حذرت المرجعية الدينية في مدينة كربلاء اليوم من تدويل أزمة المدن
المقدسة في العراق وقالت ان بعض القوى تحاول استغلال الاوضاع لأسباب
سياسية وضرب المصالح الاستراتيجية للغرب فيما تجدد القتال في المدينة
اليوم بينما قالت جمعية حقوقية دولية ان العراقيين لايثقون بالولايات
المتحدة لانها لم تستشرهم في القرارات التي اتخذتها بعد دخولها الى
العراق ولم تحقق لهم الامن اضافة الى تعاونها السابق مع نظام صدام حسين
.
ففي بيان له حذرالمرجع الديني آية الله السيد محمد تقي المدرسي من ان
المصالح الاستراتيحية للغرب سوف تتضرر ضرراً بالغا اذا استمرت العمليات
القتالية في المدن المقدسة (حيث يسعى البعض الى تدويل محنتها
والاستفادة منها لاغراضه السياسية بعيداً عن مصالح أهل المدينة وعن
قدسيتها).
وكان زعيم حزب الله اللبناني حسن نصرالله قد حذر امس من ان انتهاك حرمة
الاماكن المقدسة في العراق سيشعل انتفاضة للمسلمين (لايعرف مداها
وتاثيرها الا الله) كما قال فيما تظاهر مئات الايرانيون اليوم امام
مبنى السفارة البريطانية في طهران ورموها بالقنابل الحارقة وحاولوا
اقتحامها مما ادى الى اتخاذ قرار باغلاقها فيما دان البرلمان الايراني
في بيان له ما اسماه بتدنيس قوات الاحتلال للعتبات المقدسة .
وطالب مكتب المدرسي المسلمين في انحاء العالم الى المشاركة في الدفاع
بالطرق السلمية عن المقدسات في العراق وأن يجعلوا من يوم الجمعة المقبل
يوما للتضامن مع المقدسات في العراق والدعاء الى الله سبحانه لانهاء
محنة اهالي كربلاء المقدسة والنجف الأشرف.
واعتبرت المرجعية في البيان: ان الحل الذي توصل اليه مقاتلو جيش المهدي
مع سكان المدينة لاحلال السلام فيها (ورفضه المحتلون) يمكن ان يكون
قاعدة لانهاء المحنة التي ضاق ذرعاً بها أهالي المدينة وحرمت الملايين
من المسلين من زيارة مرقد الامام الحسين (ع) وهوالاتفاق الذي يطالب بان
يتولى أمن مدينة كربلاء أهلها مع قوات من الشرطة وإنهاء كل المظاهر
المسلحة من المدينة المقدسة وضمان حرية الجميع للعمل السياسي من دون
خوف من الملاحقة اضافة الى انشاء صندوق للتعويض عن الأضرارالتي لحقت
بسكان المدينة وبمرافقها الحيوية .
ومن جانب آخر تستمر الاشتباكات بين جيش المهدي والقوات الاميركية اليوم
حين تقدمت دبابات أميركية عبر بوابة بغداد باتجاه مرقد العباس فاندلع
قتال بين الجانبين أدى إلى إلحاق الضرر ببعض المنازل والفنادق وسقوط
قتيل مدني. وأوضح مصدر طبي بأن قتيلا آخر وسبعة جرحى وصلوا إلى مستشفى
الحسين العام بينما شهدت المدينة نشاطا جويا من مقاتلات ومروحيات
اميركية لكنها لم تشارك في القتال.
وتزامنت هذه الاشتباكات مع خروج مئات الأشخاص في تظاهرة بدعوة من عبد
المهدي الكربلائي ممثل المرجع الشيعي آية الله السيد علي السيستاني في
كربلاء للتعبير عن الدعم للمرجعية والمطالبة بخروج كل مظاهر التسلح من
المدينة وكذلك من النجف.
وياتي انهيار الوضع الامني في كربلاء في وقت توقفت الاشتباكات بين
عناصر جيش المهدي والقوات الأميركية المرابطة في مدينة النجف قرب ساحة
ثورة العشرين.
وكان مسلحو جيش المهدي استخدموا ليلة أمس مدافع الهاون وقذائف آر بي جي
في قتال ضار نشب بين الجانبين رد عليه الجانب الأميركي بالمدفعية
والأسلحة الرشاشة.
كما تسود هدنة امدها يومان مدينة الصدر في بغداد بين أنصار مقتدى الصدر
والقوات الاميركية تقضي بعدم دخول الدوريات الأميركية خلال هذين
اليومين إلى المدينة واختفاء المظاهر المسلحة والبحث في الإفراج عن
المعتقلين .
هذا وقد أكد مسؤول عراقي اليوم ان سلطة الائتلاف بقيادة الولايات
المتحدة وافقت على اجراء مفاوضات مباشرة مع مقتدى الصدر الذي كان قد
طالب بها لوضع حد للاشتباكات الدائرة بين انصاره وقوات الائتلاف.
وقال العضو المناوب في مجلس الحكم الانتقالي في العراق جواد البولاني (ابلغتنا
سلطة الائتلاف في رسالة موافقتها على اجراء مفاوضات مباشرة مع مقتدى
الصدر). واضاف (تلقينا الرسالة بالبريد الالكتروني).
واوضح البولاني المناوب عن الشيخ عبد الكريم المحمداوي (ان سلطة
الائتلاف ستسمي خطيا مفاوضين على ان يسمي الصدر خطيا المفاوضين عنه).
واكد ان سلطة الائتلاف اقترحت (قيام هدنة فور بدء المفاوضات على ان
تحتفظ بحقها المشروع في الدفاع عن النفس). ولفت البولاني الى اهمية
الهدنة (لتجري المفاوضات في جو سليم)، على حد قوله.
واكد البولاني على (ضرورة توفير ضمانات لحماية امن ممثلي الصدر) في
المفاوضات. واشار الى ان سلطة الائتلاف اوضحت في الرسالة التي وصلت
بالبريد الالكتروني (ان مجمل المفاوضات السابقة لم تثمر لان المفاوضين
لم ينجحوا باقناع الصدر بحل الميليشيا (جيش المهدي) والاعلان عن
استجابته للمذكرة القضائية) الصادرة في حقه في قضية مقتل رجل الدين
الشيعي عبد المجيد الخوئي. وتتمسك سلطة الائتلاف بهذين الشرطين لحل
الازمة.
في المقابل، اعتبر العضو المناوب في مجلس الحكم ان (الكثير من الامور
ما زالت غير واضحة)، رغم قبول الائتلاف بمفاوضات مباشرة، متسائلا عن
سبب التمسك الاميركي بتنفيذ مذكرة الاعتقال.وقال (ايستحق تنفيذ المذكرة
حياة مئات الاشخاص)، في اشارة الى ضحايا الاشتباكات التي شملت مدنا عدة
خصوصا المدن الشيعية المقدسة. واوضح ان الصدر ابلغ في مفاوضات غير
مباشرة سابقة "استعداده للخضوع للقانون". وشدد البولاني على اهمية "المرونة
في المفاوضات".
وقال (لتكون المفاوضات ناجحة، يجب ان تتم بمرونة والا توضع شروط قبل
البدء بها). |