بسم الله الرحمن الرحيم
إكسيرُ قُدْسِكَ (للحَياةِ حَياةُ) ***ونَميرُ
جُودِكَ للفُراتِ فُراتُ
يا دِيْمَةَ الفجرِ الرَطِيْبِ أدِرْ بِنا***كَفَّي
نَداكَ فعاشِقوكَ ظُماةُ
يا مُلْهِمَ البَدرِ المُنِيرِ سَنَاءَهُ***تعِبَتْ
بوَصفِكَ ألسُنٌ ولُغاتُ
أنت الذي نضَدَ النجومَ فضائِلاً***ماذا
ستكتُبُ أحرُفٌ ودَواةُ؟
أنت الذي امتشَقَ الشموسَ بكفِّهِ***إنَّ
الضياءُ لقُدسِ (ذاتِكَ ذاتُ)
هذي القوافِلُ في سُراكَ تلاطَمَت***النورُ
يسعى والنُجومُ حُداةُ
طلَبَتكَ يا بَدرَ الهواشِمِ في السَما***فإذا
الكواكبُ خُضَّعٌ وجُثَاةُ
أهوَتْ إليكَ ترتِّلُ النجوى وقدْ***بُحَّتْ
لِطولِ صلاتِهِنَّ لُهاةُ
ظلَّتْ حيارى لا تطوفُ بِبُقعَةٍ***إلا
وفيها من عطاكَ هِباتُ
جالَتْ وأتعَبها التَرَحُّلُ والسُرى***فإذا
السحائِبُ في مَداكَ رِئاتُ
نَشَقتْ هَواكَ من الجِنانِ قصيدةً*** الغيثُ
يكتُبُ والرياحُ رُواةُ
لكنها لمَّا تعثَرَّ خطْوُها***وبدا
لها أن الطريقَ شَتاتُ
وجَدَتكَ في كُلِّ الجِهاتِ فأيقَنَتْ***أن
العوالِمَ في مَداكَ جِهاتُ
ورأتْ لوائَكَ فوقَ ألويِةِ السَنا***وعليهِ
من نورِ الجليلِ سِماتُ
ورأتْ حُسامَكَ في الأصيلِ مُخَضَّباً***
بدمِ الهِلالِ وقاتِليكَ مُواتُ
فرَنَتْ إليكَ وسلَّمتْ وتَرَنَّمَت***وَجَرَتْ
على إثْرِ السلامِ صَلاةُ
ودَعَتْ بصوتٍ أزَّ أجنحَةَ المَدى***وسرى
بأُذنِ الخُلدِ وهي وُعاةُ
إن كانَ غالٍ من أحبَّ فضيلَةً***فلتشهَدِ
الدُنيا فنحنُ غُلاةُ
***
عَبَّاسُ يا صَوتَ البطولَةِ والصَدَى***
ولِواً يرِفُّ على طلائِعِهِ المَدى
ماذا نُنَظِّمُ في عُلاكَ وقد غدتْ***أقصى
المدائِحِ في عوالِمِكَ ابتِدا
عبَّاسُ عَلَّمْتَ البطولَةَ أنَّها***مهما
اتاحَتْ للصوارِمِ أكبُدا
سيَظَلُّ مَدْمِيُّ الجَوارِحِ طَعنَةً***بسِوى
الجِراحِ ونزفِها لن تُضمَدا
علَّمتَنا أن الإخاءَ وشيجَةٌ***تَحيى
وإن جَذَّ الحسامُ لها اليَدا
علَّمتَنا أنَّ الفِداءَ عقيدةٌ***بِدَمِ
الفؤادِ وبالسَواعِدِ تُفتَدى
علَّمتَنا أنَّ العَطاءَ سجيَّةٌ***يستافُها
الوردُ الشذيُّ من النَدى
قَمَرَ العشيرَةِ إن أحاطَ بنا الدُجى***سيُطِلُّ
نورُكَ في الغياهِبِ فرقَدا
ساقي العُطاشا كم يُلِحُّ بنا الظَما***ومعاً
نهيمُ إلى فُراتِكَ مَورِدا
ليثَ الحريبةِ ما جَرى صمتُ الردى***في
سُوْحِها إلا وصَوتُكَ ارْعَدا
يسعى الخُلودُ لطالِبيهِ وإن قَضوا***كم
يُبعَثُ العمرُ المديدُ من الرَدَى
حامي الضعينةِ كم تنامُ قريرَةً***بحِماكَ
أضعانُ الشريعةِ والهُدى
كبشَ الكتيبةِ ذي الكتائِبُ أذْعَنَتْ***وهوَتْ
على أعتابِ مَجدِكَ سُجَّدا
بطلَ العقيدَةِ تلكَ راياتُ السَنا***بسِوى
سَماءِكَ لن تَرِفَّ وتُعقَدَ
نَفْسَ الحسَينِ على الدروعِ تقَدَّمَتْ***خفَقاتُ
قَلْبِكَ حين تاقَ لها الفِدى
بابَ الحوائِجِ كم دَعاكَ مُرَوَّعٌ***فرأى
الإجابَةَ بين أعطافِ الصَدى
إن تعجبوا من شأنِهِ فتذكروا ***(يوماً
أبو الفضلِ استَجارَ بهِ الهُدى)
***
باللهِ يا تلكَ الدروب خُذي دمي***زحفاً
سنسري نحو صرحِ العلْقَمي
وإذا وصلتِ إلى مداهُ فَخَلِّني***وحاً
تلوذُ برَحبَتَيهِ وتحتمي
سأضُمُّ أرجُلَ زائِرِيهِ بأضْلُعي***وأصيحُ
يا روحي الكليلةَ أقْدِمي
هُزِّي عُرى بابِ الحوائِجِ واخشَعي***ومعَ
الملائِكِ والحوائِجِ تمتِمي
صلَّى الإلهُ على المُعَطَّشِ والسِقا***بركابِهِ
يدعو ترشَّفْ من فمي
صلَّى الإلهُ على الذي وهَبَ الثَرى***
كفَّينِ في كفِّ البتولَةِ ترتمي
صيحي السلامُ عليكَ يا ليثَ الوَغى***ومغيثَ
كُلِّ مروَّعٍ ومُألَّمِ
هذي الحوائِجُ في فِناكَ تباشَرَتْ***قَسَماً
بزينَبَ والصِغارِ وبالدَميْ
أشرِعْ زنودَكَ للهمومِ وقُلْ لها***أنا
كاشِفُ الشدَّاتِ والساقي الظمي
فإذا أرَدتِ إلى النجاةِ وسيلَةً***صلِّي على بابِ
الحُسينِ وسلِّمي
القطيف 2/8/1425هـ تاروت-
|