قال وزير الموارد المائية العراقي عبد اللطيف رشيد ان العراق تلقى
مليار دولار لانفاقها على شبكته للمياه لكن ستمر سنوات قبل ان يأتي
اليوم الذي تصل فيه مياه الشرب النقية الى كل منزل.
واضاف رشيد ان بلاد دجلة والفرات النهران اللذان قدما مياه الري
لاقدم الحضارات بدأت أخيرا في اصلاح شبكتها للمياه على أمل اعادتها الى
ما كانت عليه ذات يوم من تطور.
وقال رشيد في مقابلة مع رويترز "وضعنا خطة على اربع سنوات لاصلاح
الشبكة. لكننا نحتاج الى مليارات من الدولارات اضافة الى المليار دولار
التي لدينا."
والمليار دولار المخصصة لاصلاح شبكة المياه بعد الحرب جاءت من
الولايات المتحدة لكن مانحين مثل اليابان يساهمون ايضا. وبدأت الحكومة
العراقية المؤقتة في استخدام الاموال لاصلاح وترميم محطات المياه
الرئيسية وبناء سدود صغيرة.
وتم تخصيص 150 مليون دولار لمشروع لامداد مدينة البصرة الجنوبية
بالمياه. ومرافق البنية التحتية في البصرة بين الاسوأ في العراق كما
عانت المدينة من ظهور الكوليرا العام الماضي.
وقال رشيد "دراساتنا الميدانية وجدت ان جميع مرافق المياه في مختلف
انحاء البلاد اهملت بنسبة 100 في المئة في الصيانة والتشغيل."
واضاف قائلا "نقص مياه الشرب وتلوثها هو مشكلتنا الرئيسية. هناك
تلوث ضخم في الانهار وجميع المصادر الاخرى سببه الاساسي مياه الصرف
ومخلفات المصانع. يمكن للمرء ان يجد جميع انواع التلوث في المياه."
وكما هو حال باقي الخدمات العامة في العراق فان شبكة المياه في
البلاد عانت من اضرار جسيمة بسبب عقوبات الامم المتحدة التي استمرت 13
عاما والتي أوقفت تقريبا كافة واردات المواد الكيماوية وقطع الغيار.
وبعد 16 شهرا من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة ما زالت مياه
الشرب النقية لا تصل الى نصف المساكن في العراق. وتحفل الصحف بشكاوى من
سكان في مناطق مثل مدينة الصدر أحد الاحياء الفقيرة في بغداد يرثون
فيها مدى القذارة التي وصلت اليها مياههم.
وزادت حرب العراق وتداعياتها من الاضرار. وتخضع وزارة الموارد
المائية التي تشرف على جميع مصادر المياه في البلاد بما في ذلك الانهار
والبحيرات والسدود لعملية ترميم وتجديد بعد تعرضها للنهب والحرق اثناء
الحرب.
وقال رشيد ان العراق يتميز بوجود انهار وبحيرات بالقرب من مدنه
الرئيسية لكنه يحتاج الى شبكة باهظة التكلفة لربط موارده بالسكان.
واضاف قائلا "اننا نعرف المشكلة...نعرفها جيدا. انها تحتاج الى
الاموال." |