شهد العراق أحداثاً دامية استهدفت الأبرياء في
البصرة راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح حين أطلقت صواريخ موجهة
على ثلاثة مراكز للشرطة، بعد أن تم تفجير ثلاث سيارات مفخخة، وهو
تكتيك استخدمه المنفذون لإيقاع أكبر عدد من الضحايا بين السكان.
ومما زاد في عدد القتلى هو مرور سيارة محملة
بأطفال إحدى الرياض بالقرب من أحد الأمكنة التي استهدفت، الأمر الذي
أدى إلى وفاة جميع الأطفال الذين كانوا في السيارة.
هذه العملية لاقت استياء من أهالي المدينة
الذين وجهوا أصابع الاتهام إلى تنظيم القاعدة الذي نفذ عمليات مماثلة
في كربلاء والنجف خلال الأشهر الماضية.
بعض أبناء المدينة علق على التفجيرات الأخيرة
بالقول: ( أنهم يعاقبون أهل البصرة.. أرادونا أن نصعد الموقف ضد
القوات الدولية في الأيام القليلة الماضية، ولكن فطنة رجال الشرطة
والمسؤولين في المدينة، وحرص أهل البصرة على أمن مدينتهم أفشل مخططات
القاعدة وبقايا النظام البائد..لذلك استهدفونا).
بينما أضاف آخر مؤيداً ما جاء على لسان رفيقه:
( هل فكرت لماذا قُصف سجن أبي غريب؟... إنه يضم سجناء عراقيين فلماذا
يقصف؟
الأمر يعود إلى مسألة حساسة جداً ففي هذا
السجن مجموعة من الإرهابيين الذين ألقي القبض عليهم مؤخراً، والذين
يوجهون قذائفهم للسجناء هم من رفاقهم يريدون أن يميتوهم كي يتخلصوا
من الملاحقة... إنهم يخشون أن يعترفوا عليهم)!!
وسواء صحت تلك الأقوال والتحليلات أم لا فإن
الحقيقة الوحيدة هي أن العراقيين يدفعون الثمن من أرواحهم وأمنهم
واستقرارهم، ومما يخشى هو أن تتصاعد العمليات ضد الأبرياء لتغرق
البلاد في فوضى قاتلة تعيد إلى الأذهان ما فعلته القوى السلفية
والمتشددة بأفغانستان، سيما وأن هناك آلة قتل تدار بدم بارد يقول
العراقيون أن المسؤولين عن أزرار الموت فيها هم مجاميع من بقايا
النظام ومجموعات سلفية قدمت للعراق لتصفية حساباتها مع الولايات
المتحدة الأمريكية.
المواجهات المسلحة في المدن العراقية خلال
الأيام الماضية قادت الأحداث باتجاه التصعيد بين القوات الدولية وبعض
الميليشات المسلحة، غير أن التفجيرات التي وقعت في البصرة وربما تلك
التي ستقع في مدن عراقية أخرى واستهدفت مراكز الشرطة العراقية
والسكان المدنيين أعادت إلى الأذهان تهديدات الزرقاوي وتنظيم القاعدة
وهو ما يدعو العراقيين إلى إعادة ترتيب أولويات الأعداء الذين
يحاولون خلط الأوراق في العراق، سيما أن هناك شائعات تتردد في بعض
الأوساط العراقية تكشف النقاب عن نشاط واضح لبقايا أجهزة السلطة
العراقية السابقة تحاول من خلاله إعادة تنظيم نفسها والاستفادة من
الأوضاع الحالية من خلال رفع شعارات إسلامية والانضواء تحت تيارات
إسلامية معروفة.
ويضيف بعض العراقيين إلى هذه الشائعات القول
أن عمليات القتل التي طالت بعض رجال الأمن والبعثيين السابقين ترجع
أسبابها إلى أن هؤلاء رفضوا التعاون مع جهات بعثية تنشط في المدن
العراقية بغية القيام بعملية إعادة تنظيم لخلايا من بقايا السلطة
السابقة.
|