تعرض قانون ادارة الدولة للمرحلة الانتقالية
الذي وقعه اعضاء مجلس الحكم الانتقالي بالاجماع رغم تحفظات البعض الى
انتقادات قاسية الجمعة من قبل ائمة المساجد الشيعية بلغت حد دعوة
الطلاب الى الاضراب السبت.
ففي بغداد تجمع الاف الشيعة تعبيرا عن احتجاجهم
على القانون قبل صلاة الجمعة في ساحة الفردوس حيث كان تمثال الرئيس
العراقي السابق صدام حسين الذي ازالته القوات الاميركية بعد دخولها
المدينة.
ورفع الحشد لافتات كتب عليها "لا نريد دستورا
اميركيا ومجلس حكم باع العراق" و "ديموقراطية مجلس الحكم جديدة من
نوعها تاخذ براي الاقلية وترفض راي الاكثرية" و"الاسلام مهدد بقنبلة
موقوتة مزروعة في دستور مؤقت".
وقرأ الشيخ علي الابراهيمي بيانا صادرا عن آية
الله محمد اليعقوبي دعا فيه طلاب المدارس والجامعات والمعاهد العراقية
الى "الاضراب غدا السبت تعبيرا عن رفضهم للقانون".
وقال ان "هذا القانون يتضمن ثغرات كبيرة يمكن ان
تكون مفتاحا للشر ومهما قيل في تبريرها كحفظ حقوق الاقلية ونحوها فانها
واهية وضعيفة".
ودعا اليعقوبي اعضاء مجلس الحكم الى "تحقيق
مطالب هذه الجماهير التي لا يمكن التنازل عنها" مؤكدا ان الصلاة في
الساحة العامة "ستعود من جديد اذا لم تتحقق هذه المطالب".
وطالب البيان بان "لا يتخذ مجلس الحكم قرارات
مصيرية مثل تجنيس الاجانب وخصخصة القطاعات الحيوية وعقد المعاهدات
الامنية والاستراتيجية لانه مجلس انتقالي فاقد للشرعية".
كما دعا المجلس الى "التشاور والتنسيق مع القوى
الدينية والسياسية الموجودة في الساحة العراقية قبل اتخاذ مثل هذه
القرارات وعدم التفرد باصدارها".
وفي الكوفة قال مقتدى الصدر في خطبة الجمعة امام
الاف المصلين ان "هذا القانون شبيه بوعد بلفور الذي باع فلسطين نحن في
طريقنا لبيع العراق والاسلام انها علامة سيئة".
وفي النجف قال الشيخ صدر الدين القبانجي ممثل
المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق بزعامة عبد العزيز الحكيم
خلال خطبة الجمعة في الروضة الحيدرية "هناك نقاط ضعف في قانون ادارة
الدولة اهمها قضية الشرعية فمن اين يستمد هذا القانون شرعيته لانه لم
يتم التصويت عليه لا من الجمهور ولا من الفقهاء وهذا ما اكدت عليه
المرجعية الدينية".
وقال ان "البعض يحاول ان يفرض رأيا معينا ونحن
نعتقد ان المجلس المنتخب يجب ان لا يفرض اي شيء". واوضح القبانجي ان "هذا
القانون نقطة تحول لا يجوز تعديل مواده في اي حال من الاحوال وهذا مكمن
الخطر".
واعتبر ان "قيام ثلاث محافظات بإلغاء اصوات
الغالبية يهدد وحدة البلاد". وتساءل "كيف يستطيع مليون ناخب ان يمتلكون
حق النقض على 14 مليون شخص"؟ مشيرا الى ان "هذا لا ترضى عليه المرجعية
الدينية".
ومن جهته اكد احمد الصافي ممثل السيستاني في
كربلاء اثناء صلاة الجمعة ان "قانون ادارة الدولة ليس بقانون بل مهزلة
التاريخ". وقال مخاطبا اعضاء مجلس الحكم "كفاكم ضحكا على الذقون وكفاكم
تجاهلا لمصالح هذا الشعب من اجل مصالح دنيوية". واضاف ان "الشعب
العراقي يقف اليوم وقفة تختلف عن السابق انه يزن الامور بميزان العدل".
وفي مسجد الامام الكاظم في بغداد حيث وقعت
اعتداءات دامية في الثاني من الشهر الحالي في ذكرى عاشوراء تساءل الشيخ
رائد الكاظمي خلال خطبة الجمعة عن "مشروعية الاحتلال سوى قرارات مجلس
وما هي مشروعية مجلس الحكم وما هي مشروعية القوانين التي يسنها مجلس
غير شرعي؟".
واضاف ان "هذه القوانين غير شرعية ولا تمثل
الشعب العراقي لانها لم تأخذ بنظر الاعتبار الموازين الشرعية للعراق".
وختم ان "هذا القانون اللاشرعي الذي تبناه الاحتلال وهذا واضح من مواده
وبنوده لا ينطلي على الشعب العراقي لانه اصبح على مستوى من الوعي بحيث
لا تنطلي عليه مثل هذه المزايدات والعمالة".
المصدر: وكالات |