|
|
احترام حقوق الإنسان ضمانة للمجتمعات في العدل
والسلم والحرية |
|
أوضح تقرير يعالج كيف لحقوق الإنسان أن تساهم في حل النزاعات؟ في
إشارة بينما كانت هناك قيم تترسخ بين بعض النظم السياسية والاجتماعية
بأن توفير احتجاجات الدولة والمجتمع ودول وأفراد يعتمد بالأساس على
الاعتداء على الدول الأخرى والمجتمعات الأخرى، كانت هناك مجتمعات ودول
وأفراد يدفعون باتجاه نظم سياسية واجتماعية وفكرية تعتمد على التعاون
والشراكة والتسامح واحترام احتياجات الآخرين، خصوصاً أن هناك الكثير من
المؤشرات على نتائج مدمرة للسلوك الذي يعتمد على المفهوم الأول، من قتل
وتشريد وتعذيب وجوع وفقر و مرض الخ... ألم يقل الحكيم الصيني كونفوشيوس
منذ آلاف السنين، حول طاعة الناس (قدم الصالح وأبعد الطالح، عندها
يطيعك الناس، أما إذا قدمت الطالح وأبعدت الصالح فإنهم سيتمردون، وأبرز
التقرير خطورة محاولة وضع مفهوم الاعتداء في قالب عقائدي خطابي، مثلما
كان يحدث في تاريخ البشرية فقد جاء في ديباجة الإعلان العالمي لحقوق
الإنسان ولما كان تناسي حقوق الإنسان وازدراؤها قد أفضيا إلى أعمال
همجية أذت الضمير الإنساني، وكانت غاية ما يرنو إليه عامة البشر انبثاق
عالم يتمتع فيه الفرد بحرية القول والعقيدة ويتحرر من الفزع والفاقة،
فحقوق الإنسان هي الأهداف التي يجب الوصول إليها والعمل باتجاهها من
أجل إيجاد مجتمع وعالم مسالم ومتحاب ومتعاون يركز كل جهوده من أجل
البناء والتطور الإيجابي مما يعني إعطاء معنى وقيمة ودافعاً لاستمرار
الحياة، وفي غياب هذه الحقوق فإن البديل هو ما نشاهده اليوم من عنف
واضطراب يسود كثيراً من بقاع العالم، وبشكل أصبح يهدد بقاء البشرية
وسلامة الكرة الأرضية التي نعيش عليها، وخصوصاً أن وسائل العنف والدمار
تطورت في العقود الأخيرة بشكل أصبحت قادرة على الإبادة الجماعية
للإنسان ومقدراته والتدمير الشامل للجغرافيا والبيئة، ولذلك أصبح من
الضروري العمل بشكل جاد من أجل إيقاف هذا التدمير المرعب عبر تكريس
احترام حقوق الإنسان، فالنزاعات السياسية نتيجة لانتهاكات حقوق الإنسان
والتي عبر عنها (إن عدم الاستقرار السياسي يحدث عندما تكون المؤسسات
السياسية في مجتمع معين غير فاعلة في إرضاء رغبات الشعب وآمالهم، الأمر
الذي يؤدي إلى نفور سياسي، ومن الضروري الإشارة إلى أن حقوق الإنسان
تعتمد في فلسفتها على جلب الانتباه إلى الجذور الأساسية للمشكلة بحكم
أنها تفتح المجال أمام حل أكثر جذرياً للصراعات داخل المجتمعات، والتي
في معظمها ناتجة عن انتهاكات لحقوق الإنسان ويتميز هذا الحل من حيث
كونه شاملاً وله صبغة الديمومة ويبعدنا عن الحلول الترقيعية التي قد
تجمد نتائج المشكلة لفترة ما لا تلبث أن تعيد تجديد نفسها لتنفجر من
جديد والاستبداد هو تعبير عن خدمة من انتهاكات حقوق الإنسان يفرضها
طبيعة وتكوين النظام السياسين ولذلك فإن مبادئ حقوق الإنسان تميل إلى
الدفع باتجاه العمل على إصلاح الأنظمة السياسية أو إعادة تأهيلها،
لتكون قادرة على احترام حقوق الإنسان وتتيح المجال لتجاوز فرصة الحرب،
ومن الأمور التي تستند إليها فلسفة حقوق الإنسان هي الوقاية من
الاضطرابات والنزاعات وحماية المجتمعات والأفراد من آلام يمكن تفاديها،
ولذلك يحلو لبعض ناشطي حقوق الإنسان أن يصفوا نشاط حقوق الإنسان بأنه
جهاز للإنذار المبكر. |
شبكة النبأ المعلوماتية -
السبت 31/7/2004
- 12/
جمادى الثانية/1425 |
|