لم يبتلى مجتمع مثلما أُبتلي العراقيون بحثالتهم من شياطين النظام
الصدامي البائد وفريقه السياسي المشبوه الذين وضعوا أنفسهم في الخندق
المعادي لشعب العراق الحضاري وسلبوا منه كل معنا لوجوده في الحياة
تنفيذاً لخطة جهنمية أرادها الاستعماريون الأجانب بهدف مصادرة كل ما هو
خير ومفيد من العراق.
فرغم أن ما ألحقه شياطين الفريق السياسي للنظام البائد من مآسي بحق
الشعب العراقي الذي كانوا ينتمون له يوماً ما قبل أن يقروا بمحظ
إرادتهم اختيار طريق السقوط الأخلاقي وبيع ضميرهم لكل ما هو سيء إذ لم
يتورعوا من فعل أي شائنة لبلوغ مآربهم الشريرة وطبيعي فهؤلاء الشياطين
الذين وجدوا (وهكذا تخيلوا) أنهم أصبحوا أناس مهمين في المجتمع العراقي
بعد أن تحولوا من قطعان أولاد الشوارع وسرسرية طبقة أمست وهي تقود
السلطة السياسية في العراق آنذاك لا يشعر أي فرد فيها من انغماسه في
درجات العار الذي ما بعده من عار..
لكن الشعب العراقي الذي كان يعرف بأن القدر اللعين قد حكمه وأطبق
احكاماته على رقبة كل فرد فيه وكيف لا وأن الحاكمين في السلطة البائدة
تدور حول شخوصهم شبه التدني الأخلاقي والانحراف الجنسي السلبي الذي على
أساسه تم اختيارهم ليكونوا سياسيين في تجمع سياسي لا يضم سوى هذا النوع
من الأشخاص بين صفوفه وتلك أكبر فارقة تشهدها سلطة سياسية في العالم
ولم يوجد لها مثيل على سبيل المقارنة بأي بلد غير العراق كما لا أحد
يدري كيف كانت تتم عمليات التسقيط الأخلاقي للجدد الذين يقررون في لحظة
ضعف أو لحظة سخف بيع ضميرهم الوطني الحي إلى تلك الحثالة وفريقها
السياسي الموالي لأعداء العراق وسيدهم المستعمر إلا أن ما هو متفق عليه
على مستوى الرأي العام العراقي أن هناك عدم متابعة جادة وشاملة ممكن أن
تشير مثلاً إلى عدد المصابين بمرض الإيدز لدى أزلام السلطة الصدامية
وهناك أخبار غير مؤكدة تماماً بعد تشير إلى أن إقدام صدام على قتل أغلب
رفاقه التي تمت تحت تبريرات سياسية كانوا قد أصيبوا بالإيدز نتيجة
لانحرافهم الجنسي السلبي وحتى لا تكون هناك فضيحة كبرى أمام شعب العراق
إذ سيكتشف السر بأن اختيار السلطة البائدة من أشخاص منحرفين جنسياً
وموت أعداد غير قليلة منهم سيكون مردّه المعنوي ضد تركيبة تلك السلطة.
وللناس العراقيين حكايات كثيرة ما تزال متقدة في ذاكرتهم لمجال كون
(الانحراف الجنسي السلبي) شرطاً أساسياً ينبغي توفره سواء برضى أو
إكراه من يختاروا أن يكونوا قياديين في تنظيم ومراتب السلطة السياسية
البائدة بيد أن هؤلاء الشياطين الذين كانوا يدعوا اعتناق مبادئ سياسية
نضالية قد اختاروا حمل عار الهزيمة على المنازلة الشريفة مع القوى
الأجنبية المحتلة ومما يزيد هذه الحقيقة سخرية من شياطين الفريق
السياسي الصدامي أن عددهم قد تجاوز الأربعة ملايين شخص مسلح ولم يحترم
فرد واحد منهم (على الأقل) نفسه ليتساءل لماذا هو سياسي إذن؟
واليوم فإن ابتسامة عريضة تنتشر على وجوه العراقيين الشرفاء الذين
يشاهدون كيف أن جميع من كان ضمن الفريق السياسي الصدامي الاستعماري
المشبوهين أخلاقياً قد اتصلوا بالسلطة الحالية التي تمثلها الحكومة
العراقية المؤقتة وقبل ذلك مجلس الحكم المحلي وهم يدعون أنهم قد أجبروا
على الانتماء والتعاون مع سلطة صدام المنهارة وهم يعرفون جيداً أن هناك
من سيصدقهم والمصيبة الأكبر أن هناك من وجد نفسه مخولاً في سلطة
الحكومة المؤقتة ببغداد وأعاد معظم من تقدم بطلب لإعادته إلى وظيفته
السابقة وهكذا فالمشهد السياسي الجديد اليوم يوضح أن شياطين النظام
الصدامي السابق عرفوا كيف يضحكون على الحكومة المؤقتة التي سوف تتحمل
أمام الشعب العراقي إعادة هؤلاء المنحرفين إلى صدارة الدولة. |