قال أعضاء في مجلس الحكم في العراق يوم الاحد ان
أعضاء اقترحوا على الولايات المتحدة ان تبحث أمر ابرام اتفاق لانهاء
انتفاضة الشيعة بالموافقة على عدم اعتقال الزعيم الشيعي مقتدى الصدر.
وأضافوا أن رئيس الادارة المدنية الامريكية في
العراق بول بريمر يبدو متقبلا للاقتراح الذي سيترك للعراقيين البت في
قرار اعتقال الصدر. وأصدر قاض عراقي أمر اعتقال للصدر فيما يتعلق بمقتل
زعيم شيعي اخر في مدينة النجف في العام الماضي.
وذكر مسؤول في الادارة التي تقودها الولايات
المتحدة في العراق أن قوات التحالف يمكنها ان تقبل اقتراحات حول كيفية
حل الازمة لكن الهدف الامريكي العام المتعلق باعتقال الصدر وانزال
الهزيمة بالمقاتلين لم يتغير.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "مقتدى
الصدر له مطلق الحرية في تسليم نفسه سلميا اذا كان يريد. سيتعين اتخاذ
مزيد من الاجراءات ضده ان لم يفعل هذا."
ويقول مسؤولون عسكريون أمريكيون انهم سيقضون على
ميليشيا الصدر. واستعاد الجنود الامريكيون السيطرة على بلدة الكوت التي
كان أنصار الصدر قد سيطروا عليها.
ويقول الصدر انه ليست له علاقة بقتل الزعيم
الشيعي السيد عبد المجيد الخوئي ابن اية الله عبد القاسم الخوئي عند
ضريح الامام علي في النجف العام الماضي.
وأثار هذا الحادث الذي وقع عند أهم مزارات
الشيعة مخاوف من احتمال حدوث انقسامات شديدة بين القيادات الشيعية في
البلاد.
ويقول مسؤولون أمريكيون ان أمر اعتقال صدر ضد
الصدر منذ شهور لكن لم يعلن عنه الا بعد أن اشتبك أتباعه مع قوات
الاحتلال التي تقودها الولايات المتحدة في الاسبوع الماضي.
وقال عدنان علي المتحدث باسم حزب الدعوة الشيعي
الممثل في مجلس الحكم ان مسؤولين أمريكيين خففوا بشكل غير رسمي من حدة
موقفهم فيما يتعلق باعتقال الصدر وانه من المتوقع التوصل الى اتفاق
خلال الايام القليلة القادمة.
ومضى يقول ان هذا الاتفاق سيشمل تسريح الصدر
للميليشيا التابعة له والتي تطلق على نفسها اسم جيش المهدي ومغادرة
المنشأة العامة التي احتلها اضافة الى ضمانات امريكية بعدم ايذائه.
وأردف قائلا ان العراقيين هم الذين سيتعاملون مع
الاجراءات القانونية التي قد تتخذ ضده.
لكن أعضاء اخرين في المجلس كانوا أقل تفاؤلا
بقولهم ان الصدر يفتقر الى المصداقية اللازمة للالتزام باتفاق وقد
يتنهي الحال بأن تقتحم القوات الامريكية مدينة النجف التي يعتقد أنه
موجود بها مما سيسفر لا محالة عن سقوط ابرياء قتلى.
وقال مساعد لمحمد بحر العلوم وهو رجل دين بارز
في المجلس ان أيا من أعضاء مجلس الحكم في العراق لم يلتق مع الصدر
شخصيا منذ اندلاع الانتفاضة مشيرا الى أن عدم وجود موقف شيعي موحد يجعل
التفاوض معه بشان اتفاق صعبا.
ويجري بحر العلوم لقاءات مع زعماء شيعة اخرين
وأعضاء شيعة في مجلس الحكم بهدف التوصل الى موقف موحد من شأنه أن يحسن
قدرة المجلس على التعامل مع الازمة.
وفي بيان صدر بعد هذه اللقاءات ناشد بحر العلوم
واشنطن منح ساسة ورجال الدين العراقيين فرصة للتوصل الى حل مع الصدر من
خلال التفاوض.
