قالت مصادر عراقية ان قرار حل المليشيات الذي اعلنه اياد علاوي رئيس
الوزراء العراقي اليوم سيشمل تسعة احزاب تشترك في العملية السياسية
وليس بينها جيش المهدي او مسلحي الفلوجة في وقت عبرت عن مخاوف حقيقية
من تجدد القتال في مدينة الفلوجة التي بدأ
المسلحون الملثمون يقومون بنشاطات فيها وفي النجف التي
انتهت الهدنة فيها منتصف
الليلة الماضية ولم يسحب جيش المهدي التابع لرجل الدين
مقتدى الصدر كامل مسلحيه من المدينة.
وتابعت ان الاتفاق على حل المليشيات يشمل مسلحي الاتحاد الوطني
الديمقراطي بزعامة جلال الطالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة
مسعود البارزاني وقوات بدر التابعة للمجلس الاسلامي الاعلى بقيادة عبد
العزيز الحكيم ومسلحي حركة الوفاق بقيادة علاوي والمؤتمر الوطني يزعامة
احمد الجلبي والحزب الشيوعي وامينه العام حميد موسى وحزب الدعوة بقيادة
ابراهيم الجعفري نائب الرئيس العراقي اضافة الى حزب الله الشيعي والحزب
الاسلامي السني .
وقالت ان الاتفاق سيبدأ تنفيذه مطلع
العام المقبل في ادماج المليشيات التي يبلغ تعدادها حوالي 100 الف فرد
بالمؤسسات الامنية والادارات الحكومية فيما سينضم قسم قليل من عناصرها
الى الشركات المتخصصة بالحماية موضحة انه لايشمل جيش المهدي ومسلحي
المنظمات الاخرى التي تقوم بعمليات مسلحة تحت غطاء مقاومة الاحتلال
والتي يعتقد ان القوات الاميركية والعراقية ستقوم بعد تسليم السلطة الى
العراقيين نهاية الشهر الحالي بالقضاء عليها بالقوة اذا لم تلق اسلحتها
.
واشارت المصادر الى ان المقاتلين في الفلوجة السنية (50 كيلوترا غرب
بغداد) بداوا في غياب القوات الاميركية نشاطات مسلحة حيث يجيبون
شوارعها ويراقبون مداخل المدينة وخارجها ملثمين وحاملين لقاذفات
(ار بي جي)
والرشاشات بحجة انهم يستعدون لمواجهة اي هجوم اميركي جديد بعد ان ظهرت
القوات الاميركية في مناطق حظرت الهدنة الموقعة بين الجانبين مطلع
الشهر الماضي الوجود فيها وخاصة عند المدخل الشرقي للمدينة فيما حلقت
مروحيات اميركية في سماء المدينة اليوم للمرة الاولى منذ الاتفاق .
وكان مسلحو الفلوجة بدأوا الاسبوع الماضي
في تطبيق ما يطلقون عليها الشريعة الاسلامية إذا جلدوا عددا من
المواطنين بذريعة عدم التزامهم بتعاليم الشريعه وهو الامر الذي رفضه
الرئيس العراقي غازي الياور ليلة امس واعتبره مخالفا للقانون ومحاولة
لنشر الفوضى في البلاد .
وكانت اشتباكات اندلعت بين مشاة البحرية الاميركية (المارينز)
ومسلحي الفلوجة مساء السبت الماضي في اول انتهاك للهدنة التي سلمت
بموجبها القوات الاميركية الامن في المدينة لقوة عراقية تشكلت من عناصر
من الجيش العراقي القديم بقيادة الضابط في ذلك الجيش اللواء محمد لطيف.
وجرت الاشتباكات بعد ان دخلت مركبات اميركية مدرعة شمال الفلوجة في
انتهاك للهدنة التي تقضي ببقائها خارج المنطقة فيما اصيبت مركبة واحدة
بقذيفة صاروخية.
وخاضت قوات مشاة البحرية الاميركية في نيسان (ابريل) الماضي معارك
شرسة مع المسلحين والارهابيين المتسللين من خارج الحدود العراقية حيث
قتل اكثر من 600 شخص واصيب حوالي الف و300 اخرين .
