اكد سماحة المرجع آية الله العظمى السيد محمد
تقي المدرسي (دام ظله الوارف)
استمرار جهود الوساطة لانهاء الازمة المتفاقمة بين السيد مقتدى
الصدر وقوات التحالف، وأوضح سماحته في مؤتمر
صحفي حضره عدد من المراسلين العرب والاجانب ظهر
اليوم الخميس، باننا اتخذنا موقفاً معتدلاً منذ بداية الازمة
وتحركنا باتجاه مدينة النجف الاشرف والعاصمة
بغداد، وقد سمعنا في النجف الأشرف افكاراً
ايجابيةً، ولكن في بغداد لم نجد آذاناً صاغية، وكأنما الاقوياء تصبح
اذانهم ثقيلة وردودهم بطيئة، وتابع سماحته
مؤكداً تفاؤله وقال: ان المفاوضات جارية مع
الطرفين لنزع فتيل الازمة انشاءالله تعالى وفيما يتعلق بالحديث الصاخب
حول قانون اجتثاث البعث ومحاولة التراجع عنه،
اكد سماحته بان تغيير قانون اجتثاث البعث
أسوء من وضعه، وقال موضحاً بأن القانون وضع في ظروف متسرعة، وكنا نأمل
بتشكيل محكمة صالحة تميز بين من هم مجرمين واياديهم ملطخة بدماء
ابناء الشعب العراقي وبين من اجبروا على
الانتماء الى هذا الحزب. وحذر سماحته بان يكون وراء
إعادة النظر في قانون اجتثاث البعث مفاوضات بين شخص الرئيس
المخلوع صدام وقوى كانت لها اعمال عدوانية
ضد الشعب العراقي، وقال سماحته لقد فسر الكثير عملية
التعديل واعادة النظر بمثابة عقاب جماعي تمارسه قوات التحالف
لان الشعب العراقي لم يقبل بسياسات الاحتلال.
وحول امكانية تعديل بعض بنود قانون ادارة الدولة
المؤقت قال سماحته بان القانون هو مؤقت وليس
له شرعية البقاء، واضاف بان هذا هو الذي نطالب، ودعا سماحته قوات
الاحتلال بأن تعد الشعب العراقي باعادة النظر في هذا القانون من
اجل التمكن من نزع فتيل المواجهة في هذه
المرحلة.
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر من مكتب المرجعية
الدينية في كربلاء المقدسه تلي في المؤتمر الصحفي
الذي عقده المرجع الديني اية الله العظمى السيد محمد تقي
المدرسي (دام ظله الوارف)
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله
الطاهرين .
لازلنا متفائلين ونعتقد ان من الممكن ان تغلب
الحكمة، الهوى وبواعث السلام،
عوامل الحرب.
العراق برميل بارود اذا انفجر فلا يبقى الخطر
محدوداً به بل يفجر المنطقة كلها ويؤثر سلباً
على اقتصاد العالم ايضا ، واهل العراق وقوى الاحتلال
مسئولون أن يغلبوا اليوم مصالحهم المستقبلية على المصالح
العاجلة.
لقد كنا نأمل أن تجرى انتخابات سريعة بعد سقوط
بغداد بأشهر لكي يعود الحكم الى الشعب
ويختار من يشاء ولكنهم تعذروا ببعض التبريرات وسمحوا للفوضى
ان تعم البلاد .
بالله عليكم هل الوضع اليوم أفضل من الناحية
الأمنية أم قبل سبعة أشهر حينما طالبنا
بالأنتخابات؟
واقول لكم إن كل يوم يمر يزداد الإحباط والفوضى
في العراق كما تزداد احتمالات تقسيم العراق
الى دويلات بل الى حكم العصابات مثل الصومال ولا ريب
أن أمريكا ذات قوة كبيرة، لكن القوة لا تصلح كل شىء نحن هنا
بحاجة الى الحكمة و ليس الى كبرياء القوة
وغرورها .
و التوصية التي اقدمها تتلخص في الامور التالية:
1- الوعد باعادة
النظر في بعض بنود قانون إدارة الدولة الذي فجر الوضع في
البلاد .
2- تحديد سقف زمنى
قريب للإنتخابات أبعدها ستة أشهر .
3- التعهد بنقل
كامل السيادة الى الشعب العراقي والتفاوض مع كل القوى السياسية
لإشراكها في الدولة الإنتقالية .
4- دمج المليشيات
المسلحة في القوة الوطنية التي تحمي الأمن
في البلاد وتدافع عن العراق امام القوى الطامحة في الخارج.
اننا نرى التخبط في قرارات قوى الاحتلال وبالذات
فيما يتصل بنقل السيادة وإلغاء قانون اجتثاث
البعث فمن جهة أنهم قرروا نقل السيادة الى الشعب ومن
جهة ثانية بدأوا يتحدثون عن تقاسمها معهم وهل السيادة قابلة
للقسمة؟ ثم أنهم ألقوا مسئولية العمليات
العسكرية المعارضة على انصار الرئيس السابق
ثم تفاوضوا معهم وأخرجوا قياداتهم من السجن ووعدوهم بالإعادة الى
مراكز القوة ،فهل يعني ذلك أنهم يخضعون لمن يحاربهم ولمن هو
أقوى؟ أم يعني ذلك انهم يعاقبون الشعب
العراقي عقابا جماعيا لأن الشعب رفض الإحتلال كما رفض حكم
الطاغية، فاخذوا يتعاملون مع جلادي الشعب والمسئولين عن المقابر
الجماعية في الجنوب والشمال وعن استخدام
الأسلحة الكيماوية في حلبجة ضد المدنيين؟ أم
يعني أنهم غيّروا سياسة الإنفتاح على القوى السياسية وآمنوا بما آمن به
صدام من سياسة القبضة الحديدية ؟
أنّى كان الأمر فاننا ننصح كل محبي الأمن
والسلام بدعم مسيرة الديمقراطية الحقيقية في
العراق لأنها سوف تكون أفضل حل لمنع انتشار الإرهاب ولدعم ما يسمونه
بالإصلاح السياسي في الشرق الأوسط الكبير.
9/3/1425
29/4 /2004م
كربلاء المقدسة
محمد تقي المدرسي |