اعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري امس
ان وزراء الخارجية العرب المجتمعين في القاهرة سيدينون بشدة التجاوزات
التي ارتكبها جنود التحالف بحق سجناء في العراق. وقال زيباري للصحافيين
في ختام اجتماع في مقر الجامعة العربية ان مشروع القرار فيه ادانة
واضحة وشديدة اللهجة للممارسات بحق المعتقلين العراقيين وما تعرضوا له
من اذلال ومهانة.
كما وجه وزير الخارجية العراقية هوشيار زيباري
انتقادات للاميركيين والبريطانيين هي الاكثر حدة حتى الآن، متهماً
اياهم باتباع نهج ايديولوجي يدفع العراقيون ثمن تطبيقه بدمائهم. واعتبر
ان هذا الاسلوب أدى الى وصول الوضع في بلاده الى درجة بالغة الخطورة.
وأشار الى إن العراق بات ميداناً للصراع بين الاميركيين وأعدائهم الذين
يريدون أن الحاق الاذى بهم.
وقال رئيس الدبلوماسية العراقية في تصريحات
نشرتها أمس صحيفة الاوبزفورالبريطانية إن الوضع خطير جداً. واضاف هدف
المتمردين هو الحاق الهزيمة بالتحالف، ودحر ما يُنظر اليه على انه
استعمار أميركي وبريطاني، ومنعهما من تكرار مشروعهما العراقي في بلد
آخر. وزاد إن هؤلاء يصفون حسابات مع الولايات المتحدة، ويريدون أن
يجعلوا حياتها جحيماً، والعراقيون يدفعون الثمن بدمائهم.
ونسبت الصحيفة التي قالت إن مراسلها التقى
زيباري في مكتبه ببغداد، الى الوزير قوله إن النهج الايديولوجي
الاميركي ـ البريطاني تسبب في وقوع سلسة من الاخطاء الخطيرة. واضافت
إنه أعرب عن رأيه في أن تطبيق الايديولوجية والمعايير الغربية على
الواقع العراقي المعقد والعنيف كانت غلطة كبيرة.
الى ذلك ذكرت الصحيفة نفسها ان الحكومة
البريطانية تواصل مساعيها الرامية الى استصدار قرار لمجلس الامن يضفي
الشرعية على إعادة السيادة المزمعة في 30 يونيو (حزيران) القادم.
واضافت إن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ووزير الدفاع جيف هون
يعتزمان فتح القنوات مع باكستان والهند بهدف حث البلدين على ارسال قوات
الى العراق.
يُشار الى ان مراقبين اعتبروا ان الحرص الاميركي
ـ البريطاني على اسناد دور قوي للمنظمة الدولية في عملية تسليم السيادة
للعراقيين، يعود الى تعقد الورطة التي يعانون منها في العراق. كما رأى
معلقون في طلب النجدة من قوات اسلامية دليلاً جديداً على الضيق الذي
تشعر به الدولتان المحتلتان. يُذكر ان باكستان والهند اعربتا سابقاً عن
استعدادهما للمشاركة في قوات حفظ الامن بالعراق شرط صدور قرار لمجلس
الأمن يحدد معالم المستقبل السياسي هناك. |