يشعر سكان مدينة النجف العراقية بالخوف والغضب
ويشكون من أن أرواحهم معرضة للخطر والاقتصاد يعاني..
ويجد سكان النجف أنفسهم وسط مواجهة بين القوات
الامريكية والمسلحين الشيعة مما دفع معظم المتاجر لاغلاق أبوابها كما
اكتظت الشوارع المحيطة بالمزارات في المدينة بالمسلحين الذين يحملون
منصات اطلاق قذائف بدلا من الشيعة العاديين الذين يتدفقون على مزارات
المدينة.
يقول أنصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الذين
بدأوا مواجهات ضد الاحتلال الاجنبي بقيادة الولايات المتحدة للعراق
الشهر الحالي ان الكيان الشيعي الدين في العراق والمتمركز في النجف
يساند المسلحين في صراعهم.
وقال قيس الخزعلي المتحدث باسم الصدر ان هناك
ادراك بأن أي هجوم من الامريكيين على مدينة النجف سيكون بمثابة ساعة
الصفر لانطلاق الثورة في شتى أنحاء العراق مضيفا ان موقف السلطات
الدينية فيما يتعلق بتزويد أنصار الصدر بالمساندة المعنوية واضح للغاية.
ولكن ممثلين عن زعامات الشيعة الرئيسيين الاربعة
في العراق نأوا بأنفسهم عن المواجهات التي يقوم بها جيش المهدي التابع
للصدر.
وقال متحدث باسم اية الله العظمى اسحق الفياض ان
مقتدى الصدر لم يتشاور مع السلطة الدينية عندما بدأ هذه الازمة أو
عندما شكل جيش المهدي وانه من الواضح انه يحاول جذب السلطة الدينية الى
المواجهة.
ويخشى الزعماء الدينيون ايضا ان تؤجل المواجهة
التسليم المعتزم للسيادة لحكومة عراقية في 30 يونيو حزيران. والشيعة
الذين يمثلون أغلبية السكان في العراق والذين قمعهم الرئيس العراقي
السابق صدام حسين لعقود حريصون على القيام بدور في حكومة البلاد.
وقال علي بشير النجفي المتحدث باسم اية الله
العظمى بشير النجفي ان الشيعة والسلطة الدينية ليسوا مستعدين لتحمل
مسؤولية بقاء الاحتلال بعد 30 يونيو.
وأغلب أعضاء جيش المهدي من الشبان العاطلين من
الاحياء الفقيرة للشيعة في بغداد او من مناطق الشيعة الفقيرة في جنوب
العراق. وينظر كثير من سكان النجف لتواجدهم بحذر وخوف من وقوع عمليات
اراقة دماء.
وقال رجل الاعمال المحلي جاسم حسين "من قبل كنا
نخشى الشرطة السرية لصدام. لم نكن نجرؤ أن نقول أي شيء لانهم كانوا في
كل مكان. والان هؤلاء المسلحون يفعلون نفس الشيء اذ بامكانهم الحضور
الى هنا واعتقالي ولا يمكن لاحد ايقافهم."
ويخشى بعض الشيعة أنه اذا لم يجر التوصل لحل
سلمي فان المواجهات التي يقوم بها أنصار الصدر لن تؤدي فقط الى مزيد من
الاشتباكات مع قوات الاحتلال وانما الى نزاع ضار ايضا بين الشيعة.
وقال عدنان السعدي وهو مسؤول كبير بحزب الدعوة
الشيعي "ان لم تحل الامور سلميا فقد يؤدي ذلك الى انفجار داخلي."
وفي الوقت الذي يحضر فيه بعض السكان الى مكاتب
الصدر في النجف للاعراب عن مساندتهم يسأل اخرون عن مصير أقاربهم الذين
يحتجزهم المسلحون.
ويجلس جعفر صادق وهو شاب في العشرينات من العمر
خارج مكاتب الصدر منذ يومين على أمل معرفة مصير شقيقه وهو شرطي في
الكوفة القريبة واعتقل الاسبوع الماضي.
