قال رجل دين شيعي عراقي بارز يوم الاربعاء ان الانتخابات العراقية
المقررة في يناير كانون الثاني القادم يجب ان تجرى في موعدها حتى ان
تعذر مشاركة بعض المناطق فيها لأنها قد تسهم في تقليص اعمال العنف.
وقال محمد بحر العلوم الذي كان عضوا بمجلس الحكم العراقي السابق
الذي عينته الولايات المتحدة لرويترز ان إرجاء التصويت قد يوحى بأن
الحكومة العراقية المؤقتة تريد الاستمرار في السلطة.
وقال بحر العلوم ان اي تأجيل في الجدول الزمني المحدد سيثير
الاقاويل هنا وهناك بأن الحكومة او الساسة لا يريدون اجراء الانتخابات
للإبقاء على الوضع الراهن.
وقال بحر العلوم ان رجال دين شيعة اخرين في النجف الأشرف طلب غالبية
الشيعة ارشادهم الروحي والسياسي لا يريدون تأجيل الانتخابات التي ستكون
نتائجها لصالح الشيعة الذين يشكلون اكثر 60 في المئة من سكان العراق.
وقال بحر العلوم الذي اجتمع في وقت سابق هذا الاسبوع مع اية الله
العظمى علي السيستاني المرجع الأعلى للشيعة في العراق الذي دعا لإجراء
الانتخابات قبل يناير كانون الثاني انه لا يوجد احد في النجف يريد
تأجيل الانتخابات.
وعانى الشيعة من الاضطهاد في ظل حكم صدام حسين الذي كان يهيمن عليه
السنة.
وقال بحر العلوم يوم الاربعاء ان عدم اجراء الانتخابات في موعدها
امر لا يمكن احتماله لان اجراءها يمكن ان يضع نهاية للعديد من عوامل
عدم الاستقرار في العراق.
وقالت الحكومة العراقية المؤقتة انها ملتزمة باجراء الانتخابات
البرلمانية في يناير كانون الثاني رغم موجة اعمال عنف تقول واشنطن انها
تهدف لتعطيل الانتخابات.
وقال كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة في وقت سابق من الشهر
الحالي انه قد لا يكون من الممكن اجراء انتخابات تتمتع المصداقية اذا
لم يتحسن الوضع الامني. وقال العاهل الاردني الملك عبد الله ايضا ان
العراق غير آمن لإجراء انتخابات.
وقال بحر العلوم الذي عاد الى العراق من المنفى بعد ان اطاحت القوات
الامريكية العام الماضي بصدام حسين ان معظم مناطق العراق مستقرة بما
يكفي لإجراء الانتخابات.
وقال بحر العلوم انه اذا كان ممكنا اجراء الانتخابات في غالبية
مناطق العراق فانه يجب اجراؤها في المناطق المهيئة لذلك.
وقال رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي ان العنف ربما يحول دون إدلاء
بعض العراقيين باصواتهم وابلغ الكونجرس الامريكي في وقت سابق من هذا
الشهر بأنه يمكن اجراء الانتخابات فورا في 15 محافظة عراقية من
المحافظات الثمانية عشر.
لكن محللين سياسيين عراقيين قالوا انه اذا جرى استثناء بعض المناطق
السنية من المشاركة في الانتخابات فإن هذا من شانه إذكاء اعمال عنف
اخرى طويلة الامد ليس من جانب المقاتلين السنة المتشددين الذين يقاتلون
الحكومة حاليا فحسب بل والمعتدلين ايضا.
ويقول الجيش الامريكي انه يهدف لإستعادة السيطرة على مناطق يسيطر
عليها المقاومون منها مدينتا الفلوجة والرمادي ذات الاغلبية السنية قبل
اجراء الانتخابات.
وقال بحر العلوم انه يمكن اجراء الانتخابات في المناطق الكردية شمال
العراق ومعظم العاصمة بغداد وغالبية مناطق وسط وجنوب العراق.
وتساءل بحر العلوم عن السبب الذي يمكن ان يدعوهم لتأجيل الانتخابات
من اجل محافظتين او ثلاث او اربع.
وفي هذا السياق قال رجل دين شيعي بارز يوم الثلاثاء إن اية الله
العظمى على السيستاني أعلى مرجع للشيعة في العراق اعرب عن مخاوفه من ان
العراق لا تتوافر فيه بعد الشروط اللازمة لإجراء انتخابات نزيهة في
يناير كانون الثاني.
واثارت هجمات المقاتلين على القوات الامريكية وقوات التحالف وقوات
الامن العراقية الوليدة الشكوك بشأن امكانية اجراء الانتخابات التي ترى
واشنطن انه خطوة مهمة نحو الديمقراطية. واستمرار تأييد السيستاني بالغ
الاهمية لنجاح تلك المساعي.
وقال عبد العزيز الحكيم العضو البارز في المجلس الاعلى للثورة
الاسلامية في العراق وهو جزء من حكومة بغداد لراديو طهران ان السيستاني
اعرب عن مخاوفه واشار الى ان اللوائح والشروط التي وضعت للانتخابات غير
مناسبة وان هناك مشاكل ومؤشرات سلبية.
واضاف ان السيستاني سيتابع المسألة مشيرا الى ضرورة ضمان عقد
انتخابات حقيقية واحترام التفويض الشعبي.
وقال السيستاني انه يجب اعداد التجهيزات المناسبة للانتخابات لكنه
اصر على انه يتعين عقدها في موعدها.
وقال الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر يوم الاثنين انه لن يشارك في
الانتخابات. وخاضت ميليشيا جيش المهدي التابعة للصدر قتالا عنيفا طوال
ثلاثة اسابيع ضد القوات بقيادة الولايات المتحدة في النجف قبل قبول
اتفاق سلام توسط فيه السيستاني.
وقال مساعد ان الصدر الذي وافق على دعم الانتخابات في اطار اتفاق
النجف يعتقد انها ستكون مستحيلة طالما بقت القوات الاجنبية في العراق.
ولم يتحدث الحكيم تحديدا عن المشاكل التي يشير اليها السيستاني. |