فتح سقوط النظام القمعي في بغداد امام الكثير من
القوى العراقية والمؤسسات الثقافية الباب امام العمل الجاد نحو بناء
ثقافة حيوية جديدة في عراق يراد له ان يكون جديدا بعيدا عن القمع
والدكتاتورية والعنف.
وقد تحركت مجموعة من هذه المؤسسات الثقافية
والخيرية التي تستمد توجهاتها من افكار ومبادئ الامام الراحل السيد
محمد الشيرازي (قدس سره)، والمرجع الديني الكبير السيد صادق الشيرازي،
للعمل من اجل بناء واعمار عراق جديد يرفل بالخير والبركة والاستقرار
والحرية والتعددية والسلام، وقد كان على عاتق هذه المؤسسات القيام بدور
ثقافي خيري بحت لنشر الافكار الايجابية عبر نشر الكتب الهادفة والمجلات
التثقيفية، وتقديم المساعدة والخدمة الاجتماعية والانسانية للشعب
العراقي. وعلى الرغم من وجود الكثير من المصاعب والعقبات في عراق غارق
بالتخلف والدمار الذي خلفه نظام الطغيان، فأن هذه المؤسسات استطاعت ان
تقوم بدور حيوي في خدمة الشعب العراقي لإيمانها بالاهداف الانسانية
والدينية والثقافية التي تحملها.
لكن مجموعة هذه المؤسسات تعرضت مؤخرا الى حادث
تخريبي ادى الى دمار الكثير من ممتلكاتها وتجهيزاتها بالاضافة الى دمار
المبنى الذي تقيم فيه دمارا شبه كامل، والصور المعروضة في التقرير تبين
حجم الدمار الذي تعرضت اليه.
وقد جاء هذا الدمار نتيجة للقتال العنيف الذي
دار بين انصار الصدر وقوات الاحتلال في مدينة كربلاء المقدسة.
ويشمل هذا المبنى الثقافي الخيري مجموعة مؤسسات
نستعرضها على الشكل التالي:
1- مؤسسة المعصومين: وهي مؤسسة خيرية خدمية تقوم
برعاية كاملة للمئات من الايتام الذين فقدوا آباؤهم نتيجة لقمع نظام
الطاغية في العراق.
2- مجلة النبأ: وهي مجلة ثقافية تهدف الى نشر
الافكار الحيوية المعاصرة استنادا الى مبادئ الحرية والتعددية والشورى
والللاعنف.
3- مركز المستقبل للدرسات والبحوث: وهو مركز
اكاديمي اسس حديثا يهدف الى تقديم دراسات وابحاث من اجل تحقيق التنمية
والتطوير في العراق والعالم الاسلامي.
4- مركز الامام الشيرازي للدراسات والبحوث: مركز
يهدف الى دراسة افكار الامام الشيرازي (قدس سره).
5- مجلة عفاف: وهي مجلة معاصرة تخاطب الفتاة
المسلمة وتنشد الى نشر الثقافة الملتزمة والاخلاق الحميدة.
6- مجلة بشرى: وهي مجلة تخاطب المرأة المسلمة
والدفاع عن حقوقها ونشر الثقافة والوعي في اوساطها.
وتدير هذه المؤسسات بالاضافة الى اعمالها التي
ذكرناها مجموعة من المواقع الجادة على الانترنت التي اخذت بونا واسعا
في الانتشار.
واليوم وقد تعرضت هذه المؤسسات الى الدمار فانها
قد فقدت مجموعة من اجهزة الكمبيوتر التي كانت تحوي على معلومات تمثل
جهد عدة سنوات من العمل الجاد، وقد تعرضت هذه الاجهزة للدمار والتخريب
الكامل.
والصور المنشورة توضح ان المؤسسات هذه تعرضت الى
اطلاق نار كثيف بمختلف الاسلحة الخفيفة والثقيلة أدت
الى اشعال حريق كبير فيها، وقد منعت قوات الاحتلال من اطفاء هذا الحريق
واطلقت النار على سيارة الاطفاء التي كانت تحاول اطفاء الحريق.
ونتيجة لهذا الدمار فقد توقف العمل في هذا
المبنى لعدم صلاحيته، لكن العاملين في هذه المؤسسات عزموا على تجاوز
هذه العقبات والاستمرار في تأدية واجبهم الانساني والديني، فالطريق
طويل نحو تحقيق الهدف الكبير في بناء عراق مستقر وحر ومزدهر.
والجدير بالذكر ان هذه المؤسسات تتعرض للمرة
الثانية لهذا الحادث التخريبي، فقد تعرضت الى حادث سابق نتيجة الى
انفجار سيارة مفخخة امام مبنى محافظة كربلاء ادى الى تحطم كافة زجاج
المبنى.

















 |