إتصلوا بنا

الصفحة الرئيسية

ميليشيا جيش المهدي تهاجم مبنى المحافظة وتحطم معدات الإذاعة..

عباس سرحان

من الواضح أن الأوضاع اتجهت للتصعيد الخطير بين السيد مقتدى الصدر والقوات الأمريكية منذ عدة أسابيع، لا سيما بعد إغلاق صحيفة الحوزة العائدة للسيد الصدر وبعد اعتقال السيد مصطفى اليعقوبي أحد شيوخ التيار الصدري..

القوات الأمريكية بدأت بإغلاق صحيفة الحوزة، فرد السيد مقتدى بإعلان تأييده لحركة حماس وحزب الله لبنان وجعل من نفسه الذراع الضارب لهاتين الحركتين، فردت أمريكا باعتقال اليعقوبي..

مسلسل من التصعيد انتهى إلى مواجهات دامية ما زالت تشهدها المدن العراقية المختلفة نجم عنها العشرات من القتلى وربما المئات من الجرحى، وفشلت كل الجهود التي بُذلت حتى الآن لوقف التدهور ومحاصرة هذه الأزمة الخطيرة، سيما بعد أن أعلن بر يمر أن السيد (مقتدى الصدر وأتباعه خارجين على القانون ويهددون الأمن في العراق) بحسب تعبيره، وشدد على ضرورة معاقبتهم بحسب القانون، وبدت الإدارة المدنية في العراق جادة هذه المرة في تخلصها من السيد مقتدى الصدر بعد أن عرضت لائحة قانونية باعتقاله بعد اتهامه بالضلوع باغتيال السيد عبد المجيد الخوئي في نيسان من العام الماضي..

التصعيد الأخير لم يكن عفوياً وبدا منظماً مما يكشف عن ترتيب وتنظيم مسبق لجيش المهدي الذي سيطر على العديد من المدن بينها مدن رئيسية كما في البصرة والناصرية وكربلاء ومدينة الصدر، الأمر الذي كشف أيضاً هشاشة قوى الأمن الداخلي وعجزها عن مواجهة التحديات الأمنية، ففي مدينة كربلاء هاجم جيش المهدي مساء الأحد مركز شرطة العباسية القريب من مبنى المحافظة واستولى على بعض الأسلحة فيه، كما هاجم عدد آخر من أنصار الصدر مراكز الشرطة في أحياء كربلائية أخرى واستولوا على سيارات الشرطة الذين غادروا مراكزهم وعادوا إلى بيوتهم، ولم ينس أنصار جيش المهدي أن يغيروا على مبنى الإذاعة في كربلاء ويعبثوا بمعداته وأجهزته فيوقفوه عن البث.. 

وقد أصيبت المباني المجاورة لمبنى المحافظة بأضرار بالغة وأحرقت سيارة مدنية بعد تصدي القوات البولونية لأنصار الصدر الذين أغاروا على مبنى المحافظة مساء الأحد، وقتل عدة أشخاص بينهم إيراني وجرح آخرون.

من جانبه نفى الشيخ نزار التميمي أحد مسؤولي جامع المخيم وهو مكتب السيد مقتدى الصدر في كربلاء المقدسة، أن يكون أنصاره قد أغاروا على مبنى شرطة العباسية أو مبنى المحافظة ونفى اشتباكهم مع القوات البولونية مدعياً أن البولونيين قد خططوا لهذا الأمر وداهموا مركز الشرطة..

وأضاف قي لقاء له معنا بعد أن ألقى خطبة حماسية مقتضبة بأنصار الصدر ابتدأها بالتكبير والهجوم على أمريكا: ( ليس لجيش المهدي أي صلة، وإنما الاعتداءات حدثت من القوات البولونية، حيث ضربوا المحافظة وأرادوا إدخال جيش المهدي في مطب).

 ولكن الشيخ التميمي لم ينف أن أنصار السيد مقتدى الصدر قد (هيمنوا على مدينة كربلاء هيمنة أمنية من أجل الحفاظ على دوائر الدولة، وللحيلولة دون وصول الأعداء والمنافقين إلى هذه المراكز) بحسب تعبيره.

من جهة أخرى توقع البعض أن القوات الدولية في النجف كانت قد تعرضت لهجوم بالقذائف بينما كانت التظاهرات السلمية تمر بالقرب من مقرها هناك، الأمر الذي ربما يكشف عن استغلال للأوضاع من قبل أطراف لها مصالح في زعزعة الأمن في العراق. ولكن الشيخ التميمي رفض هذا الرأي قائلاً: (لا، ليس هناك طرف ثالث استغل الأوضاع ليصعد الموقف بيننا وبين قوات الاحتلال، ثم لماذا أنت تحمل قوات الاحتلال على الصحة.. لا يمكن أن نصفهم بالأناس الجيدين والمحترمين، هم الذين بدأوا الجماهير والتظاهرة السلمية بإطلاق العيارات النارية)..

شبكة النبأ المعلوماتية - الأربعاء 7/4/2004 - 16/ صفر المظفر/1425

^

إتصلوا بنا

الصفحة الرئيسية