أحيت الجالية العراقية في العاصمة الاميركية واشنطن يوم الثلاثاء ،
في مركز دار السلام ، الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد رئيس المجلس
الاعلى للثورة الاسلامية في العراق آية الله السيد محمد باقر
الحكيم .
وقد حضر الحفل التأبيني الذي افتتح بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ،
عدد غفير من العراقيين والعراقيات .
بعد ذلك ، ألقى السيد كريم الموسوي ممثل المجلس الأعلى في واشنطن ،
كلمة السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس ، بالنيابة ، والتي تحدث
فيها عن خصال الشهيد ، والانجازات التي حققها طوال فترة الجهاد ضد
النظام الدكتاتوري الشمولي البائد ، داعيا العراقيين في الخارج الى
المشاركة في الانتخابات القادمة المزمع إجراؤها مطلع العام القادم ،
شاكرا للحضور مشاركتهم في إحياء سنوية الشهيد الحكيم ، التي إعتبرها
دليل الالتزام بالنهج الذي سار عليه الشهيد الذي تحمل كل شئ من أجل
العراق والعراقيين .
بعد ذلك ، تحدث الدكتور محمود ثامر عن مركز دار السلام ، عن علاقته
بالشهيد الحكيم ، والخصال التي لمسها فيه ، مشيرا الى أنه كان قد اهتم
بالشأن العام منذ نعومة أظفاره ، موضحا أن الشهيد الحكيم كان قد قرر
التصدي للنظام الشمولي البائد منذ اللحظة الاولى التي نزا فيها على
السلطة عام ثمان وستين وتسعمئة والف ، ولذلك تعرض للاعتقال والسجن ومن
ثم للهجرة القسرية التي ظل يناضل خلالها ضد النظام دون توان حتى
إستشهاده بعيد عودته الى العراق في العام الماضي .
كما تحدث في الحفل التأبيني نزار حيدر مدير مركز الاعلام العراقي في
واشنطن ، الذي أشار في كلمته الى عدد من الخصال التي تميز بها الشهيد
الحكيم ، معتبرا أن إنفتاحه ووسطيته وإعتداله ، هي التي أكسبته إحترام
مختلف فصائل المعارضة العراقية الذي بذل من أجل لم شملها جهدا متواصلا
، كما انها أكسبته إحترام العديد من الزعامات العربية والاسلامية
والدولية .
وأضاف نزار حيدر بالقول ؛
إن العراق اليوم بحاجة الى الاعتدال والوسطية ، ونبذ العنف بكل
أشكاله ، فهو بحاجة الى حكومة وسطية لا تفتخر بقتل الناس ، وإنما بسجل
حقوق الانسان والانجازات على الصعيد المدني كالتربية والتعليم والصحة
وإعادة البناء ومكافحة البطالة والجريمة المنظمة ، كما أنه بحاجة الى
أحزاب وتيارات وسطية ، لا تفتخر بمليشياتها أو عدد مسلحيها ، وإنما
تفتخر ببرامجها السياسية وما تعده للعراق الجديد ، ولذلك فان كل
التيارات بالاضافة الى الحكومة ، يجب أن يتصفون بالاعتدال ، سواء كانت
تيارات وأحزاب دينية أو ليبرالية ـ علمانية ـ لأن العنف والتطرف يضر
بعملية البناء الديمقراطي في العراق الجديد .
بعدها القى الشاعر العراقي سعيد الوائلي قصائد شعرية في الشهيد ،
بالفصحى والعامية ، نالت إعجاب وإستحسان الحضور الكريم .
وفي نهاية الحفل التأبيني ، ألقى السيد حامد الأعرجي ، إمام مركز
دار السلام ، كلمة تأبينية في الشهيد الحكيم ، معرجا على بعض خصال
الشهيد كما عايشها هو بنفسه ، مشيرا الى علميته وفقهه وأخلاقه وصبره
على تحمل الأذى .
يذكر أن آية الله الشهيد السيد محمد باقر الحكيم كان قد اغتيل في
مدينة النجف الأشرف في الأول من رجب من العام الماضي ، عندما انفجرت به
سيارة مفخخة زرعها إرهابيون ، بينما كان خارجا من أداء صلاة الجمعة ،
مما أدى إلى استشهاده والمئات من المدنيين الأبرياء ، وهي كانت أول عمل
إرهابي يشهده العراق بعد سقوط النظام الشمولي البائد في التاسع من
نيسان من العام الماضي . |