التقي مؤخرا في المكسيك وفد من مسؤولي الانتخابات العراقيين مع
خبراء من مختلف أنحاء العالم لبدء اعداد خريطة لعملية تحويل العراق
الخاضع للاحتلال الامريكي إلى دولة ديمقراطية مستقلة في ظل تصاعد العنف.
ومن المقرر ان تقضي اللجنة الانتخابية التي شكلت هذا الشهر للاعداد
لاجراء أول انتخابات حرة ثلاثة اسابيع في المكسيك تحت اشراف الامم
المتحدة لدراسة تجارب انتخابية فى عدة دول من بينها الارجنتين واليمن.
وقال كارلوس فالينزويلا وهو عضو استشاري للجنة الانتخابية العراقية
ان مسألة الأمن للمشاركين في العملية الانتخابية تعد شاغلا اساسيا.
وقال "انهم مستعدون للمخاطرة بأي شيء لايجاد عملية ديمقراطية في
بلدهم."
وقال منظمون ان أعضاء الوفد العراقي لم يتحدثوا إلى الصحفيين ولن
يدلوا بأي تصريحات علنية إلى ان يعودوا الى العراق.
ودعا قرار صدر عن الامم المتحدة في وقت سابق هذا الشهر لاجراء
انتخابات لحكومة انتقالية بحلول يناير كانون الثاني يعقبها انتخاب
جمعية تاسيسية وانتخاب حكومة جديدة بحلول عام 2006.
ومن المقرر ان تنقل الولايات المتحدة السلطة إلى حكومة مؤقتة غير
منتخبة في 30 يونيو حزيران بينما ستبقى القوات الامريكية بالعراق.
وقالت كارينا بيريلي مديرة قسم المساعدة الانتخابية بالامم المتحدة
الذي يساعد في تقديم الارشاد بشأن العملية الانتخابية بالعراق ان نجاح
العراق "يتوقف على مدي صلابة السلطات الانتخابية."
وقالت "انها ارادة الشعب العراقي في اجراء انتخابات" مشيرة إلى ان
العراقيين قدموا أكثر من 1800 مرشح للجنة الانتخابية خلال ثلاثة أيام
فقط.
وأضافت ان خبراء الامم المتحدة اختصروا القائمة إلى سبعة اشخاص
اضافة إلى مدير ليس له حق التصويت يمثلون مختلف الخلفيات الدينية
والعرقية والمهنية.
وتتمتع اللجنة الانتخابية العراقية بالاستقلال السياسي والمالي
وستظل قائمة ما دام وجودها مطلوبا خلال مرحلة التحول.
وتعد المكسيك نفسها في مرحلة تحول ديمقراطي بعد ان انهت انتخابات
عام 2000 عهد حكم الحزب الواحد الذي استمر 71 عاما وقدمت تجربتها
الانتخابية إلى 22 دولة أخرى.
ويشارك في ورشة العمل المنعقدة في مكسيكو سيتي مسؤولون فلسطينيون
واستراليون اضافة لمسؤولين آخرين.
من جهته دعا رومانو برودي رئيس المفوضية الاوروبية يوم الثلاثاء الى
"ديمقراطية حقة" في العراق وأعرب عن تشككه في ان يساعد تدخل حلف شمال
الاطلسي على اعادة الاستقرار السياسي الى البلاد.
وقال برودي في حديث مع تلفزيون رويترز خلال زيارة لليابان "نحتاج ان
نوصل الى الشعب العراقي رسالة مفادها ان هناك تغييرا واننا ندعم
الديمقراطية من خلال عمل منسق لا من خلال الاحتلال."
وصرح الامين العام لحلف الاطلسي ياب دي هوب شيفر الاسبوع الماضي بان
الحلف "لن يغلق الباب في وجه" الحكومة العراقية الجديدة اذا طلبت
المساعدة العسكرية.
لكن برودي قال ان تدخل حلف الاطلسي لن يساعد اذا لم ير الشعب
العراقي فرقا بين القوات الامريكية والقوات متعددة الجنسيات.
واضاف "لا نتحدث عن مجرد تغيير العلم. يجب ان نغير طبيعة وجودنا في
العراق لاننا لو لم نبعث بهذه الرسالة سنخلق مشاكل تستمر سنوات وسنوات."
وحتى الان قصر حلف الاطلسي تدخله في العراق على تقديم مساعدات في
مجال النقل والامداد لفرقة تقودها بولندا في جنوب ووسط العراق في اطار
قوة التحالف المحتلة.
وكرر برودي معارضته للحرب التي شنتها الولايات المتحدة على العراق.
وقال "لم ارد هذه الحرب ولا اشعر انها كانت ايجابية بالنسبة للحرب
ضد الارهاب حتى لو كان صدام حسين (الرئيس العراقي السابق) دكتاتور رهيب." |