فيما تقرر أن تجري الانتخابات العراقية لاختيار رئيس وحكومة وبرلمان
في مطلع السنة القادمة 2005م وهو الموعد ذاته الذي أُعلن عنه سابقاً
تزداد التكهنات فيما إذا كانت الانتخابات ستجري أم لا بسبب تعقيد
الظروف الأمنية التي تعصف بالعراق حتى لحظة كتابة هذه السطور.
و(إياد علاوي) رئيس وزراء الحكومة العراقية المؤقتة دعا في نيويورك
في كلمة ألقاءها بمقر هيئة الأمم المتحدة هناك الأسرة الدولية إلى
مساعدة العراق وبناء مستقبل أفضل للشعب العراقي.. وأكد علاوي على (أن
بسط الأمن يبقى أولى أولويات حكومته) وأضاف على أن حكومته: (ستبقى على
الانتخابات المقررة في كانون الثاني المقبل رغم الصعوبات الأمنية) وأكد
في معرض كلمته: (أن الانتخابات لن تكون جزئية وسيكون بإمكان جميع
العراقيين الإدلاء بأصواتهم).
هذا وكان وزير الدفاع الأمريكي (دونالد رامسفيلد قد صرح بـ(أن
الانتخابات العراقية ستجريه في ثلاثة أرباع البلاد) فيما وصف ذلك
مراقبون دوليون بأن هذا التصريح لا يتعدى كونه مجرد كلام افتراضي هذا
فيما اعترف الرئيس الأمريكي جورج بوش بوجود مشاكل جدية لقوات بلاده في
العراق وهناك محاولات سعي أمريكية بمباركة بريطانية لعقد مؤتمر دولي
لدعم الانتخابات في العراق فقد جاء أيضاً على لسان (كولن باول) وزير
الخارجية الأمريكي: (إن الإدارة الأمريكية ورئيس الوزراء العراقي
يحاولان تنظيم مؤتمر دولي لدعم العملية الانتخابية في العراق.
وجاء في تفاصيل الاستعداد لعقد المؤتمر الدولي بحسب (باول) بأن
اجتماعاً إقليمياً يخطط له الآن يشارك فيه كافة القادة العراقيين
ومجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى ومن حيث المبدأ تقرر أن يعقد
المؤتمر في شهر تشرين الأول القادم وأن المؤتمر سيضم الديمقراطيات
الغربية الكبرى والعديد من دول الشرق الأوسط بما فيها إيران هذا وعلقت
صحيفة (نيويورك تايمز) بآخر عدد لها: (أن الهدف من المؤتمر هو منح
الشرعية للانتخابات العراقية المزمع إجراؤها مع التأكيد على ضرورة
إقناع الدول المجاورة بعدم التدخل في العملية الانتخابية.
وفيما حذرت جهات عربية من خطورة إجراء انتخابات جزئية في العراق
وصفت تلك الجهات ذلك لأنها تهدد وحدة البلاد.. إلا أن تصعيد أحداث
العنف والتفجيرات التي دخلت مرحلة الاستفحال وبالذات في مدينة الفلوجة
التي تشن عليها غارات جوية من قبل الطائرات العسكرية لقوات التحالف
الأنكلو أمريكية وما نتج عن ذلك من وقوع ضحايا عراقيين نتيجة للقصف
المدفعي أيضاً المصاحب للعمليات العسكرية مما عقد الوضع في عموم العراق.
ويعتقد بعض المراقبين أن استمرار العنف والموت العشوائي في العراق
نتيجة للمصادمات بين الطرفين التي وصلت إلى طريق اللاعودة بين الخصوم
المتحاربين.
وعلى طريق محاولة وضع إجراء للأمن العراقي كي يسود بين أهل العراق
فإن هناك أصواتاً نشاز بدأت تجرأ مرة أخرى على ضرورة تحقيق (مصالحة
سياسية شاملة) في العراق لكن ما يغيب عن منظري هذا الحل سوف لن يسهل
الأمور فالشعب العراقي يرفض بطبيعته الانصياع للمشاركة غير الجادة في
الانتخابات إذا كان ما سيشوبها من مشاكل مفتعلة تؤزم الوضع الأمني الذي
يعتبر المفتاح الرئيس لباب إجراء الانتخابات في موعدها المقرر.
وإذا ما تم إرجاء الانتخابات العراقية عن موعدها نتيجة.. لاستمرار
عمليات العنف فإن ذلك سيعتبر أكبر هزيمة معنوية للحكومة العراقية
المؤقتة وأخيراً فإن اعتماد القرار الأصح هو التفكير الجدي لضرورة
التفتيش عن المصدر الرئيسي الذي يوعز باقتراف جرائم التفجيرات
العشوائية في البلاد ومما يخشى بهذا الصدد أن يكون ذاك الطرف الخفي هو
أحد الأطراف الاستعمارية في المنطقة. |