هز مدينة كربلاء دوي الانفجارات الصادرة من
قذائف الدبابات والمدافع التي أطلقتها قوات الاحتلال, اثر محاولتها
اقتحام مدينة كربلاء عند الساعة السادسة عصرا من يوم الخميس, حيث
طوقت الارتال العسكرية مركز المدينة وحاولت دخولها من الجهة الغربية
عبر احد الشوارع الرئيسية الأقرب إلى مكتب الشهيد الصدر بعد أن قامت
بالالتفاف من خلال احد الطرق الفرعية الأخرى تحت غطاء ناري كثيف,
الأمر الذي أدى الى سقوط عدد من المدنيين بين جريح وقتيل وتضرر عدد
من المباني والسيارات وغطت سحابة سوداء سماء المدينة عقب اندلاع عدد
من الحرائق اثر القصف العشوائي بعد أن واجهة القوات الأمريكية
مقاومة من قبل أنصار السيد مقتدى, وقد لقي مسلح واحد فقط حتفه اثر
أصابته برصاص قناص أمريكي وجرح خمسة آخرين واستمرت المواجهة لمدة
ثلاث ساعات انسحبت على أثرها قوات الاحتلال خارج المدينة.
الملفت بالأمر إن تكتيك الهجوم على المدينة
وتوقيته اختلف بعد أن كانت جميع محاولات دخولها تكون قبيل
منتصف الليل لخلو الشوارع من المدنين الأمر الذي استاء منه أهالي
المدينة خصوصا إن يوم الخميس هو احد الأيام الذي يشهد توافد الزوار
من داخل وخارج العراق وبشكل كثيف.
وقد شهد صباح اليوم الجمعة توغل عسكري
جديد بالدبابات تساندها مروحيات الاباتشي المقاتلة بغطاء ناري كثيف
في محاولة لقوات الاحتلال الوصول إلى مكتب الشهيد الصدر الذي يقع في
وسط مركز المدينة حيث تعذر علينا الوصول إلى منطقة الاشتباكات لكثافة
النيران .
وفي وقت سابق عاشت مدينة كربلاء مصادمات عنيفة
بين القوات الأمريكية وميليشيا مقتدى الصدر راح ضحيتها العديد من
المواطنين الأبرياء، فبعد أن استعانت قوات الاحتلال بالطائرات
المروحية، استقدمت دباباتها وحاولت الدخول لبعض المناطق في المدينة..
الثلاثاء مساءً ضرب أحد مقرات جيش المهدي
بالطائرات حيث ألحقت به أضرار جسيمة، وصباحاً وبالقرب من حي البلدية
فتحت قوات الاحتلال ودون مبرر، النار على سيارات المواطنين الأبرياء
ودمرت وأحرقت أربع سيارات، ونقل شهود عيان أن جنود الاحتلال اصطحبوا
معهم جثث القتلى المشكوك بانتمائهم لجيش المهدي.
وفي زيارة لمستشفى الحسين(ع) أكد احد
المسؤولين في المستشفى أن عدد المواطنين الذين قتلوا صباح اليوم خمسة
أشخاص بالإضافة إلى أثنين من الجرحى في حالة خطرة.. واضاف المسؤول ان
هذا العدد قابل للزيادة حيث تحتفظ قوات الاحتلال بعدد غير معروف من
جرحى جيش المهدي.
في ذات السياق ألقت قوات الاحتلال
منشورات على مختلف أحياء مدينة كربلاء تهدد فيها بتصعيد قريب وتدعو
جيش المهدي لإخلاء المواقع التي يتحصن بها، الأمر الذي ينذر بسقوط
عدد من القتلى الأبرياء في صفوف المدنيين، سيما وأن المواجهات
المسلحة تدور عادة وسط الأحياء الآهلة بالسكان..
وبعد انسحاب القوات الأمريكية من مدينة كربلاء
نهار الأربعاء توغلت ليلا قوة عسكرية معززة بالدبابات والطائرات
المروحية المقاتلة في أطراف مدينة كربلاء حيث اقتحمت مدينة العاب
ترفيهية تقع إلى غرب المحافظة وقامت بإطلاق النار عشوائيا الأمر الذي
أدى لمقتل اثنين من أفراد الشرطة ومخلفة أضرارا جسيمة في مرافق
المدينة الترفيهية وقد ذكر المواطن جبار على كاظم الذي يسكن بالقرب
منطقة الحادث فيما كنا جالسين في المنزل وعند الساعة الحادية عشر
سمعنا صوت الدبابات الأمريكية وهي تقتحم المدينة الترفيهية يصاحبها
إطلاق نار كثيف بالرشاشات والمدافع مما جعلنا نشعر بحالة من
الفزع حيث هربنا إلى داخل المنزل إلى أن قامت الدبابات باقتحام باب
المنزل لكنهم لم يطلقوا النار علينا بعدها قامت بتمشيط المنطقة حيث
قتل الحراس وهم من حرس المنشئات بعد أن فشلوا من يهربوا علما انه لم
يكن هناك احد من جيش المهدي.
من جانب آخر انفجرت عبوة ناسفة على
الطريق المؤدي إلى ناحية الحر اثر مرور رتل عسكري كان منسحبا من
المواقع التي كان يسيطر عليها مما أدى إلى إعطاب دبابة أمريكية كما
ذكر احد شهود العيان, الجدير بالذكر إن القوات الأمريكية في الليلتين
الماضيتين قامت بدخول المدينة عند منتصف الليل والانسحاب منها فجراً.
|