احتفل عشرات الالاف من الشيعة الجمعة في بغداد بذكرى وفاة الامام موسى
الكاظم (ع) في مراسم طغت عليها خطب وشعارات وكلمات الولاء لرجل الدين
الشيعي المتشدد مقتدى الصدر.
وجرت الاحتفالات التي كانت ممنوعة في ظل نظام الرئيس السابق صدام حسين
داخل وحول ضريح الامام موسى الكاظم (ع) ذي القبب الذهبية العالية في
مدينة الكاظمية في الجانب الغربي من العاصمة العراقية بغداد في ظل
اجراءات امنية مشددة من قبل القوات الاميركية وقوات الشرطة والحرس
الوطني العراقي.
وسدت جميع الطرق والمنافذ الرئيسية المؤدية الى الضريح بالدبابات
الاميركية وسيارات الشرطة فيما قامت قوات الحرس الوطني والشرطة
العراقية بتفتيش عشرات الالاف من الزائرين الوافدين من مدن العراق
الشيعية الجنوبية والاحياء الشيعية البغدادية وخصوصا من مدينة الصدر.
وفي شارع النواب الرئيسي المؤدي الى الضريح نصبت الخيم على جانبي
الطريق ورفعت الاعلام الخضر والسود والحمر على المنازل والمحال
التجارية فيما قام صبية صغار بتوزيع الماء والشاي وانواع الشراب على
الوافدين.
وبينما انشغل رجال اخرون يرتدون اللباس الاسود باعداد الطعام في قدور
كبيرة فوق نار الحطب على جانبي الطريق وهم يصيحون (كلوا من ثواب ابي
عبدالله) كنية الامام الحسين (ع).
وبلغ الازدحام ذروته منتصف النهار عندما وصلت مجاميع كبيرة من الشبان
القادمين من احياء مدينة الصدر المعدمة وهم يهتفون بشعارات تحيي رجل
الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر مثل "كاظم انصرنا انصرنا احنا
الثائرين أحنا بمولانا الصدر وابن الصدر متمسكين" و "عاش عاش عاش الصدر
مقتدى للجنة جسر" و "ما ضم رأسه ما ضم رأسه ابن السيد ما ضم رأسه" (لم
يحن راسه) في اشارة واضحة الى المعارك التي قام بها انصار الزعيم الصدر
ضد القوات الاميركية في مدينة النجف الشهر الماضي.
وخطيب الجمعة كان اكثر المتحمسين لرجل الدين مقتدى الصدر فقد قارن في
الكثير من الاحيان بينه وبين الامام موسى الكاظم الذي قارع "الباطل
والظلم".
وقال الشيخ حازم الاعرجي في خطبته الحماسية امام الاف المصلين من
النساء والرجال ان "ثلة قليلة من الرجال المخلصين للدين تمكنوا من
مقارعة اكبر قوة عسكرية في العالم في النجف" في اشارة لميليشيات جيش
المهدي.
واوضح انه "في الوقت الذي لم نجد فيه مرجعية في الساحة تقارع الظلم
وقوات الاحتلال خرج جيش المهدي الى الساحة واعاد المرجعية الدينية الى
مسارها الحقيقي بفضل مقتدى الصدر".
واضاف الاعرجي ان "ما تحقق في مدينة النجف الاشرف كان انتصارا ليس لجيش
المهدي لوحده بل لكل العراقيين ادى الى تسارع الخطى من اجل اجراء
الانتخابات العامة بعد ان خرجت اصوات عديدة في الدولة تنادي بارجاء او
تأجيل الانتخابات".
واكد ان "القادة الاميركيين انفسهم اعترفوا بانهم واجهوا قتالا عنيفا
في النجف لذلك فنحن فخورون بما تحقق لنا من انتصار".
وحذر الاعرجي القوات الاميركية من اعادة الكرة والاعتداء على التيار
الصدري لانها ستواجه "انهرا من الدم ان هي فعلت ذلك".
وفي الوقت الذي كانت خطبة الاعرجي تثير حماس الاف الشبان الذين يرون في
زعيمهم الصدر مخلصا لمعاناتهم كان البعض الاخر يرى ان ما يجب التفكير
والتركيز عليه في الوقت الحالي هو السلام واعادة اعمار البلاد التي
خربتها الحرب وعمليات النهب والسلب التي تلتها.
ويقول حيدر جواد (30 عاما) الذي قدم مع زوجته وطفليه والذي لم يبد
اهتماما كبيرا بالخطبة "ارجو ان يفكر قادتنا الشيعة في السلام وفي
كيفية اعادة ما دمرته الحرب لاننا سئمنا الحرب وطقطقة البنادق نريد ان
نعيش بسلام ويكفينا ماعانيناه طوال العقود الماضية". |