|
|
الانغلا ق الفكري...
وتقديس الشخصيات |
محمد حميد الصواف |
اصعب مايواجه الحركة الديمقراطية في عراق اليوم هي مخلفات العهد
البائد، المتمثلة بالعديد من الافرازات والحالات السلبية، وما نحن
بصدده اليوم هي حاله من اكثر الامور تعقيدا، واشدها ضررا على مجتمعنا
الجديد، فالانغلاق الفكري الذي كان متسيدا طيلة الحقبة السابقة، ورفض
كل الافكار الاخرى التي تطرح على الساحة العراقية، واستبعاد الشعب من
لعب دوره الطبيعي في العراق، اوجد حالة اقرب ما تكون الى الفراغ الفكري
لدى الفرد العراقي وعدم الاشتراك او التفاعل الاجتماعي بصورة عامة،
الامر الذي خلق حالة من التعصب او التطرف للمواطن البسيط بعد الانفتاح
المفاجىء بعد سقوط النظام، و يصبح التمسك بالراي الخاص والاستماته عليه
سمه تلازم الفرد ، بحيث ان أي فكر او نظرية متقدمة اذا ما عرضت امامه،
تواجه رفضا قاطعا حتى لخوض نقاش ودي على سبيل الاطلاع على ماهيته فقط،
متعذرعا ببعض المقولات او الاحاديث المؤولة والمفسرة من زاوية واحدة
اذا صح التعبير لهذا الرفض، فالمشكلة مشكلة مبدأ خاطىء، تم ارتكاز
غالبية افراد مجتمعنا عليه بسبب سياسة البعث المتمثلة بالحكم الشمولى
المستبد برايه وان كان فارغ المحتوى و التي اختزلها لا شعوريا منه
الفرد العراقي ، والاشد حرجا انك تجد الطرف الاخر يحاول تهميشك و
اتهامك بالعمالة هذا اذا لم تكفر، خصوصا اذا وجد لديك شيىء من الاصرار
الحواري معه، و تجده يعتمد على من لا يستطيع القاء اللوم عليه اذا لم
يكن صائبا في قراره في حالة مواجهته لامر مستعصي ، متنصلا من مسؤوليته
من الامر، فعلى سبيل المثال وعند اجرائي لاحد الاستطلاعات لاراء
المواطنين التقيت في اليوم التالي لاعلان التوقيع على قانون ادارة
الدولة المؤقت باحد الشخصيات الحزبية لأ نقل رايه فيه ،عندها استقبلني
كانني احد عناصر الطابور الخامس وليس صحفيا مرددا ان القانون على حد
قوله ( طفرة نوعية وخطوة ممتازة وقد باركها فلان وفلان) مشددا على
استناد قناعته بسبب مباركه الشخص الذي ذكره، وكما يبدو انه لم يطلع حتى
على بنود القانون، اللطيف بالامر ان الشخص الذي ادعى انه بارك القانون
اعلن في اليوم التالي ان القانون نكسة في تاريخ العراق الحديث ، وانه
لم يوافق عليه، فتوجهت في اليوم التالي للقاء تلك الشخصية الحزبية
ولكنه تملص من لقائي حرجا، وعلى المستوى الجامعي كذلك ففي احد
الاستطلاعات الخاصة بقانون ادارة الدولة ايضا، تبين ان 99% من طلبة
احدى كليات القانون العراقية لم يطلعوا على بنوده.... وهو يعتبر الاساس
الرسمي للدستور الدائم بالرغم من نشرة في الصحف، مما يدل على سلبية
الواقع العراقي، ففئة لا تكترث، وفئة متعصبة، واخرى وجدت في الصمت افضل
طرق السلامة.
sawaf1976@hotmail.com |
شبكة النبأ المعلوماتية -
الأحد 29/8/2004
- 12/
رجب المرجب/1425 |
|