المرأة العراقية عانت التغييب والمصادرة من قبل
النظام البائد، وهضمت حقوقها وتعرضت لألوان الممارسات التي قصد من
ورائها إبعادها عن وظيفتها الأساسية، ولكن لدى المرأة العراقية المسلمة
موروثاً دينياً وثقافياً وفكرياً يدفعها باستمرار نحو الأمام، لذا هي
سارعت بعد انقشاع غمامة السلطة البائدة إلى استعادة دورها المسلوب،
فأنشأت تجمعات ورابطات ومراكز نسوية تهتم بشؤونها..
مركز الحوراء زينب عليها السلام هو أحد تلك
المؤسسات النسوية التي أُنشأت في كر بلاء المقدسة، وقد التقينا
الدكتورة آمال الربيعي، مسؤولة المركز فتحدثت لنا عن أهداف المركز
ونشاطاته: ( همنا هو إبراز دور المرأة المسلمة وتكريس حضورها.. فلدينا
ندوات ثقافية وتربوية ، كما لدينا دورات تهتم بالأعمال المنزلية
كالخياطة والفصال..).
مركز الحوراء بناية كبيرة ضمت أجنحة متعددة خُصصت
للاستقبال والمحاضرات وتعليم الكومبيوتر.. فضلاًَ عن تخصيص إحداها
لتكون مقهى للانترنيت ضم عددا لا بأس به من أجهزة الحاسوب..
ولكن هل تستطيع المرأة أن توفق بين دورها في منزلها
وبين اهتماماتها الأخرى في هذا المركز، وتجيب الدكتورة آمال الربيعي عن
هذا التساؤل: ( لدينا هنا دار حضانة للأطفال، فبإمكان المرأة أن تصطحب
أطفالها الصغار معها ليكونون تحت رعايتنا طالما كانت معنا في
المركز..هذا فضلاً عن أن المركز يختار الأوقات المناسبة لإقامة نشاطاته).
تطمح النساء القائمات على إدارة هذا المركز النسوي
إلى تفعيل دور المرأة لتكون في المقدمة دائمة خدمة لمجتمعها ودينها
وأسرتها ..ففي المرحلة الحالية وما يتلوها مطلوب من المرأة أن تكون
سياسية، مدركة لما يدور حولها من أحداث سياسية، كما مطلوب منها أن تكون
واعية مدركة ومثقفة كي تفهم مالها وما عليها من واجبات دينية وحياتية
في إطار أسرتها ومجتمعها..
أهداف كبيرة لن تتحقق بين ليلة وضحاها ولا بد أن
تتضافر من أجل تحقيقها مختلف الجهود المخلصة..-



 |