أدان آية الله العظمى
السيد علي السيستاني المرجع الأعلى لشيعة
العراق يوم الاربعاء اسلوب تصدي قوات الاحتلال التي تقودها الولايات
المتحدة لانتفاضة الشيعة في العراق ودعا جميع الاطراف الى التزام
الهدوء.
وقال السيد السيستاني في بيانه:
اننا نشجب أساليب
قوات الاحتلال في العامل مع الحوادث الواقعة كما ندين التعدي على
الممتلكات العامة والخاصة وكل ما يؤدي الى
الاخلال بالنظام ويمنع المسؤولين العراقيين من اداء واجبهم في خدمة
الشعب وندعو الى معالجة الامور بالحكمة وعبر الطرق السلمية والامتناع
عن اي خطوة تصعيدية تؤدي الى المزيد من الفوضى واراقة الدماء وعلى
القوى السياسية والاجتماعية ان تساهم بصورة فعالة في وضع حد لهذه
الماسي.
من جهته اصدر مكتب آية الله العظمى السيد صادق
الشيرازي بيانا جاء فيه:
إن الاحداث المأساوية التي وقعت في النجف الأشرف
وبغداد وعدة مدن اُخرى، حيث اطلقت القوات
الأجنبية النار على المسيرات السلميّة،
وأوقعت عشرات القتلى والجرحى، تعدُّّ
إعتداءاً سافراً على القيم الدينيّة والإنسانيّة،
وهي تتسب في المزيد من تدهور الاوضاع الأمنيّة في البلاد،
كما تكشف الهوة العميقة بين الشعارات التي تطلقها القوات
الأجنبية وبين ممارساتها العملية التي لاتراعي حقوق المواطن العراقي
المسالم ،ولاحرمة البقعة المقدسة التي تضمُّ باب علم النبي (صلى الله
عليه وآله) الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، في الوقت الذي كان
من المتوقع أن تساهم هذه القوات في حفظ الأمن وخاصة في العتبات المقدسة.
إننا إذ نحمّل القوات الأجنبية مسؤلية ما حدث،
نطالب بـ:
1- محاكمة المتسببين
لهذا الحادث والحيلولة دون تكرار وقوع أمثاله .
2- إفساح المجال
للعراقيين الكرام لتوفير الأمن لمدنهم وخاصة في العتبات المقدسة وعدم
وضع العراقيل للحيلولة دون ذلك .
3- إفساح المجال
للشعب العراقي ليقرر مصيره حسب ما يريد _لا
كما يملي عليه الأجانب_، وذلك عبر انتخابات
حرّة ونزيهة _بحيث يكون للشخص الواحد صوت واحد _ من دون أن يملك أحد أو
مجموعة ،حق النقض (الفيتو)، وذلك يعجّل في
إستتباب الأمن والإستقرار ويؤمّن إستقلال العراق وسيادته ووحدة أراضيه
ووحدة أبنائه .
كما إننا ندعو العراقيين الكرام إلى اليقضة
والحذر وضبط النفس وتوحيد الصف ونبذ الفرقة وعدم الإنجرار إلى دوامة
العنف الذي سيكونون هم أول المتضررين منه ،والإستمرار في المطالبة
بالحقوق المشروعة عبر الطرق السلمية التي هي أحمد عاقبة ،وهذا هو
المترقب من الشعب العراقي الكريم الذي أثبت جدارته وحكمته وخاصة في
الظروف العصيبة .
كما أصدر مكتب آية الله العظمى السيد محمد تقي
المدرسي في كربلاء المقدسة بياناً دان "الأحداث الخطيرة" في إشارة إلى
المواجهات الدامية بين قوات الإحتلال و الشعب العراقي التي راح ضحيتها
عشرات المدنيين، وأشار الى انه "حذر" قوات الاحتلال مرات، معتبراً ان
الأوضاع "بدأت تتدهور الى الهاوية"، ومحذراً بشدة من تداعيات "قتل
المواطنين الآمنين واعتقال القيادات الدينية".
وطالب الاحتلال بالاعتذار عما حدث امس، وختم
قائلاً: "لقد اعذر من أنذر".
وأضاف البيان : نحن اذ ندين بشدة قتل المدنيين
الآمنين واعتقال القيادات الدينية نطالب هذه القوات اطلاق سراح
المعتقلين والاعتذار لما حدث , كما نطالبهم بتغيير كافة استراتيجياتهم
الخاطئة والتفاوض الجدي مع القوى الفاعلة في العراق لمعالجة الأزمة ثم
نقل السلطة الى العراقيين المخلصين والله المستعان.
كما اصدرت مؤسسة الإمام الشيرازي العالمية في
واشنطن بيانا حول التصعيد الخطير، جاء في البيان:
فيما يستعد العراقيون لإحياء ذكرى أربعين الإمام
الحسين بن علي (عليهما السلام)، وأربعين شهداء العمليات الإرهابية
الإجرامية التي شهدتها مدينتي كربلاء والكاظمية المقدستين، في يوم
عاشوراء المنصرم، تشهد مدينة النجف الاشرف و مدن أخرى تصعيدا امنيا
خطيرا تمثل بالمواجهة المسلحة و قتل النفوس البريئة.
إن خطورة الموقف، تستدعي التحلي بالصبر والحكمة،
و تحمل المسؤولية من قبل الجميع لتجاوز هذه المرحلة الحساسة من تاريخ
العراق، من خلال اقتراح تشكيل لجنة محايدة من العراقيين لدراسـة الأمر
تحت إشراف المرجعية الدينية .
إن الحوار المنطقي بين جميع الفرقاء، هو السبيل
الأمثل لحل أية مشكلة قد تبرز على الساحة، بسبب الظروف الطارئة التي
يعيشها العراق في ظل الاحتلال وانعدام الأمن وغياب السيادة، لان العنف
لا ينتج سوى العنف المضاد والتطرف، ما يعني مزيدا من الدماء والدمار،
وهذا ما لا يرغب به ذو عقل سليم البتة . |