مع اقتراب استلام الحكومة الجديدة السلطة في العراق ما زال عمليات
اغتيال المسؤولين مستمراً وبالتحديد الشيعة، فقد أكد متحدث باسم وزارة
الخارجية العراقية ان وكيل الوزارة لشؤون المنظمات الدولية بسام كبة
قتل صباح اليوم السبت برصاص مجهول اطلق النار على سيارته في بغداد ما
ادى الى اصابته اصابة قاتلة في البطن. وقال المتحدث باسم الوزارة ثامر
(اكرر ثامر) الاعظمي ان (وكيل الوزارة المكلف شؤون المنظمات الدولية
والتعاون بسام كبة اغتيل هذا الصباح نحو الساعة 7.30 ـ بتوقيت العراق ـ
بايدي مجهول اطلق النار عليه فاصيب في البطن كما اصيب سائقه ايضا بجروح)"
وقال ان المسؤول قتل في حي الاعظمية بالقرب من مسجد العساف بعيد
مغادرته منزله ونقل جريحا الى مستشفى النعمان في المنطقة نفسها حيث
توفي. وقال مدير المستشفى عبد الله صاحب ان سيارة المسؤول تعرضت الى
عشر طلقات اصابت احداها المسؤول في البطن.
وفي بيان بالانكليزية، دانت الوزارة (العملية الاجرامية ضد رجل كان
رمزا للنزاهة والوطنية والشرف) معربة عن (الحزن الكبير لهذه الخسارة).
ويعتبر هذا المسؤول الاول الذي يتعرض للقتل منذ تشكيل الحكومة العراقية
الموقتة الجديدة في الاول من حزيران الجاري.
وكان كبة، وهو شيعي، مستشارا دبلوماسيا لطارق عزيز نائب رئيس الوزراء
في عهد صدام حسين، بعد ان كان سفيرا للعراق في الصين. وبعد سقوط نظام
صدام حسين، انضم الى لجنة المتابعة في الوزارة الى جانب عقيلة الهاشمي
عضو محلس الحكم الانتقالي التي اغتيلت في ايلول/سبتمبر 2003 امام
منزلها في بغداد.
وفي النجف سجل اطلاق نار من اسلحة رشاشة وقذائف هاون صباح اليوم في
النجف حيث حاصر الجيش الاميركي لمدة ساعتين المقبرة واغلق المدخل
الشمالي للمدينة الشيعية العراقية.
واغلقت المحال التجارية ابوابها ثم اعيد فتحها. واستعاد رجال مقتدى
الصدر نقطة التفتيش المؤدية الى ضريح الامام علي (ع) والمقبرة مسلحين
ببنادق كلاشنيكوف وقذائف مضادة للدروع وهراوات وسكاكين.
واكد المتحدث باسم مكتب الصدر في النجف احمد الشيباني ان (ثلاث عربات
هامفي اميركية دخلت صباحا الى المقبرة دون ان نعرف السبب. واوقفتها
عناصر من جيش المهدي (ميليشيا مقتدى الصدر) فعادت ادراجها).
وفي بغداد اعرب مسؤول عسكري كبير في التحالف بقيادة الولايات المتحدة
اليوم السبت عن ارتياحه للطريقة التي تواجه فيها الشرطة العراقية الوضع
في النجف (160 كلم جنوب بغداد).
وقال المسؤول طالبا عدم كشف اسمه (لقد سررنا للعمل الذي قامت به الشرطة
في النجف خصوصا الطريقة التي عالجت بها اعمال العنف قرب ضريح) الامام
علي حسب ما اعلن للصحافيين هذا المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته.
وفي خضم هذه الأحداث صرح رئيس الحكومة العراقية اياد علاوي حول التخريب
الذي يتعرض له العراق من قبل بعض المخربون والارهابيون والاضرار
والخسائر الكبيرة التي يكبدوها والتي تهدم العراق بدل اعماره، وجاء في
التصريح:
ومع بقاء 20 يوم تقريباً حتى يصبح العراق دولة حرة وذو سيادة لاول مرة
منذ اكثر من 3 عقود، فقد زاد الارهابيون من استهدافهم للبنى التحتية
لبلدنا.
ان هؤلاء المخربون ليسوا محاربين من اجل الحرية وانما هم ارهابيون
ومقاتلون اجانب يعارضون رغبتنا بالعيش كدولة حرة. ان كل من يتورط في
هذه الهجمات هو ليس اكثر من خائن لقضية حرية العراق وشعبه.
خلال الاشهر القليلة الماضية، تسبب الارهابيون باضرار وخسائر في
الايرادات تُقدر بمئات الملايين من الدولارات، ولقد تسبب الهجوم على
البنى التحتية الكهربائية بفقدان في الطاقة الكهربائية لاكثر من اربع
ساعات في اليوم في عموم القطر.
لقد كان هناك اكثر من 130 هجمة على البنى التحتية النفطية العراقية
خلال الاشهر السبعة المنصرمة والتي تسببت بخسارة اكثر من 200 مليون
دولار اميركي من اموال الحكومة العراقية ذات السيادة من خلال خسارة
ايرادات النفط الناتجة عن مهاجمة انابيب نقل النفط، اضافة الى الاضرار
البيئية الناتجة عن هذه الهجمات والتي لوثت ممراتنا المائية ودمرت
مزارعنا. لمرات عديدة، كما كان هجوم امس بالقرب من بيجي. يختار
المخربون اهدافهم بالقرب من قنوات او ممرات مائية رئيسية تزودنا بماء
الشرب مما سبب في تلوث مصادر هذه المياه زياده بايذاء شعبنا ولتأخير
مسيرتنا نحو حياة حرة كريمة.
مما لا شك فيه، ان ايرادات النفط العراقية ستنفق على العراق، ولن يتم
استخدامها في بناء القصور او لتوفير سبل العيش المترفة لقلة مختارة.
سيذهب كل دولار من ايرادات النفط لبناء بلدنا. ان هؤلاء الارهابيون
بتعرضهم على منشآتنا المختلفة انما هم يؤذون شعبنا الطيب.
اهيب بكل العراقيين الوطنيين ليكونوا متيقظين، لان شعبنا هو الذي يجلس
في الظلام بسبب هذه الهجمات الجبانة والارهابية وليس محتلينا. سنكون
خلال 3 اسابيع دولة ذات سيادة. نحن مدينون لأجيال المستقبل بجعل هذه
الارض افضل واقوى واكثر استقلالاً من قبل. سنتمكن من تحقيق هذا الهدف،
بعملنا معاً لهزيمة هؤلاء المخربين في العراق الحر ذو السيادة الكاملة.
|