تتنزه عائلات بجانب شلال في منتجع بيحال الكردي
الجبلي حيث لا يوجد ما يذكر الزوار بالعنف المحتدم في الجنوب سوى
مراقبة رجال أمن يرتدون ملابس مدنية.
ويجتذب جمال الطبيعة في الجبال الكردية سياحا من
مختلف أنحاء العراق مع بضعة أجانب يجتذبهم المكان.
الأمن صارم في المكان حتى بالنسبة لمن يقضون
عطلاتهم بعد التفجيرات الانتحارية في أول فبراير شباط حيث سقط أكثر من
100 قتيل في العاصمة الكردية اربيل.
وأُعيد تفتيش سيارة وحيد طاهر (21 سنة) الذي
يزور كردستان لأول مرة منذ سقوط صدام حسين لان سيارته تحمل لوحة مرور
من الموصل.
قال طاهر "أشعر بعدم الارتياح لانني اصطحب زوجتي
وأولادي. تم تفتيشنا عدة مرات. وهذا لا يشجع الناس. اننا فقط نريد
الاسترخاء."
وتتوقع السلطات الكردية تدفق من 200 ألف الى 300
ألف سائح هذا الصيف عدد كبير منهم من بلاد عربية.
قال سابا حسن (40 سنة) الذي يصطحب أولاده السبعة
"هذا ليس أسلوبا جيدا. فتشوا كل أغراضنا. وسألوا الاولاد ما اذا كنت
أبوهم حقيقة.
"لا أعتقد انني سآتي مرة أخرى بسبب الصعوبات عند
نقاط التفتيش. قالوا انه اذا أردنا البقاء فيجب الحصول على تصريح من
مكتب الأمن المحلي."
ويتحتم على مسؤولي الأمن الاكراد ان يكونوا في
حالة تأهب ولكن بدون الإضرار بتدفق السياح.
وتزدحم حركة المرور حيث تقف السيارات عند نقاط
التفتيش بطول الحدود غير الرسمية بين كردستان وبقية العراق. ويجري بدقة
تفتيش السيارات التي تحمل لوحات أجنبية وفحص أوراق أصحابها قبل السماح
لها بالدخول.
قال عثمان أرجوشي مدير الامن العام بالحكومة
الكردية المحلية في اربيل "ليس لدينا خيار سوى تفتيش القادمين الى
اقليمنا. نعرف ان ارهابيين حاولوا عبور حدودنا." أضاف انه يحاول تحسين
الكفاءة قبل ذروة الموسم السياحي.
قال "إجراءات الأمن الصارمة تجعل الارهابيين
يفكرون مرتين قبل القيام بأي عمل ولا أعتقد انه سيكون لها تأثير سلبي.
اذا وقع هجوم يتضرر الجميع."
في العام الماضي كان موسم السياحة فارغا تقريبا
بسبب غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة ولكن هذا العام فان كثيرا من
فنادق اربيل المئة محجوز بالكامل حسبما يقول رئيس مجلس السياحة.
قال ساركاوات رواندوزي رئيس المجلس "لدينا أماكن
سياحية غنية في كردستان. ستتكدس الطرق من اربيل الى الجبال شمالا
بالسيارات هذا الصيف" وأضاف ان الاف السياح سيمضون الموسم في مخيمات
بالريف.
قال "نستقبل عددا قليلا من السياح من تركيا
وايران وايضا أوروبا. ولكنهم مغتربون يصطحبون عائلاتهم. الامن ليس
مشكلة سيئة هنا ولم يقح اطلاق نار واحد (في مناطقنا السياحية) طوال
أكثر من 14 عاما."
وأعرب رواندوزي عن شعوره بالاحباط لان سلطات
الاحتلال بقيادة الولايات المتحدة لا تشجع المشروعات السياحية.
قال "السياحة قد تكون مثل النفط في هذه المنطقة."
وأشار الى ان السلطات الكردية تعتمد على استثمارات خاصة لتمويل مشروعات
سياحية جديدة.
وأسهمت شركات أجنبية في بناء عدة فنادق فخمة
ورغم مشروعات مثل بناء قرية سياحية فخمة بفنادق ممتازة وملاعب جولف
ومركز للتسوق ومطاعم وكلها تتكلف 20 مليون دولار فان الاستثمارات لا
تزال قليلة.
قال رواندوزي "نحاول دائما اجتذاب السياح من دول
أخرى. ولكن (حاكم العراق الامريكي) بول بريمر لا يفكر الا في النفط.
مئات من شركات التشييد تأتي الى العراق ولكنهم لا يفكرون في السياحة
اطلاقا."
وقضاء عطلة في
كردستان تقليد راسخ لكثير من العراقيين.
قال غيث مصطفى (53 سنة) وهو زائر منتظم لكردستان
"لا يوجد أمان في بغداد. ولذلك الابتعاد عنها في عطلة شيء رائع." (رويترز)
|