يقول البعض ان رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي يعامل المقاتلين
الشيعة برفق مبالغ فيه بالرغم من أنهم يمثلون أكبر تحد لحكومته حتى
الان.
ويخشى اخرون من أنه تخطى الحدود عندما أرسل قوات أمن عراقية الى
جانب الطائرات الحربية وطائرات الهليكوبتر الحربية وقوات مشاة البحرية
الامريكية الى مدينة النجف المقدسة لدى الشيعة.
لكن العراقيين متفقون على شيء واحد هو أن علاوي يجب أن ينفذ وعده
بتحقيق الاستقرار قريبا.
وقال موظف متقاعد في وزارة التعليم من النجف ذكر أن اسمه أبو سعد "علاوي
يتصرف بشكل صحيح. هؤلاء الناس لا يلقون دعما شعبيا.. انهم ارهابيون..
يجب أن يكون صارما."
وتصاعد القتال بين جيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر
والقوات الامريكية لمدة سبعة أيام في أشد اختبار لعلاوي منذ تسليم
القوات الامريكية السلطة الى الحكومة المؤقتة في أواخر يونيو حزيران.
وحث الصدر أفراد جيش المهدي يوم الاربعاء على مواصلة قتال القوات
الامريكية في النجف حتى اذا قتل أو أسر مما أثار مخاوف من استمرار
اراقة الدماء.
وفي حين أن القتال اندلع في مدن أخرى بما في ذلك بغداد الا ان ما
يحدث في النجف هو الاكثر خطورة لان أي خسائر تلحق بالمقدسات في المدينة
من الممكن أن تثير غضب ملايين الشيعة في العراق ودول أخرى.
وسيمثل ذلك ضغوطا هائلة على علاوي لانه يحارب بالفعل مقاتلين من
السنة وتفجيرات انتحارية وجرائم خطف ويواجه اقتصادا يحتاج بشدة الى
الاستثمارات.
ولكن بعض العراقيين يقولون ان الوقت ليس ملائما لمراعاة أي حساسيات.
وقال طلال أحمد (57 عاما) وهو سني يمتلك متجرا لقطع غيار السيارات "لا
بد من أن يقضي علاوي على جيش المهدي. انهم مجرمون يتناولون الاقراص
المخدرة ويحتسون الخمور ثم يخرجون ويسببون اضطرابات."
وأضاف "معي بندقيتي جاهزة في حالة قدوم أي منهم الى هنا. لا بد من
القضاء عليهم."
ولن يكون من السهل القضاء على الصدر الذي حارب مقاتلوه أيضا الجيش
الامريكي في مارس اذار. وسيتطلب هذا حصول القوات الامريكية على قدر
أكبر من الدعم مما سيثير شكوكا في أن القوات الامريكية لا علاوي هي
التي ما زالت لها الكلمة العليا.
قال فاضل عبيد وهو سني يعمل في محل أثاث "لن يسبب علاوي الا مزيدا
من المشكلات والعنف اذا ما استمر في سياسة القوة. القوة ستكون نتيجتها
مزيدا من القوة. على أي حال انه مجرد بيدق على لوحة شطرنج يلعب به
الامريكيون."
ويقول رجل شرطة ان من الحكمة أن ينأى علاوي بنفسه عن الامريكيين
بالرغم من مقتل زملائه على أيدي أفراد جيش المهدي.
وقال أبو أحمد "أسلوب استخدام القوة ضد جيش المهدي صحيح ولكن
الامريكيين يجب ألا يقاتلوا. لا بد من أن تكون هذه معركة عراقية."
وباعتبار علاوي عضوا سابقا في حزب البعث وله صلات بالمخابرات
البريطانية والامريكية ينظر له العراقيون على أنه الشخصية القوية في
البلد الذي ظلت فيه القوة الصارمة هي اللغة الوحيدة المستخدمة لعشرات
السنين.
لكن بعض العراقيين يقولون ان الوقت حان لانهاء العنف والاعتماد على
السياسة والدبلوماسية.
جلس ثلاثة زملاء في مكتب صرافة أحدهم شيعي والثاني سني والثالث كردي
كل على مكتبه لحساب تكلفة القتال.
وقالوا ان الارباح انخفضت من 70 دولارا الى 18 دولارا في اليوم لان
العملاء يخشون الخروج من منازلهم كما أدت أعمال العنف الى تقليص انفاق
المستهلكين.
قال صابر عبد الكريم "تجاوز علاوي الخط الاحمر. لا يمكن تهدئة الناس
بالقوة.. يمكن كسب قلوبهم بالكلمات... ما زلنا ننتظر الاستقرار. لم نر
شيئا."
هذا وهددت منظمة العمل الاسلامي يوم الخميس بتعليق عضويتها في
المؤتمر الوطني العراقي إذا لم يتم وقف اشتباكات النجف.
وفي بيان تسلمت رويترز نسخة منه قالت المنظمة "انها سوف تعلق
عضويتها في المؤتمر الوطني العراقي إذا استمر نزيف الدم في النجف
الاشرف وباقي المدن العراقية."
واضاف بيان المنظمة التي يتزعمها المرجع الديني اية الله محمد تقي
المدرسي "انه لا حل عسكريا للازمة الراهنة وان لغة الحوار وحدها الكفيل
بتحقيق الامن والاستقرار والسلام في ربوع العراق."
وادان البيان "عمليات القتل العشوائي للمدنيين وهدم بيوت الناس
وانتهاك حرمة الاماكن المقدسة وخاصة حرمة الامام امير المؤمنين."
وطالب البيان "جميع الشرفاء في العراق والعالم" بالعمل على وقف
العمليات العسكرية "والعودة الى الهدنة."
وتأسست منظمة العمل الاسلامي حركة دينية سياسية من التيار الشيعي في
العراق في 1967-1968.(رويترز) |