النبأ/ متابعات:
قبل حوالي أسبوعين من توليها مقاليد الحكم في البلاد في
الأول من تموز/يوليو المقبل تعرضت الحكومة العراقية الانتقالية المؤقتة
الى ثاني عملية اغتيال طالت مسؤولا رفيع المستوى في وزارة التربية غداة
اغتيال مسؤول من الرتبة نفسها في وزارة الخارجية.
فقد اغتيل مدير العلاقات الثقافية في وزارة التربية العراقية كمال
الجراح صباح الأحد امام منزله في منطقة الغزالية غرب بغداد فيما كان
يهم بالتوجه الى مكتبه.
وتوفي الجراح في مستشفى اليرموك الذي نقل اليه للعلاج بعد تعرض
سيارته الى "وابل من الرصاص" كما قال عبد الخالق العامر مدير مكتب وزير
التربية سامي المظفر.
وتتشابه عملية الاغتيال هذه الى حد كبير مع تلك التي راح ضحيتها
وكيل وزارة الخارجية العراقية لشؤون العلاقات الدولية الشيعي بسام كبه
السبت.
وكانت سيارة كبه تعرضت لعشر طلقات نارية صباح السبت في حين كان يهم
بمغادرة منزله في منطقة الاعظمية متوجها الى مكان عمله.
وقتل كبه متأثرا باصابته برصاصة في البطن بعدما تم نقله الى مستشفى
النعمان في المنطقة نفسها.
وقال المسؤول في وزارة التربية لفرانس برس "انها خسارة كبيرة، كان
كمال جراح مرب فاضل تخرج مئات التلاميذ على يديه". وقال حيدر حجاب
المسؤول في المشرحة ان "الجثة نخرها الرصاص ولا يمكن إحصاء عددها".
وقد عمل الجراح وهو يحمل ماجستير في الادب الانكليزي حوالي أربعين
عاما في مجال التربية حيث كان خبيرا في المناهج التربوية.
وبدأ حياته المهنية مدرسا ثم تبوأ مراكز عدة في مجال التربية منها
خبير في مركز البحوث وأستاذ في الجامعة الإسلامية في بغداد وعين قبل
حوالي العام مديرا عاما للعلاقات الثقافية في وزارة التربية.
وكان كبه الذي اغتيل صباح السبت يتبوأ منصبا مماثلا في وزارة
الخارجية. وكبة وهو شيعي عين مستشارا دبلوماسيا في وزارة الخارجية في
فترة سابقة، بعد ان كان سفيرا للعراق في الصين. وبعد سقوط نظام صدام
حسين انضم الى لجنة المتابعة في الوزارة الى جانب عقيلة الهاشمي عضو
مجلس الحكم الانتقالي التي اغتيلت في أيلول/سبتمبر 2003 امام منزلها في
بغداد.
وهو أول مسؤول حكومي يتعرض للاغتيال منذ تشكيل الحكومة الانتقالية
الموقتة الجديدة في الاول من حزيران/يونيو الجاري.
وقد وجهت وزارة الخارجية على الفور أصابع الاتهام الى أنصار الرئيس
العراقي السابق صدام حسين معتبرة ان "العملية تحمل كل بصمات أنصار نظام
صدام حسين الشيطاني". وأعلنت في بيان لها: "لن نخاف من أنصار صدام حسين
وسنواصل العمل لكي يعود العراق عضوا مسالما ومسؤولا في المجموعة
الدولية".
الا ان وزارة التربية امتنعت في تصريحات مسؤوليها عن تحميل مسؤولية
الاعتداء لاي جهة كانت. وقال مدير مكتب وزير التربية لفرانس برس "لا
نعرف اي شيء عن الجهة المجهولة التي أطلقت النار ولا نوجه الاتهام الى
احد". وشدد على ان القتيل "مرب متقدم في العمر ليس له اي انتماء سياسي
او عداوات شخصية".
ويعود آخر اغتيال لشخصية سياسية كبيرة قبل تشكيل الحكومة الجديدة
الى 17 من أيار/مايو الماضي عندما اغتيل الرئيس الدوري للمجلس
الانتقالي العراقي عز الدين سليم وهو شيعي أيضاً في انفجار سيارة
مفخخة.
وبات العراق يعيش على وقع عمليات الاغتيالات التي تطال مناصب مختلفة
من مسئولين في الشرطة العراقية وأساتذة جامعيين وملتزمي مشاريع فضلا عن
الاغتيالات التي تطال مسؤولين بارزين من العرب الشيعة والاكراد في
مدينة كركوك.
فقد اغتيل الاستاذ الجامعي في مادة الجغرافيا في جامعة بغداد صبري
البياتي(شيعي) (46 عاما) بالرصاص يوم الأحد فيما كان خرج لتوه من حرم
الجامعة. وقال مسؤول في المشرحة ان الجثة تحمل اثار ثلاث رصاصات.
كذلك تعرض مدير شرطة الحدود العراقية اللواء حسين مصطفى الى محاولة
اغتيال بعد ظهر السبت لدى تعرض موكبه لكمين في حين كان متوجها الى مطار
بغداد.
وقال قائد الشرطة العراقية في أطراف مدينة بعقوبة العميد مجيد
الماني انه تعرض مساء السبت لمحاولة اغتيال بالرصاص نجا منها بعد
إصابته بطلق ناري واحد.
وفي كركوك تتوالى عمليات الاغتيالات التي تطال شخصيات بارزة من
العرب الشيعة والاكراد. فقد قتل رجل الدين الكردي إياد خورشيد عبد
الرزاق مساء السبت بيد مسلحين هاجموا منزله في كركوك في أول حادث من
نوعه يطال رجل دين.
كما اغتيل مختار حي النصر في كركوك دليل ضمد شايع جدير ليل السبت
الأحد في منزله حيث أطلق عليه مسلحون مجهولون ثماني رصاصات امام
عائلته.
كما قتل سائق وفني يعملان لحساب قناة "العراقية" بالرصاص في مدينة
القائم على الحدود مع سوريا حسب ما أعلن اليوم الأحد مسؤول في القناة.
وقال المسؤول طالبا عدم ذكر اسمه ان "السائق جواد كاظم حمادي والفني
عبد الكريم جاسم( من الشيعة أيضاً) توجها الى القائم (400 كلم غرب
بغداد) لإقامة محطة تقوية للإرسال. وفقدا الجمعة عندما كانا يستعدان
للعودة الى بغداد".
وأضاف ان "مستشفى القائم اتصل بنا السبت لإبلاغنا ان جثتي العاملين
الذين قتلا بالرصاص نقلتا اليه".
تجدر الإشارة إلى أن الرهائن الذين قتلوا مؤخراً( اللبناني
والعراقيان) كانا من الشيعة، بينما تم الإفراج عن العديد من الرهائن
الأتراك والمصريين كونهم من السنة، الأمر الذي يشير على ما يبدو إلى
حرب تطهير طائفية تدار في العراق من طرف واحد.. |