ذكرت دراسة حديثة أن نحو ثلاثة من كل أربعة منازل يمتلكون واحدا أو أكثر من أجهزة الكمبيوتر الشخصية في سنغافورة البارعة في التكنولوجيا. وترتفع الارقام الواردة من هيئة تنمية إتصالات المعلومات بنسبة  68 في المئة عن عام 2002. وقالت الهيئة ان هناك وعيا كبيرا بين العائلات عن أهمية استخدام تكنولوجيا المعلومات وبرامج التعليم الوطني.. كما ساعدت الصفقات المالية الجذابة على تزايد دخول الانترنت إلى المنازل. وأسفرت خطط نظام الاشتراك الشهري لخدمة الانترنت الممكن تحملها إلى اشتراك  40 في المئة من المنازل التي جرى استطلاع آرائها في النظام العام الماضي 2003 مقارنة بنسبة  24 في المئة عام 2002.

 

إنَّ سكينةَ القلبِ تُوجبُ الاتزانَ في التفكيرِ، وهو بدورهِ يوجبُ التحرُّكَ الصحيحَ نحوَ الأهدافِ الرفيعةِ.

ايران في جولة ثانية: انكشاف اوراق اللعبة.. انتخاب السيئ لتفادي الاسوء
إغلاق صحف إيرانية جديدة بسبب إشكالات الانتخابات الأخيرة
استجواب صدام واعوانه تمهيدا للمحاكمة الكبرى
إنجاز 70 - 80% من صياغة الدستور العراقي الجديد
75 بالمائة من الفلسطينيين يؤيدون تخلي حماس عن العنف
ندوة الوثائق التاريخية للقدس محاولة عقلانية لإيقاف تهويدها
التغذية السليمة تضمن للانسان ذاكرة نشطة حتى سن التسعينات
 
 
 
 

 

مكتبات الأرصفة.. الخصوصية والمعنى
 

كم كتاب وكتاب ذو قيمة عليا قد اختفى من على رفوف المكتبات الكبيرة أو الوسطى أو الصغيرة وبقي هناك من يفتش عنه ولكن دون جدوى.. ثم وجد ذلك الكتاب بنسخة نظيفة منه بعد سنين غير قليلة ولكن على رصيف أقام عليه أحدهم مكتبة مؤقتة يعرض فيها كتباً قديمة فتحققت ضالة إيجاد نسخة من الكتاب الثمين المطلوب.

مكتبات الرصيف غير الثابتة وربما تكون المؤقتة بعروض ذخيرتها من الكتب التي منها القديم المستعمل الذي تداولته أيادي عديدة حتى تهرأت بعض حواف أوراقه أو تلك الكتب البادية عليها اعتناء فائق بها حتى إذا ما وضعت على قطعة قماش أو نايلون مفروشة على الرصيف أحس المهتم بالكتاب أنه أمام عينة من ثقافة معينة يمتاز به الكتاب المعني، الذي غالباً ما يكون بائعه غير عارف بالثمن الروحي لذاك الكتاب.

والكتب في مجمل تنوع عناوين مواضيعها هي محل جذب لمدمني القراءة وحيث أن الكتاب المميز يعتبر منذ أول صفحة فيه وحتى آخر كلمة تختمه بمثابة سلاح (غير منظور) ضد الباطل لذا يلاحظ أن الرهان على استطاعة منع الكتاب لدى بعض أجهزة الرقابة هو رهان فاشل ولعل قائمة ممنوعات الكتب التي فرضها الرقيب الإعلامي في بلدان محددة وأفلح في انتشار تداول نسخها بين الجمهور (بحسب اعتقاده) قد فاته أن للصدفة دور لا يمكن لأي رقابة أن تفرض شرطها الأخير لمنع كتاب، نعم أن محاولته ذلك ممكنة الحدوث، لكن منعاً أخيراً للكتاب وانتشاره تكاد تكون من رابع المستحيلات ففي إحدى البلدان العربية كانت قيادة الدولة فيها قد منعت كتاباً مطبوعاً من عرضه في المكتبات لأن فيها ما قد يعكس صورة سيئة على تلك القيادة التي أمرت بمنعه فقام المؤلف بغض النظر عن مؤلفه الذي تعب في إنجازه سنين طويلة وعوضت المؤلف ما صرفه من مال على طباعة كتابه لكن المؤلف لم يكن على تلك الدرجة من الغباء فاحتفظ بـ(1000) نسخة من الكتاب ووزع أغلبها عن طريق البيع السري بوقت كان قد أرجح لتلك الجهة الحكومية (1000) نسخة أخرى التي قبض ثمنها من السلطة الآنفة التي أقنعت بأن المؤلف قد سلمها كافة النسخ المطبوعة والمحدد عددها بحسبما ورد على الغلاف الداخلي بأنه قد طبع منه ألف نسخة فقط بينما كانت الطباعة الحقيقية هي ألفين نسخة من الكتاب.