وقال انه لا بد من منحهم فرصة لتجنب مزيد من
الدمار والخسائر في الارواح.
وقال مساعد بحر العلوم ان المؤسسة الدينية
والسياسية في العراق سيتعين عليها أن تقدم ضمانات لواشنطن ان الصدر لن
يواصل ممارسة العنف.
وأضاف المساعد انه ليس متأكدا من امكانية هذا
مشيرا الى ان الصدر تعهد قبلا بعدم اللجوء الى العنف ولم يلتزم.
لكنه قال ان الوضع ربما يكون في طريقه للهدوء
مشيرا الى ان موقف أسرة الخوئي شجعهم.
ونقلت صحيفة الشرق الاوسط ومقرها لندن يوم الأحد
عن أحد أقارب الخوئي قوله ان أسرته تريد أن يتولى العراقيون وحدهم
مسألة مقاضاة القتلة.
من جهته قال نصير الجادرجي عضو بمجلس الحكم في
العراق يوم السبت ان عدة اعضاء في المجلس يتفاوضون مع الزعيم الشيعي
مقتدى الصدر بغية وضع نهاية لانتفاضة الشيعة في وسط وجنوب البلاد.
وامتنع الجادرجي عن اعطاء تفاصيل حول المحادثات
لكنه قال ان اتفاقا يجب ان يتضمن نبذ الصدر للعنف والتزام من جانب
السلطات بتحسين الاوضاع في مناطق انصاره.
وقال الجادرجي لرويترز انهم على اتصال مباشر مع
الصدر مشيرا الى انهم يشهدون بالفعل هدوءا في مدينة الصدر وان الوضع في
مدينة النجف يشجعهم مع قرب موعد احتفال ديني كبير. وتحل يوم الاثنين
ذكرى اربعينية الامام الحسين.
وقال الجادرجي ان الاعضاء الشيعة في مجلس الحكم
المكون من 25 عضوا يتحدثون مع الصدر.
وقال قيس الخزعلي احد مساعدي الصدر ان الزعيم
الشيعي مستعد لبدء محادثات سلام اذا ما غادرت القوات الاجنبية النجف
واطلقت سراح انصاره المحتجزين وانهت حصار مدينة الفلوجة السنية.
وقال الجادرجي ان الصدر يمكن ان يحقق جزءا من
اهدافه ويحفظ سمعته كسليل اسرة دينية تحظى بالاحترام إذا ما نبذ العنف
واذا ما اختارت سلطات الاحتلال التي تقودها الولايات المتحدة عدم تنفيذ
امر اعتقال صادر ضده.
ويعتقد ان عملاء لنظام الرئيس العراقي السابق
صدام حسين قتلوا اية الله محمد صادق الصدر والد الزعيم الشيعي مقتدى
الصدر في التسعينات مع اثنين من ابنائه.
وقال نصير الجادرجي وهو سني ان مقتدى الصدر له
مكانته في العراق لكن لا يمكن السماح له بتحقيق اهدافه السياسية من
خلال العنف.
واضاف ان اعضاء مجلس الحكم في العراق ابلغوا
الصدر بهذا وانهم في الوقت نفسه اقروا بان تحسين مستويات المعيشة في
جنوب البلاد مطلب مشروع.
ويلقى تصور الصدر للاسلام القومي قبولا اساسا
بين شبان الشيعة الفقراء الذين نشأوا في ظل عقوبات اقتصادية معوقة وقمع
من جانب الحكومة البعثية السابقة.
وتعهدت واشنطن بالقضاء على ميليشيا الصدر
واعتقاله فيما يتعلق بمقتل زعيم شيعي آخر في النجف في العام الماضي.
ويقول المسؤولون الامريكيون ان امر اعتقال الصدر
صدر قبل اشهر لكنه لم يعلن الا بعد ان اشتبك انصاره الاسبوع الماضي مع
القوات بقيادة الولايات المتحدة.
المصدر: وكالات |