ما زالت النبأ تسجل آراء
العراقيين بقانون إدارة الدولة
تأكيداً منها على أهمية هذا
الموضوع وخطورته
وبما أن الملف مفتوح حتى انتخاب
جمعية وطنية تنهي الجدل القائم
حول هذه القضية،فها نحن نتواصل
مع قرائنا الكرام بمزيد من اللقاءات والأخبار والتقارير
التي تعكس رؤى العراقيين
المختلفة حول قانون إدارة الدولة..
في هذا اللقاء نلتقي السيد مضر الحكيم وهو أول
محافظ لمدينة كربلاء المقدسة بعد سقوط النظام، وإليكم نص الحوار..
* هل يمثل قانون إدارة الدولة
للمرحلة الانتقالية الطموح الحقيقي للعراقيين؟
** بكل تأكيد أقول:لا ..فكثير مما كان في بال
الشعب العراقي لايتوفر عليه هذا القانون بل أن الكثير من مواده وفقراته
يتعارض مع طموحات الشعب العراقي ورغباته. وقد تطرق كثيرون لثغرات هذا
القانون، ولكنني أؤكد على جانب مهم، فهذا القانون أو الدستور كان يجب
أن يكتب من خلال هيئة أو لجنة منتخبة.. هذا مطلب مهم فالديمقراطية تبدأ
من هنا..لكي نضع دستورا أو قانونا للدولة فيجب أن يكون القانون مصاغاً
من قبل لجنة تمثل الشعب العراقي وتعرف طموحاته وتعمل على تأكيد آماله.
أما أن يصاغ الدستور في الغرف المغلقة ومن قبل
أطراف معينة غير منتخبة، فهذا الشكل من الممارسة لا يمثل أي نوع من
أنواع الديمقراطية..
*هل تنسجم هذه الطريقة إذن مع
مارفعته أمريكا من شعارات التحرير والديمقراطية التي رفعتها قبل الحرب؟
** أنا أقول ابتداء أن أمريكا لم تأت من أجل
الديمقراطية، وحتى الشعارات التي رفعتها وقالت فيها أنها جاءت من أجل
تحرير الشعب العراقي،فهي ناقضتها وأحرقتها من خلال ممارساتها العملية
في العراق،بدليل أنها أعلنت وبصراحة أنها قوات احتلال وليست قوات تحرير،
وحين تعلن أنها دولة محتلة، فهذا يعارض مع ما ادعته سابقاً من أنها
جاءت محررة وتحمل بشائر الديمقراطية!
وإليك مثلاً على عدم صحة الشعارات الأمريكية..
قبل فترة من الزمن عيّن المستر جون بيري مجلساً لإدارة محافظة كربلاء..
أفلا يعني هذا التعيين أنه قد تجاوز الديمقراطية بشكل فاضح؟!
الناس في كربلاء يصرون على أن يكون المجلس
منتخباً بينما السيد جون بيري يصر على تعيينه فأين هي الديمقراطية؟
هذا يؤكد إذن أن الأمريكان لايريدون لنا
الديمقراطية.
*ولكن يشاع أن عدم تشكيل مجلس
منتخب يرجع لخلافات عراقية_عراقية، في كربلاء وليس إلى ممانعة سلطات
التحالف؟
** لا على الإطلاق، بل بالعكس، ولو كنتم متابعين
للأحداث في كربلاء، ولكنكم لم تواكبوا الأحداث حقيقة.
لقد أصير إلى هيئة تحضيرية تغطي مختلف فئات
المجتمع الكربلائي ، السياسية والدينية والاجتماعية الأخرى.
ولكن لابد أن تعرف أن بعض التيارات الدينية
كمكتب سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني هم لا يريدون تمثيلاً في
المجلس، ولكنهم موجودون في الهيئة التحضيرية.
*ماهو الطريق للخروج من مأزق
الدستور الحالي؟
** أعتقد يجب الرجوع إلى الفكرة الأولى ، إلا
وهي انتخاب هيئة لكتابة الدستور تمثل العراقيين وتنبثق عنهم، من أصحاب
الاختصاص الديني والقانوني والثقافي والسياسي..
يجب أم يُكتب دستور عراقي يلبي حاجات وطموحات
الشعب العراقي.
أما هذا الدستور فلا أعتقده وافياً ، بل أراه
سبباً لإثارة المشاكل بين العراقيين.. |