حين يُطرح موضوع الإعمار في العراق يتبادر إلى الذهن فوراً سؤال..
يفيد وماذا بشأن إعمار النفوس والذي بدونه لا يمكن أن يتحقق أي إعمار
ومن أي نوع.
حقاً أن الأولوية المصاحبة لإعمار البنية التحتية للعراق كما لأي
بلد آخر لا يفضل أن يكون بعيداً عن عملية تواشج خلاقة للنفوس أيضاً
وبخط متوازٍ معه فبعيداً عما يقال من كون قوى الدولتين المحتلتين
للعراق بريطانيا وأمريكا من كونهما قررتا حرمان الدول التي عارضت
حربهما في العراق مثل روسيا وفرنسا وألمانيا من المنافسة أو الحصول على
أي عقد لمشروعات الإعمار في العراق والتي كان قد تقرر أن تبدأ بعقود
قيمتها ما يصل لزهاء (19) مليار دولار فإن هذا ما خلق نوعاً من الحافز
لدول أخرى كي تؤيد خطوات مشاركة جيوشها في القوة العسكرية المتعددة
الجنسيات المزمع توسيعها للسيطرة على أوضاع العراق الذي يعاني من
المطالبة الدولية لتسديد زهاء (125) مليار دولار كإرث مالي ثقيل تعاني
من كاهله الحكومة العراقية المؤقتة الحاكمة الآن في بغداد هذا في حين
كان (ريتشارد باوتشر) المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن بلاده
تتطلع إلى توسيع التحالف الدولي في العراق هذا وكان (باوتشر) قد كرر ما
كانت قد رددته قيادتا لندن وواشنطن إذ أردف قائلاً: (أن الولايات
المتحدة وشركاء التحالف ودولاً أخرى تساهم بقوات في الجهد الذي يبذل في
العراق.. وهي الجهات التي تساعد العراقيين من أجل بناء بلد حر ينعم
بالرفاهية لصالح الشعب العراقي.
والشركات المرشحة للاستفادة أكثر من غيرها هي الشركات البريطانية
واليابانية والإيطالية والهولندية والاسترالية والكورية الجنوبية
والبولندية، إلا أن مثل هذه الترجيحات لعملية إعادة إعمار العراق هي
الأكثر تأثراً بحالة فقدان الأمن داخل البلاد، وهناك أكثر من فكرة
لتنظيم مؤتمر دولي لمناقشة الأسس المستجدة الممكن الاستفادة منها على
طاولة البحث لتحقيق نجاح مضمون يؤدي ودون أي عائق لنجاح إعادة الإعمار
في العراق فهناك جهات ومنظمات دولية عديدة تشترط المساهمة في العراق
عند حدوث تغيرات إيجابية تساعد على البناء وفيها حماية الحريات المدنية
واتخاذ خطوات ملموسة على صعيد تحقيق الديمقراطية في بلد عانى من
الحرمان والإرهاب على عهد النظام الصدامي المجرم.
وبين حال الإشكاليات والحلول فإن بوادر قد ظهرت منذ عدة أشهر لحل
مشكلة الديون العراقية بعد أن تسلم (جيمس بيكر) وزير الخارجية الأمريكي
السابق ملف الديون العراقية، الذي يأمل أن تكون جهوده قد أثمرت بإعادة
جدولة ديون العراق أو تحقيق إعفاؤه منها رغم أن إعلاناً رسمياً بهذا
الشأن ما زال في طور التحقيق هذا في حين ما زال فيه (إياد علاوي) رئيس
الوزراء العراقي يحث بريطانيا والولايات المتحدة ليشرفا على عدم تأخير
المساهمات الدولية لإعادة اعمار العراق.
ويبقى الوضع العراقي الأمني غير المحسوم لصالح الدولة العراقية حتى
الآن مصدر قلق لدى الجهات التي تتطلع للتعاون مع الحكومة العراقية
بمختلف المجالات.
وبوقت أعلنت فيه قيادتا لندن وواشنطن قبل فترة عن برنامج جديد
للاستفادة من العلماء العراقيين في إعادة الإعمار كانت الحكومة
العراقية قد وجهت الدعوة مؤخراً إلى الشركات الدولية للتقدم بعروض لحفر
أكثر من (40) بئراً للنفط وبناء (3) محطات لفصل الغاز وتحديث مصافي
تكرير النفط المعمول بها حالياً. |