أكد مسؤولون في الاتحاد الأوروبي أن وزراء الصحة في دول الاتحاد
سيلتقون في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا يومي 16/17 أيلول القادم لبحث سبل
مواجهة إنشاء فيروس نقص المناعة (الإيدز) في دول الاتحاد وفي جاراتها
في شرق أوروبا ويأتي ذلك في أعقاب إعلان الوكالة المختصة بشؤون الإيدز
التابعة للأمم المتحدة في تقريرها السنوي حيث أشارت إلى زيادة عدد
الأوروبيين المصابين بالفيروس إلى 13 مليون مريض مقارنة بعدد المصابين
به عام 1995م الذي بلغ 160 ألفاً، وذكر التقرير أن عدداً من دول شرق
أوروبا التي انضمت حديثاً إلى الاتحاد الأوروبي من بين أعلى الدول في
معدلات الإصابة بالفيروس وفي اليابان حذر خبراء من أنّ أعداد المصابين
بالإيدز قد تقفز إلى 50 ألف بحلول عام 2010 نتيجة ازدياد النشاط الجنسي
للشباب وانخفاض استخدام الواقي الذكري وعدم مبالاة المسؤولين التي
تتمثل في الميزانية المقلصة، وقد يكون الأسوأ من ذلك عدم اهتمام
الجماهير، وقال ماساهيرو كيهار الأستاذ بجامعة كيوتو الناس يشعرون أن
الإيدز يعني أفريقيا.. الجهل كبير للغاية ولذا فإن هذا الوضع خطير جداً،
وقالت ماساكوكيهار الأستاذة المساعدة بجامعة كيوتو أكثر من 90% من
الشباب يقولون أنهم على وعي بمرض الإيدز لكنهم يفكرون في انتقاله عبر
الدم ولا يفكرون فيه كمرض ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي، وفضلاً عن هذا
فإنه حين ظهر مرض الإيدز في اليابان في بداية منتصف الثمانينات أعتبر
بالأساس أنه مرض يصيب الأجانب؟! وهو موقف لا يزال موجوداً وفي الوقت
الذي كانت فيه الكثير من الحالات في ما مضى لنساء أجنبيات يعملن في
تجارة الجنس أو الرجل أصيبوا بالفيروس خارج البلاد أصبحت جميع مصادر
الإصابة تقريباً محلية وتنتشر في المراكز الكبرى مثل طوكيو إلى المدن
الأخرى عبر اليابان.
شكل المثليون أغلبية حالات الإصابة الجديدة بفيروس (اتش أي في) في
عام 2003م بالرغم من أنهم من الجماعات الأكثر عرضة للخطر يقول الخبراء
أن عدد من يخضع منهم للتحليل أكبر من عدد من يخضعون للتحاليل من جماهير
الشعب، والأمر الأكثر إثارة للقلق هو ازدياد انتشار المرض بين الشباب
فمن بين حالات الإصابة الجديدة بالفيروس لعام 2003م مثل الشباب ممن دون
التاسعة والعشرين من العمر نسبة 23% مما يعكس ازدياد النشاط الجنسي
للشباب لاسيما أن ما بين 20/30% منهم لا يستخدمون الواقي الذكري، مشكلة
أخرى هي ندرة الأماكن التي يمكن للناس أن يقصدوها للتحاليل فالمستشفيات
تطلب منهم أن يكشفوا عن أسمائهم مما يؤدي إلى تراجع من يخشون من
التحامل ضدهم إذا ما جاءت نتائج التحليل إيجابية وفي الوقت الذي تجري
فيه مراكز الصحة العامة التحاليل دون الحصول على أسماء فإن ساعات عملها
محدودة وقد يستغرق ظهور النتائج أسبوعاً نتيجة لهذا يقول الخبراء أنه
ربما يكون هناك آلاف الذين لا يدركون أنهم يحملون فيروس اتش أي في إلى
أن يصابوا بالمرض.
فيما أشار تقرير أن المرض يهم بالانتقال من أفريقيا إلى آسيا وتبرز
بأخطار تجعل كل من تسبب فيه من مآسي حتى الآن، انتقال فيروس الإيدز إلى
آسيا قنبلة مأسوية كامنة، بعدما صار فيروس فقدان المناعة المكتسبة –
الإيدز شيء يهدد الإنسانية بكوارث تفوق كل ما فعل منذ انطلاقته
المعروفة عام 1981م ويعني الإيدز الآسيوي انتشار الفيروس المميت في دول
تضم بلايين من البشر، مثل الصين والهند وأندونيسيا وفيتنام والكوريتين
وتايلاندا إضافة إلى روسيا، إنها الدول الأكثر احتواء للسكان وتضم أضخم
جيوش الأرض، كما تمتلك قوة نووية وتمثل قسماً كبيراً من الاقتصادات
الصاعدة التي سترسم وجه الاقتصاد على الأرض خلال السنوات الخمسين
المقبلة يذكر أن الإيدز قتل عشرين مليون شخص، ودخل إلى أجساد 38 مليوناً
ويوقع 14 ألف إصابة يومياً، إضافة إلى مئات الملايين من اليتامى
والأرامل وغير القادرين على العمل، والعائلات التي فقدت معيليها، مع كل
ما يترتب من آثار اجتماعية واقتصادية وثقافية ونفسية وتربوية وغيرها. |