وعلى صعيد آخراعتبر قائد شرطة النجف غالب الجزائري أن الهدنة الهشة
في مدينة النجف ستنتهي إذا لم يلتزم مقاتلو مقتدى الصدر بشروط الهدنة
وقال (لقد منحناهم مهلة ثلاثة أيام تنتهي
منتصف ليل الاثنين اليوم فإذا لم يسلموا أسلحتهم ويغادروا المدينة
سأجمع 1000 شرطي وإذا لم يمتثلوا سأقضي عليهم).
واضاف إن حوالي ألف من أنصار مقتدى الصدر قتلوا خلال شهرين من
المعارك في مدينتي النجف والكوفة واتهم غالب المستشفيات برفض تقديم
الإحصاءات الحقيقية (بسبب تهديدات جيش
المهدي) مؤكدا أن هويات إيرانية وأفغانية
وسورية عثر عليها مع جثث القتلى من أنصار الصدر.
وتأتي هذه التطورات في وقت تجدد فيه
القتال في مدينة الكوفة قرب النجف اثر اطلاق صواريخ على قاعدة اميركية
قريبم مما ادى الى قصف القوات الاميركية لبعض المواقع في المدينة .
ومن ناحية أخرى أبلغ الرئيسان الكرديان (البارزاني
والطالباني)الرئيس الأمريكي جورج بوش احتجاجهما بالتهديد بالانسحاب من
الحكومة العراقية وحظر ممثليها من دخول كردستان ومقاطعة الانتخابات.
جاء ذلك في رسالة نادرة وجهها الزعيمان الكرديان
الى الرئيس الاميركي جورج بوش وكشف النقاب عنها اليوم عبرا فيها
عن احتجاجهما لرفض واشنطن منح الاكراد واحد من منصبين سياديين وهددا
بالانسحاب من الحكومة الحالية ومنع ممثليها من دخول كردستان ومقاطعة
الانتخابات المقبلة في حالة عدم ادراج نص في قرار مجلس الامن الحالي
يؤكد الالتزام بقانون ادارة الدولة للمرحلة الانتقالية .
وعبرالزعيمان الكرديان عن خيبة امل كبيرة "عندما اطلعنا سفيركم
الخاص بانه لا يحق لكوردي ان يشغل اي من منصبي رئيس الوزراء او رئيس
جمهورية العراق. لقد تم اخبارنا بان هذين المنصبين محتكرة خصيصا لشيعى
عربي و سني عربي على التوالي مع ان العراق وطن يتالف من قوميتين
رئيسيتين العرب والاكراد ويبدو من الصواب ان يحصل العرب على احد
المنصبين (حسب خيارهم ) بينما يحصل الكورد على الاخر".
وطالبا الرئيس بوش بادراج نص في قرار مجلس الامن الحالي يؤكد على
تطبيق قانون ادارة الدولة العراقية المؤقت الذي صدر في اذار (مارس)
الماضي والاعتراف به كقانون ملزم للحكومة الانتقالية قبل وبعد
الانتخابات التي ستجري اخر كانون الثاني (يناير) المقبل نظرا لانه ينص
على الفيدرالية الكريدة ويمنح المحافظات الكردية امتيازات في اتخاذ
موقف من القرارات المصيرية وهددا انه في حالة ابطال العمل به او الغائه
فان حكومة اقليم كردستان ستمتنع عن الاشتراك والمساهمة في الحكومة
المركزية ومؤسساتها ومقاطعة الانتخابات وحظر وجود ممثلي الحكومة
المركزية في كردستان .
وطالب الزعيمان الكرديان من الرئيس بوش في الرسالة التي نشر نصها
موقع حزب البارزاني على الانترنيت فتح قنصلية اميركية في اربيل واعادة
مدخولات برنامج النفط التي استقطعت من ميزانية كردستان العام الماضي
والاعلان صراحة بان المعيار الطائفي والعرقي في اختيار الحكومة
الانتقالية الحالية لن يشكل سابقة في اختيار الحكومات العراقية مستقبلا
.
وذكر البارزاني والطالباني بوش بان قوات البيشمركة التابعة
لحزبيهما قاتلت مع القوات الاميركية لتحرير العراق متكبدة خسائر اكبر
من التي تحملها اي حليف اخر في قوات التحالف مشيرين الى
ان اي جندي اميركي لم يقتل في مناطق كردستان على العكس مما يحصل في
المناطق العربية من العراق واكدا ان شعب كردستان مستمر " في احتضانه
للقيم الاميركية السامية وفي ترحيبه بالجنود الاميركان". |