شيع حي العامل الشعبي جنوب-غرب بغداد الجمعة 34 من "الشهداء الاطفال"
الذين سقطوا في سلسلة اعتداءات وقعت الخميس واثارت نقمة السكان وغضب
الحكومة واستنكار العالم.
وقال احد رفاقهم حمزة شهاب احمد (15 عاما) وهو يذرف دمعة "يجب ان
يعرف العالم كله ان من توفوا هم شهداء وانهم الى الجنة".
واضاف "يجب على العالم باجمعه ان يسمع صرختنا".
وعلقت بقايا قمصان ضحايا الاعتداء الانتحاري المزدوج على جدار محطة
تكرير المياه التي تحول تدشينها برعاية الجيش الاميركي الى مجزرة.
وتوالت مسيرات التشييع في هذا الحي المكتظ بالفقراء باتجاه المسجد
للصلاة على الضحايا ومن ثم اعيدت النعوش الى المنازل لالقاء النظرة
الاخيرة عليها قبل ان توارى الثرى.
ونصبت الخيم لتقبل التعازي وسط تلاوة ايات من الذكر الحكيم تبثها
مكبرات الصوت.
وفقدت عائلة عبود-خزعل طفلين هما ابناء عمومة (6 سنوات) في حين ما
زال احمد ابن عائلة عبد الكريم (11 عاما) المجاورة يرقد في غرفة
العناية الفائقة.
وقال ابو احمد عبد الكريم والد الطفل المصاب "اريد ان اوجه ندائي
للمقاومة. هل الجهاد يعني قتل الاطفال الابرياء".
وفي مكان اخر كانت الانتقادات موجهة الى الاميركيين وقال عبد الكريم
حمدي الجنابي صاحب محل لمواد البناء "طريقة الاميركيين غلط ياتون
بالمصورين والدبابات الى المنطقة ونحن ندفع ثمن ذلك".
ودانت الحكومة العراقية الموقتة اليوم سلسلة الاعتداءات مؤكدة ان
مقتل 34 طفلا "يتعدى باقصى صوره حدود البربرية والوحشية".
وجاء في بيان اصدره وزير الدولة للامن القومي قاسم داود "نيابة" عن
الحكومة ان "الشعب العراقي المحب للسلام في حالة حداد على كل حالات
الموت بفعل الارهاب الا ان القتل الوحشي تجاه 34 طفلا وبهذه الطريقة
يتعدى باقصى صوره حدود البربرية والوحشية".
وتابع ان "الحكومة تؤكد تصميمها على الوقوف بثبات وعزم وقوة ضد
اعداء العراق المتحضر والمسالم والامن والديموقراطي".
واعلنت جماعة تابعة للاردني ابي مصعب الزرقاوي مسؤوليتها عن
الاعتداءات.
وغالبية الضحايا اطفال تجمعوا في مكان قرب الاحتفال بتدشين محطة
لتكرير المياه المبتذلة وحيث كان عناصر الجيش الاميركي يوزعون اقراص
الحلوى.
وما زالت اثار الانفجار ماثلة للعيان وخصوصا قطع الملابس المتناثرة
وبقايا السيارات المحترقة.
وصرخت فايزة عبد الرضا مديرة محطة التكرير قائلة "يا الله" عندما
جلب احد الموظفين راسا وساقا لطفل قذفها الانفجار بعيدا الى داخل منشات
المحطة.
وسارعت الى تغطية البقايا البشرية بواسطة اوراق الصحف وغطت وجهها
وهي تشهق ببكاء حاد.
وقالت فور التقاطها انفاسها ان الاحتفال كان مخصصا لتسليم بلدية
الحي المحطة التي اعادت تاهيلها شركة تعمل لحساب الجيش الاميركي.
وقد تعرضت المحطة للنهب اثر سقوط نظام صدام حسين في نيسان/ابريل
2003.
وختمت قائلة "عدنا الى نقطة الصفر" مشيرة الى الدمار الذي الحقته
الانفجارات بالمحطة.
|