بدأت كربلاء تستعيد قليلا من عافيتها... بعد أن
شهدت الايام الماضية احداثا دامية خلال القتال العنيفالذي جرى بين
انصار الصدر وقوات التحالف وادى الى مقتل العديد من العراقيين والزوار
الايرانيين وجنود قوات الاحتلال بالاضافة الى جرح العشرات.
وقد اقبل الزوار بكثرة على زيارة الامام الحسين
بن علي عليه السلام في يوم الاربعين خصوصا بعد إعلان وقف إطلاق النار
بين الجانبين المتقاتلين وإن كانت هذه الهدنة هدنة شفوية ومحددة ليومين
فقط لم تخلو من بعض المناوشات..
وقد سارت الجموع الغفيرة في مواكب عزاء حاشدة
نحو حرم الامام الحسين واخيه العباس عليهما السلام احياءا لمراسم
الزيارة الأربعينية للإمام الحسين (ع).
حيث استمر عشرات الألوف من الزائرين الذين قدموا
من مختلف أنحاء العراق وبعض الدول الأجنبية غير آبهين بالمخاطر
المحفوفة بهم... وقد برز في الانظار بعض المواكب القادمة من المناطق
السنية كمحافظة صلاح الدين والدور وغيرها، وهم يرددون عبارات التضحية
والفداء للإمام الحسين (ع) وتحديهم للاخطار المحتملة دون ان يأثر ذلك
على إكمالهم مراسم الزيارة.
التقينا بعدد من المواطنين لاستبيان آرائهم حول
الأحداث الجارية في العراق وسألنا السيد حامد الخفاجي وهو زائر من
محافظة البصرة حيث اجابنا قائلاً: أنا لست من مقلدي السيد الصدر ولكني
كعراقي أقولها بكل تحدي لكل قوة ظالمة في العراق وعلى رأسهم أمريكا إن
الشعب العراقي لا يشبه الشعوب الأخرى ويعلم كل ما تخطط له أمريكا من
إثارة من اجل اغراقه في معركة يظن أنه المنتصر فيها ولكن سيكون النصر
حليف العراقيين الذين سيهبون لسحق المعتدي بغض النظر عن انتمائهم
السياسي والمذهبي.
وقال السيد محمد الغريب: نحن على خط سيد الشهداء
الحسين (ع) ونقولها بملأ أفواهنا وفوهات بنادقنا لا للاستعمار لا
للاستكبار لا لأمريكا وكل من يناصرها.
ومن الرأي الآخر قالت العلوية بتول: أنا ضد كل
عمل يؤدي إلى العنف.
وأما السيد علي الجزار رئيس قبائل بني خالد
عندما سألناه رفض أن يرد وقال نحن الآن على (المحك) ورفض أن نصوره.
ويبقى العراقيين ينتظرون بخوف وحذر وقلق
المستقبل الذي قد يحمل في حقيبته الكثير من الالغام والمشكلات، لكن
الامل الكبير الذي يحملونه نحو حياة جديدة حرة هو الذي يغذيهم بالطاقة
اللازمة للاستمرار والصمود.








 |