الوطني على
سائق سيارة نوع( كيا) بيضاء اللون ضربا وركلا وأصابه أحدهم
بعقب مسدسه في جبينه فأحدث جرحا نازفا فيه، لا لشيء سوى أن الرجل لم
يمتثل لإرشادات السيطرة!!.. وتضيف السيدة أم رحاب: صحيح أن الوضع
خطير وأن رجال الأمن يتحملون المخاطر والمسؤوليات الكبيرة، ولكن هذا
لا يعني أنهم يتجاوزون على المواطنين بهذه الطريقة...
شاهد عيان آخر أضاف أن سائق السيارة المذكورة كان من الزوار الذين
قدموا من مدينة أخرى ولا يعرف طرق المدينة، فضلا عن إنه لم يفعل ما
يستوجب ضربه بتلك الطريقة أمام الناس..
|