دعا المرجع الديني آية الله السيد علي السيستاني
القوات الاميركية وجيش المهدي التي تخوض قتالاً ضارياً في النجف منذ
ليلة أمس إلى الخروج من المدينة فيما انسحبت الدبابات الأميركية من
محيط ضريح الامام علي (ع) جاء في تصريح لعبد الحميد المهري مساعد
السيستاني في الكويت ان على الطرفين المتقاتلين مغادرة المدينة حفظا
لدماء المسلمين فيها.
ويأتي هذا التطور بعد ساعات من تهديد المرجعية
بإعلان الجهاد في النجف إذا لم تنسحب القوات الاميركية من محيط الاماكن
المقدسة التي تعتبرها خطوطاً حمراء لايمكن تجاوزها برغم تحشد مسلحي جيش
المهدي حولها.
وفشلت الدبابات الأميركية من اقتحام منطقة الصحن
الحيدري بعد أن حاولت الدخول من منطقة المخيم حيث يوجد مقر الصدر
الرئيسي الذي دمرته القوات الاميركية حيث اضطرت الدبابات الى التراجع
بعد ان تصدى لها عناصر بصواريخ ار بي جي برغم مقتل عشرة منهم. وقد طلبت
القوات الاميركية من سكان كربلاء الابتعاد عن مركز المدينة عبر مكبرات
الصوت في حين يتوقع ان تقتحمه هذه القوات حيث يوجد مرقد الامام الحسين
(ع).
هذا وقد بدأ أنصار الصدر في المدن العراقية
باستنفار قواتهم، ففي بغداد دعا عبد الهادي الدراجي ممثل الصدر
أنصاره الى التوجه الى النجف للدفاع عن المقدسات ـ كما قال ـ.
وفي مدينة الناصرية الجنوبية أعلن أوس الخفاجي
مساعد الصدر (الجهاد) في المدينة واعتبرها محرمة على القوات الاميركية
فيما سيطر عناصر من جيش المهدي على مبنى المحافظة ومراكز الشرطة التي
أخلاها مسلحي المهدي الذين بداوا يتنقلون في انحاء المدينة بسيارات
الشرطة.
ونظرا للأحداث الخطيرة في النجف وكربلاء دعا
مراجع الدين الكبار في قم المقدسة الى اجتماع مشترك لكبار المرجعيات في
قم لدراسة الوضع في النجف وكربلاء واتخاذ موقف موحد من التطورات
الأخيرة في النجف الأشرف بالعراق.
وأكد مصدر في الحوزة العلمية في قم أن ممثلين عن
المراجع الدينيين اجتمعوا بالفعل تمهيداً لاجتماع مشترك يضم كبار
المرجعيات الايرانية في سابقة لم تكن مـألوفة الا في الحالات الخطيرة.
واكد أحد ممثلي المراجع في قم أن مثل هذا
الاجتماع ربما لن يعقد بسبب الغموض الذي يسيطر على موقف المرجع الديني
آية الله العظمى السيد علي السيستاني من الانتهاكات الأمريكية لحرمة
مدينة النجف وقدسية ضريح الامام علي (عليه السلام)، ومقبرة وادي السلام
التي تضم قبري النبيين صالح و هود (عليهما السلام).
يذكر ان الحكومة الايرانية تتعرض الى ضغوط شديدة
من متشددين اسلاميين تطالب ايران بالتدخل والتصدي للانتهاكات
الأمريكية.
وقالت مصادر مطلعة إن الرئيس السابق أكبر هاشمي
رفسنجاني الذي يرأس مجمع تشخيص مصلحة النظام أعلى سلطة ترسم السياسات
الاستراتيجية، اقترح على القيادة الايرانية العليا ارسال متطوعين الى
العراق ينفذون عمليات نوعية دفاعا عن النجف، وأن الاقتراح رفض، فيما
المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي سيصدر بيانا
يحدد فيه ملامح الموقف الايراني من تطورات النجف الأشرف. |