وقال صادق لمسلحين عند احد المكاتب "فقط أبلغوني
ما حدث له. ان كان على قيد الحياة أفرجوا عنه واذا قتلتوه اعيدوا لنا
جثمانه. حتى صدام كان معتادا على اعادة الجثث
وقد طالب علماء الحوزة العلمية في النجف في بيان
اصدروه مؤخرا (جيش المهدي الذي يقوده مقتدي الصدر) بقتال القوات
الاميركية خارج مدينة النجف وذلك تحاشيا لسفك دماء الابرياء. وناشد
البيان الذي وقعه لفيف من علماء الحوزة العلمية في النجف جيش المهدي،
انتهاج الطرق السلمية وعدم اللجوء الى العنف مهما كانت الدواعي.
واستطرد البيان بالقول اما لو رفضتم نصيحتنا وقررتم المواجهة فاخرجوا
خارج النجف وقاوموا المحتل هناك حيث لا بشر ولا بناء كي لا تحملوا
غيركم نتيجة قراركم المحكوم عليه بالفشل. وفيما يلي نص البيان الذي حمل
عنوان نداء الى قيادة قوات التحالف وجيش الامام المهدي.
تدعو الحوزة العلمية قوات الاحتلال التي تحاصر
النجف الاشرف الان الى عدم اقتحامها مطلقا. كما تجد نفسها ملزمة بتأكيد
طلبها الحثيث من جيش المهدي ان لا يعرض مدينة النجف المهددة اليوم
بالاجتياح بسببهم وكذلك كربلاء لهجوم قوات الاحتلال لاي سبب كان.
لقد كفى النجف ما قدمت من شهداء على مدى العقود
الماضية ومنها اجتياحها من قبل صدام عام 1991 ما ادى الى استشهاد عشرات
الالاف من ابنائها رجالا ونساء واطفالا ودفن العديد منهم احياء اضافة
الى هدم دورها ونشر المقابر الجماعية على طول ارض النجف وعرضها.
وما كادت النجف لتستريح من عنت الطاغية وتنكيله
بها وبأهلها من العلماء والصالحين حتى هاجمها الارهابيون من اتباع
الزرقاوي وفلول صدام بسياراتهم المفخخة فقتلوا شهيد محرابها واسقطوا
المئات من مصليها على باب الامام علي بن ابي طالب (ع) بين قتيل ممزق
وجريح.
ولذا فان الحوزة العلمية تدعو جيش المهدي الى
انتهاج الطرق السلمية وعدم اللجوء الى العنف مهما كانت الدواعي، فان
حرم الامام علي (ع) اعز من كل عزيز كما ان حرمة دم المسلم معلومة. لقد
بقيت لعنة التاريخ تطارد صدام يوم اقتحم النجف وكربلاء فلا تتسببوا
انتم باقتحامها ثانية.
ان تخريب صدام لمدنكم وسط العراق وجنوبه يدعوكم
لان ترفعوا اصواتكم عاليا مطالبين بحقوقكم المهدورة وهذا من حقكم بل من
واجبنا وواجبكم، فاجهروا بأنكم لم تعودوا بعد اليوم مواطنين من الدرجة
الثانية ولم تعد مدنكم مدنا مهمشة خربة رغم انكم الاكثرية المقهورة.
لقد وصلت رسالتكم وعليكم الان وضع سلاحكم
والمطالبة بجواب لرسالتكم بوسائل حضارية وبحكمة سماحة المرجع الاعلى
السيد السيستاني (دام ظله) وبقية مراجعكم ستحصلون عليها.
ان سلامة النجف اليوم امانة باعناقكم فلا
تتسببوا بسفك الدم الحرام في حرم الامام علي (ع).
اما لو رفضتم نصيحتنا وقررتم المواجهة فاخرجوا
خارج النجف وقاوموا المحتل هناك حيث لا بشر ولا بناء كي لا تحملوا
غيركم نتيجة قراركم المحكوم عليه بالفشل مقدما لعدم تكافؤ القوتين.
المصدر: وكالات |