ولعل ثغرات الصدفة التي تجيز توزيع الكتاب الممنوع كثيرة ومنوعة ولكن آخر من يعلم بها هو موزع الكتب على الأرصفة الذي يسقط رهان الرقيب الإعلامي المحلي ببساطة نادرة فقد يموت شخص مثقف ولا يجد أحد أفراد عائلته ما يستدعي حفظ مكتبة المرحوم لسبب معين أو لأسباب أكثر ويصادف أن يشتري أحد باعة الكتاب على الأرصفة تلك المكتبة التي قد تحوي كتب سبق وأن منعت من الانتشار أو التداول بقرار من الجهة الحكومية المحلية المخولة ولأن سنين قد مرت فحين يتم عرض الكتاب الممنوع على الرصيف ضمن مجموعة كتب أخرى فإن المنتبه الوحيد لقيمة ذاك الكتاب على أكثر احتمال هو القارئ – المشتري وأكيد فإن مثل ذاك الكتاب له من الناحية المالية قيمة أعلى بكثير مما يباع به من سعر.

ومن المؤكد فإن مهنة بيع الكتب القديمة على الأرصفة وفي قارعة الطرق ما يزيد الشعور لدى بائعها بأنه ربما باع يوماً أحد كتبه لشخص ما فإذا به يجد نفسه وقد ألقى القبض عليه ومثل أمام محقق أو قاضي لمحاكمته على اعتباره يبيع كتب ممنوعة، وحيث أن عدم جواز بيع الكتب الممنوعة (هي لعبة سياسية) فإن المرء القارئ السوي يتساءل كيف لا يجيز الرقيب الإعلامي نشر كتب مقدسة كـ(القرآن الكريم) في حين يجيز فيه نشر كتب تتنافى مع الأخلاق والفضيلة؟

أكيد أن وراء منع الكتب الثمينة وذات المعنى لدى النفوس القارئة أسباب لا يمكن تنصيل الجانب الأمني أو المخابراتي المحلي عنها.

إن ظاهرة بيع الكتب القديمة على الأرصفة اختصت بها دول عديدة ومن ضمنها بعض الدول العربية التي أجازت دوائرها المعنية بيع تراث الكتب على الأرصفة وفي منعطفات العراق وعدد من الجهات المختصة حددت يوماً واحداً هو يوم الجمعة أن تعرض فيه الكتب القديمة المباعة على الأرصفة تلبية لرشوة أصحاب المكتبات الكبيرة المسوقة للكتب إلى بعض موظفي الرقابات تحسباً من أن تباع على الأرصفة الكتب الحديثة أيضاً وربما كان ذلك كنوع من الحسد الثقافي عند من يمتلك مخازن عتيدة ومعبئة بالكتب من بائع متواضع لا تحيل عدد كتبه المحصاة بأكثر من (100 مائة كتاب) مثلاً.

وهكذا فلوجه مكتبات الأرصفة ملامح تحمل البشرى بأن الكتاب الثمين هو صديقنا الأبدي الذي يفرحنا أقتناؤه.

شبكة النبأ المعلوماتية - الأحد 11/7/2004 - 22/ جمادى الأولى/1425