يتبارى أبناء الإيمان البررة في كربلاء المقدسة هذه الأيام وقد
استبشروا بالانتهاء من وضع مخطط شامل لبناء أكبر وأوسع صرح إسلامي
لمرقد الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام) وأخيه العباس المبجل
العباس بن علي (عليه السلام) في مدينة الشهادة كربلاء ليرفد هذا الصرح
المقبل حتماً بإذن الله سبحانه وتعالى كل المؤمنين وأخيار وأحرار
العالم بالمعنى العظيم لشعب العراق الذي يقدس الحق وذكرى المحقين.
ويعرّف سماحة الشيخ جمال الوكيل – الأمين العام لحركة الوفاق
الإسلامي – بحسبما جاء في تصريح له لصحيفة (الوفاق الإسلامي) العراقية
في عددها الصادر في 7 تموز، 2004م عن نبذة أولية عن مشروع التوسيع
المقبل قريباً بتسهيل من الباري عز وعلت أسماؤه الحسنى الذي سيجعل من
حرمي الإمام الحسين وأخيه العباس (عليهما السلام) قبلة شامخة تبهر
أنظار الزائرين إذ يقول (الوكيل) بما يشير إلى أن المشروع هو أقل
الطموح لمتطلبات هذه المرحلة حيث أصبحت كربلاء بعتباتها المقدسة ملاذاً
روحياً لملايين الزوار، وهذا ما جعل التفكير لديه أن يفكر بمشروع يتضمن
تطوير تلك العتبات وما حولها وبما يتناسب مع عظمة شخصية الإمام الحسين
(عليه السلام) وأخيه أبي الفضل العباس (عليه السلام).
وفي التفاصيل التي أفاد بها (الشيخ الوكيل) فإن المشروع سيعتمد على
أكثر من اتجاه واحد وبخطى مدروسة الجوانب تماماً فمن الناحية الفنية
جرت مشاورات مكثفة مع مهندسين متخصصين في البناء وخبراء في فن العمارة
الإسلامية قديمها وجديدها. واسفرت تلك المشاورات أن يتجه المشروع
لإنجاز بناء حرم جديد وبهندسة معمارية متفردة في نوع تصميمها لكل من
مرقدي الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) وأخيه العباس (عليه
السلام) وبمساحة (76) ألف و(586) متر مربع.
وسيكون البناء من عدة طوابق إذ يستوعب الطابق الأول (150) ألف زائر
وإنشاء صحن جديد يحيط بالحرم بعرض (110) م وبمساحة (154) ألف و( 750)
متر مربع وبطاقة استيعابية تصل إلى (300) ألف زائر فضلاً عن تجهيز
الصحن بخيام كبيرة تتحرك كهربائياً ومكيفة الهواء ومزودة بجميع وسائل
الراحة بما فيها توفير الوسائل الخدمية والفنية وبمستوى عال يوفر
الراحة التامة للزائرين ومعلوم أن تلك الخيام ستكون مانعة لتأثيرات
الجو كحرارة الشمس في الصيف أو هطول الأمطار في الشتاء.
وسيتضمن المشروع إنشاء رصيف للمشاة يحيط بالصحن الشريف من الخارج
بعرض (50) متراً وبمساحة (100) متر مربع وبطاقة استيعابية تصل إلى
(200) ألف شخص وتحيط بهذا الرصيف مجموعة بنايات فندقية بعرض (110) متر
مربع وبمساحة (276) ألف متر مربع وكل فندق يتكون من (12) طابق مع ملحق
لبنايات خدمية وعيادات طبية ومركز للشرطة ومكاتب سياحية وأسواق كبيرة
ومكاتب بريد للاتصالات الحديثة ويستوعب قسم الفنادق (50) ألف زائر.
هذا وصمم للفنادق الآنفة رصيف بعرض (50) متراً وبمساحة (140) ألف
متر مربع يستوعب (300) ألف زائر كما سيجهز الرصيف هو الآخر بخيام
متحركة بغية الاستفادة من هذه الأرصفة أثناء مواسم الزيارات وكمواقع
استراحة للزائرين أو لإقامة بعض المجالس الحسينية فيها وهذا الرصيف
ستحيط به مجموعة فنادق بعرض (50) متر وبمساحة (166) ألف متر ويتكون
الفندق من (12) طابق وبطاقة (30) ألف زائر للفندق الواحد مع تخصيص
طابقين من كل فندق كـ(محلات وأسواق).
وأوضح (الشيخ الوكيل) أن مساحة المشروع ستمتد إلى (370) متر حول
الصحنين الشريفين وبكلفة إجمالية تصل إلى أكثر من (10) مليارات دولار.
وأضاف – أن هناك جانب إداري يقتضي العمل على مباركة المرجعيات الدينية
وموافقة السلطة السياسية من خلال تأسيس مؤسسة يعترف بها رسمياً يتشكل
فيها مجلس أمناء لإدارة وأعمار وصيانة العتبات المقدسة في كربلاء ضمن
عملية تظافر كل الجهود لإنجاز هذا المشروع الضخم.
من الناحية الحضارية أكثر استكمل (الشيخ الوكيل) تصريحه بأن أهمية
المشروع تكمن بأنه سيجعل من كربلاء مدينة عصرية وبافضل المواصفات،
وكذلك ستقدم لأهالي المدينة وللزائرين معاص ما يحتاجونه من الحاجات
اليومية، أما عن أصحاب الفنادق الحالية التي ستزول فسيضمن المشروع
تعويضهم بمناطق قريبة من الحرمين الشريفين وبمواصفات عالية من حيث
الجودة والحداثة كما سيتم تعويض أصحاب المحلات والدور وغيرها بتعويضات
مجزية.
هذا في حين سيوفر المشروع الراحة التامة للزائرين من خلال إنشاء
شبكة حديثة من الطرق والأنفاق والجسور آخذاً بعين الاعتبار ربط محافظة
كربلاء مع العالم الخارجي من خلال وسائل الاتصال الحديثة. بما في ذلك
سهولة وسرعة التوصيل إلى المطارات ومحطات القطارات وكراجات السيارات
تيسيراً لحركة الزائرين من وإلى مركز مدينة كربلاء التي ستظهر بحلة
مشروعها المعماري الرائد الجديد. |