بوساطة عدة اطراف منها مكتب سماحة السيد محمد
تقي المدرسي تم عقد اتفاق هدنة بين جيش المهدي وقوات الاحتلال، ففي
منتصف ليلة أمس قبل الشيخ حمزة الطائي بوقف إطلاق النار المشروط لمدة
يومين لإكمال مراسم زيارة الامام الحسين بن علي عليه السلام في ذكرى
مرور اربعين يوما على استشهاده في كربلاء.
فقد شهدت زيارة الاربعين هذا رحيل الكثير من
المواكب الحسينية ورجوعها الى مدنها الاصلية، وكذلك احجام آخرين عن
المجيء نتيجة لحرب الشوارع التي تشهدها مدينة كربلاء منذ خمسة ايام بين
انصار جيش المهدي وقوات الاحتلال.
وقد كانت شروط الهدنة على الشكل التالي:
عدم تعرض قوات الاحتلال لقطعات جيش المهدي
المنتشرة في المدينة.
عدم تنقل القوات المحتلة فيما بينها.
وقد قبل الشيخ حمزة الطائي الموافقة على التفاوض
مع القوات المحتلة بوساطة بعض الحوزات والحركات السياسية في المدينة
متوعداً القوات المحتلة بمزيداً من الخسائر إذا لم يستجيبوا لهذه
المفاوضات.
ولكن الليلة الماضية لم تمر بسلام فقد تعرضت
القوات البولندية المقيمة في مبنى المحافظة لهجوم بصواريخ RBG المضادة
للدروع في الساعة الرابعة صباحاً. وقد اعلن أعلن الشيخ حمزة الطائي
تعليقا على هذا الامر عن عدم مسؤولية جيش المهدي عن هذا الهجوم.
من جهتها أعلنت بعض المجاميع المسلحة المنضوية
تحت اسماء بعض الأحزاب والتكتلات الوطنية والشعبية عدم التزامها بهذه
الهدنة مهددة بتصعيد الهجمات ضد قوات الائتلاف داخل المدينة.
والجدير بالذكر ان فئات اخرى انضوت تحت هذا
القتال باسماء مختلفة مستغلة اسم جيش المهدي وانصار الصدر في الحرب
الدائرة مما يدل على وجود جهات تعمل من خلف الكواليس لتأجيج الحرب
وتوريط الشيعة في قتال استنزافي مع قوات الاحتلال.
وذكر خبراء في تحليلهم للانفجار المفاجيء للوضع
في العراق ان هناك جهات مختلفة استغلت الاخطاء الامريكية الكثيرة
والكبيرة في تفجير حرب استنزافية شعواء مع الشيعة الذين يشكلون
الاكثرية، وذلك لتحقيق مكاسب سياسية تتجنب مطالبات الاكثرية في
الاستحقاق القادم المتمثل في موعد نقل السيادة وتشكيل الحكومة المؤقتة
ورئاستها.
وكانت الحصيلة النهائية لخسائر الطرفين نتيجة
المواجهات المسلحة في مدينة مقتل أكثر من عشرة جنود بولنديين وجرح 8
وتدمير 6 آليات عسكرية من مدرعة وناقلة جند.
ومقتل أكثر من 28 عراقي أغلبهم من المدنيين
ومصرع خمسة إيرانيين وجرح 18 آخرون.

 |