أدانت المرجعية الدينية في مدينة كربلاء المقدسة
التصعيد العسكري في كربلاء والنجف. وقال المرجع الديني آية الله السيد
محمد تقي المدرسي ان قوات الاحتلال التي تدعي انها سوف تعيد السيادة
الى العراقيين قريباً كان الاحرى بها القبول بأراء المراجع و الحركات و
ممثلي الشعب في طريقة حل مثل هذه الازمات.
وأضاف في بيان صدر اليوم كنا نأمل أن نجد آذاناً
صاغية للنصائح التي قدمها المرجعيات لانهاء الازمة ولكن قوات الاحتلال
صمت دونها مما ينذر بدخول البلاد في سلسلة لا تنتهي من حلقات العنف
الآن و مستقبلاً.
و طالب المرجع المدرسي (قوات الاحتلال بالانسحاب من
المدن المقدسة و السماح لأهل البلاد بتأمين الامن فيها وتعويض
المتضررين ودمج المليشيات في القوات الوطنية والسعي لحل الازمات بطرق
سياسية و ديمقراطية).
وهذا وقد استيقظ سكان مدينتي النجف وكربلاء اليوم
على اثار حرائق وتدمير شملت المحال التجارية والفنادق وبعض الدور
واطلاقات قذائف فارغة في الازقة حول الاماكن المقدسة بينما تسود حالة
من الخوف والترقب اثر وصول اعداد من مسلحي جيش المهدي الى المدينتين من
المحافظات المجاورة لدعم رفاقهم في تصديهم للقوات الاميركية .
وقد بدأ سكان كربلاء يتحركون بحذر شديد حول المناطق
التي تبتعد عن مرقدي الامام الحسين بن علي (ع) واخيه العباس (ع)
الشاخصين في مركز المدينة الذي خلا من حركة المواطنين خاصة بعد اغلاق
المزارين امام الزائرين فيما يسود غضب السكان لاصابة المرقدين برصاص
المتقاتلين الذي الحق اضرارا بالجدران الخارجية لهما .
وللاسبوع الثاني فان المعارك منعت زائري العتبات
المقدسة من الوصول الى المدينة ومن فيها غادرها خاصة الايرانيين الذين
وجدوا انفسهم بين رصاص المقاتلين العراقيين والاميركان والذين لم ينجوا
من القتال الذي قضى على عدد منهم الامر الذي ادى الى ركود اقتصادي في
المدينة التي تعتمد على الزائرين من خارجها في تسيير امورها المعاشية .
ومن المتوقع ان يشتد القتال في المدينة في اي لحظة
خاصة بعد سيطرة جيش المهدي على مقر فوج طواريء الحسين حيث صادرت عناصره
على اسلحته الثقيله والياته فيما هدد قائد الجيش في المدينة حمزة
الطائي بقتل اي رجل شرطة يتعاون مع القوات الاميركية معتبرا هذا انذارا
نهائيا بينما يحتشد مسلحوه الان بكثافة في وسط المدينة التي تحلق
المروحيات في سمائها . وتتمركز قوات اميركية وبولونية في محيط المدينة
وفي منطقة المخيم ومسجدها الذي يعتبر المركز الرئيسي للمسلحين والذي
دمرته الطائرات والمدفعية الاميركية خلال اليومين الماضيين .
ومع تبادل اطلاق نار متقطع منذ ليلة امس فان عددا
من سكان المدينة بداوا بمغادرتها هربا من القتال وخاصة اولئك الذين
يسكنون في وسط المدينة التي يتركز فيها القتال عادة. وقال البريغادير
جنرال مارك هيرتلينغ من ضباط التحالف في العراق إن انصارالصدر عذبوا
عددا من رجال الشرطة بعد أن اختطفوهم في كربلاء حيث تجددت الاشتباكات
بين افراد الشرطة وعناصر من جيش المهدي بعد ان سلمت القوات الاميركية
جامعي العباسية الشرقية و المخيم بعد ان اخلتهما من انصار الصدر
والاسلحة غيران جيش المهدي اعاد الكرة واستولى عليها بعد ان طرد رجال
الشرطة منها تارة اخرى كما ذكرت شبكة اخبار كربلاء .
وتشبه الاوضاع في النجف تلك التي تعيشها كربلاء حيث
خفت حركة المارة والسيارات في الشوارع على أثر سلسلة الاشتباكات التي
هزت أرجاء المدينة لكن الحركة عادت الى مقبرة وادي السلام اكبر مقبرة
للمسلمين الشيعة في العالم التي كانت امس مركز الاشتباكات بين اتباع
الصدر والقوات الاميركية مثلما اوضحت شبكة اخبار النجف . ويتجمع الناس
حاليا بالقرب من صحن الامام علي للاطلاع على اثار الاصابات التي لحقت
بقبة الضريح الذي اصيب باربعة اطلاقات بدت ظاهرة للعيان وهم يعبرون عن
استيائهم لهذا الخرق الواضح للخطوط الحمراء التي حذرت المراجع الشيعية
من الاقتراب منها فيما لم يتوضح بعد الجهة التي كانت وراء اصابة القبة
خاصة مع تبادل الاتهامات بين القوات الاميركية وجيش المهدي اللذين يحمل
كل منهما الاخرمسؤولية الذي حصل .
وبدت اثار الدمار واضحة على ابنية بعض الفنادق
والمحال التجارية التي دمرت واجهاتها نتيجة قذائف الدبابات الامريكية
الموجودة بالقرب من ساحة ثورة العشرين فيما لايلاحظ وجود لعناصر جيش
المهدي الذين يحتشدون في مركز المدينة وخاصة في الازقة المحيطة بالصحن
الحيدري غير آبهين بأرواح الابرياء من أهالي المدينة كما قالت الوكالة
. |