اعلن الجيش الاميركي السبت انه هزم المليشيات الموالية لرجل الدين
الشيعي مقتدى الصدر في وسط العراق ونفى ان يكون هناك اي هدنة مع رجل
الدين المتشدد.
وصرح الجنرال مارك هيرتلنغ احد كبار قادة الجيش الاميركي المكلف
مسؤولية النجف لوكالة فرانس برس ان "مليشيا مقتدى الصدر هزمت عسكريا.
لقد قتلنا العشرات منهم خلال الاسابيع القليلة الماضية وذلك في النجف
وحدها".
واضاف "خلال الايام القليلة الماضية خسرت مليشيا الصدر الكثير من
حماسها للقتال".
واعلن هيرتلنغ انتصار القوات الاميركية في مدن الكوت والديوانية
وكربلاء وسط العراق والتي شهدت عمليات قتال ضارية خلال الشهرين
الماضيين. وقال "وقد دمرنا كذلك مخازن اسلحتهم وقدراتهم الهجومية".
وكان الصدر اطلق انتفاضة دموية ضد قوات الائتلاف التي تقودها
الولايات المتحدة في مطلع نيسان/ابريل الماضي بعد ان اغلقت سلطة
الائتلاف مجلته واعتقلت احد كبار مساعديه مما ادى الى اندلاع العنف.
واكد الجيش الاميركي مرارا ان الصدر سيمثل امام العدالة لدوره
المزعوم في قتل احد رجال الدين المناوئين له العام الماضي وصدرت مذكرة
اعتقال بحق الصدر.
واوضح هيرتلنغ "لا توجد هدنة بين قوات التحالف والمليشيات (...) لم
نتنازل عن اي شيء للصدر. لقد ابلغناه انه عندما نواجه اي قوات مسلحة
فاننا سنقضي عليها. وقد قمنا بذلك".
وعاد الهدوء الى مدينة النجف في وقت متاخر من امس الجمعة بعد ان
اعلن رئيس المجلس المحلي ان الشرطة العراقية ستقوم بدوريات في المناطق
الحساسة حول العتبات المقدسة وفقا لاحد ضباط الجيش الاميركي.
وقال الكابتن دوغلاس دوكر ان "مجلس محافظة النجف اعلن ان الشرطة
العراقية ستنتشر داخل وحول المناطق الحساسة الماوزرة للعتبات المقدسة.
وستنسحب قوات الائتلاف وتتولى المسؤولية خارج العتبات في النجف والكوفة".
من جهته اعلن مكتب رجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر في النجف
ان الصدر قام بعد ظهر السبت بزيارة المرجع الشيعي الكبير اية الله
السيد علي السيستاني في منزله في النجف.
وافاد بيان صادر عن مكتب الصدر في النجف "زار السيد مقتدى الصدر اية
الله العظمى السيستاني فاستقبله سماحة السيد بحفاوة بالغة وبارك جهوده
التي بذلها خلال الفترة الماضية".
وردا على سؤال لوكالة فرانس برس اكد مكتب السيستاني في النجف خبر
زيارة الصدر للمقر حيث يوجد منزل السيستاني ومكتبه.
وكان مقتدى الصدر وجه انتقادات شديدة الى المراجع الشيعية في خطب
صلاة الجمعة التي كان يؤمها في مسجد الامام علي في الكوفة.
وقال في خطبة الجمعة في 29 ايار/مايو الماضي "يدخل العدو مرة
المدينة (النجف) ويقصفها وانت ساكت. تضرب فيه قبة امير المؤمنين (علي)
وانت ساكت. يدوسون على رؤوس شعبك ليس فقط بالارجل وانت ساكت. فمتى
تتكلم؟".
وتساءل الصدر "هل الخطوط الحمراء تعني مكتب المرجعية فقط؟" في اشارة
غير مباشرة الى اية الله العظمى علي السيستاني الذي حذر قوات التحالف
بعدم تجاوز "الخطوط الحمراء" المتمثلة في المزارات الشيعية.
وقد عاد الهدوء السبت الى مدينة النجف التي استعادت وتيرة الحياة
الطبيعية بعد شهرين من المواجهات بين ميليشيا مقتدى الصدر والقوات
الاميركية.
المصدر: وكالات |