بسم الله الرحمن الرحيم
إنا لله وإنا إليه راجعون
ببالغ الأسى والألم، تلقت مجموعة العمل العراقية، نبأ استشهاد الأخ
الأستاذ عز الدين سليم، رئيس مجلس الحكم الانتقالي لدورته الحالية، على
يد جماعات العنف والإرهاب، التي لا تريد للعراق وأهله خيرا، ساعية،
بجرائمها، إلى إثارة الفتنة الطائفية بأي شكل من الأشكال، والتي وعاها
العراقيون جيدا، فعزموا على إفشال خططهم، بالرغم من فداحة الخطب، وهول
المصاب، وعظم التضحية .
لقد كان الشهيد، الذي صرف عمره في سبيل الدفاع عن قضية الشعب
العراقي ضد النظام الاستبدادي الديكتاتوري الشمولي البائد، مثالا للرجل
المجاهد المسؤول الملتزم المتدين، الحريص على قضيته المقدسة.
كما مثل الشهيد، خط التعقل والاعتدال والعفو والصفح والتسامح،
وباستشهاده، إستهدف المجرمون كل هذه القيم النبيلة التي بأحوج ما يكون
إليها العراق اليوم، وهو يمر بكل هذه الظروف الصعبة والتحديات الكبيرة.
لقد كان الشهيد يتطلع إلى تشكيل حكومة انتقالية، تتعامل مع الأزمات
بعقلية منفتحة، وصدر واسع، لتستوعبها من خلال الحوار الايجابي وقوة
المنطق، والتعامل بمرونة على أساس التفاهم، لتتجاوز بالعراق، المحن
التي يمر بها الآن، بسبب الإرهاب، من جانب، والاستخدام المفرط للقوة من
قبل قوات الاحتلال، التي تنتهك الآن القيم والمقدسات والقوانين الدولية،
كما يحصل حاليا في مدينتي النجف الاشرف وكربلاء المقدسة، أو كما حصل في
سجن (أبو غريب)، والذي يأتي، كل ذلك، في إطار تبني الاحتلال، لمنهجية
العنف، الذي اضر كثيرا بالعملية السياسية الجديدة برمتها، من جانب آخر.
ولقد أثبت الإرهابيون، مرة أخرى، بأنهم لا ينتمون إلا إلى الشر فقط،
باستهدافهم رجالا كالشهيد الحاج عز الدين سليم، الذي لم يأل جهدا، من
اجل تحقيق تطلعات وآمال العراقيين في الحرية والكرامة والمساواة.
لقد أكدت العملية الإرهابية مرة أخرى، وبما لا يدع مجالا للشك، مدى
الفشل الذريع الذي أصيب به الاحتلال، المسؤول الأول عن الملف الأمني،
ما يعني وجوب نقل هذا الملف إلى العراقيين، بأسرع وقت، كما كان يصر على
ذلك الشهيد حتى آخر لحظة قبل استشهاده، على أن لا يتجاوز ذلك، تاريخ
نقل السلطة نهاية حزيران القادم، والذي نأمل أن لا تؤثر عليه سلبا، هذه
العملية الإرهابية الإجرامية .
إن مجموعة العمل العراقية، إذ تدين العمل الإرهابي الإجرامي الذي
أودى بحياة الشهيد الأستاذ سليم وعدد من المواطنين العراقيين، تتقدم
بتعازيها الحارة لأسر الضحايا على وجه الخصوص، والى العراقيين الذين
فقدوا باستشهاده رجلا مضحيا من اجل مبادئه الخلاقة وقيمه النبيلة .
وإنا لله وإنا إليه راجعون
مجموعة العمل العراقية
واشنطن
17 أيار 2004
الموقعون حسب الحروف الأبجدية
1 ــ اورخان كتانة
2 ــ الدكتور جمال البرزنجي
3 ــ صفاء السعداوي
4 ــ طارق الاعظمي
5 ــ الدكتور علي العطار
6 ــ الدكتور علي النقيب
7 ــ الدكتور عثمان علي
8 ــ الدكتور غسان رسام
9 ــ كريم الموسوي
10 ــ نـــزار حيدر |